بيروت، لبنان (CNN) -- اتهم القيادي في تيار المستقبل اللبناني المعارض، النائب السابق مصطفى علوش، حزب الله بالمشاركة في العمليات العسكرية ضد الثوار في سوريا وبتسلّم جبهة مدينة حمص بأمر من إيران، محذراً من وجود مشاريع للسيطرة على تلك المنطقة بهدف ربط البلدات العلوية في الساحل السوري بالمناطق اللبنانية ذات الغالبية الشيعية شمال شرقي البلاد.
وقال علوش، في حديث لـCNN بالعربية الجمعة، حول الموقف بعد إعلان حزب الله مقتل أحد قادته أثناء أداء "واجبه الجهادي" دون تقديم المزيد من التفاصيل إن المعطيات حول دور حزب الله في سوريا "موجودة منذ فترة طويلة."
وتابع علوش بالقول: "لدينا معلومات من ناشطين يتبعون لتيار المستقبل في منطقة بعلبك - الهرمل (شمال شرقي لبنان) تؤكد تشييع العشرات من أبناء المنطقة الذين جرى إعادة جثثهم من سوريا."
ورجح علوش تركيز حزب الله على القتال في حمص قائلاً: "بالنسبة لمسألة ربط حمص بالبقاع الشمالي فقد سبق لي أن أشرت إلى هذا المخطط عبر تحليلي لمسار الأحداث منذ شهور، واليوم هناك أكثر من مصدر مطلع يتحدث عن ذلك."
وشرح وجهة نظره بالقول: "السيطرة على حمص تتيح ربط الساحل السوري بالبقاع الشمالي، والسيطرة على مفتاح المناطق الداخلية والمنافذ البحرية السورية، كما يمكن لمن يسيطر على حمص وصل البقاع اللبناني بالمنطقة ذات الكثافة العلوية بسوريا في حال حصول تقسيم أو فرز طائفي، وهو ما بات أمراً واقعاً في سوريا للأسف."
وحول إمكانية امتداد المواجهات في سوريا إلى الداخل اللبناني مع اتهام حزب الله وحلفائه للمعارضة اللبنانية بدعم الثوار في سوريا قال علوش: "أعتقد أن حزب الله لا يمكنه خوض معارك على مختلف الجبهات، وفي الواقع فإن هناك صورة مرسومة لهذا التنظيم على أنه قوة متعددة الأذرع والقدرات وأنه لا يقهر، ولكن هذا الأمر هو جزء من بناء الأسطورة، إذ يمكن للحزب القتال في بيروت أو الجنوب ولكنه سيعجز عن السيطرة على مناطق متعددة."
وأضاف: "حزب الله موكّل من الولي الفقيه بمعركة حمص، ولكن لا يمكنه القتال بحلب على سبيل المثال، لذلك قد يُعهد بهذا الأمر إلى وحدات من الحرس الثوري التي قيل إنها موجودة على الأرض بسوريا، ولكن لا أظن أن النظام السوري يعاني من مشكلة في أعداد المقاتلين فهناك ميليشيات مذهبية موجودة ويقدر عدد أفرادها بعشرات الآلاف."
كما لفت القيادي في تيار المستقبل، صاحب النفوذ الأكبر بين أبناء الطائفة السنيّة في لبنان، إلى أن الحسابات القائمة حالياً ينقصها عامل أساسي لم يدخل في المعادلات بعد، وهو العامل الإسرائيلي، وأضاف: "قد يكون هذا الموضوع من بين الأمور التي سيكون على لبنان وحزب الله التعاطي معها في وقت ليس ببعيد."
وحول الحادث الأخير في منطقة البقاع اللبناني، والذي قال حزب الله إنه أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصره بعد انفجار مخزن للذخائر القديمة قال علوش إن المعارضة اللبنانية المنضوية تحت تحالف "14 آذار" أثارت قضية تخزين الأسلحة في البقاع وكذلك في الجنوب، ولكنها "لم تجد آذانا صاغية."
وتابع بالقول: "هناك معطيات سياسية وطائفية تعقد هذا الملف، ولكننا سنحاول في قوى 14 آذار إثارة الموضوع وكذلك طرح قضية خرق حزب الله للحياد اللبناني عبر المشاركة في عمليات بسوريا."
وكان حزب الله قد أعلن الأربعاء مقتل ثلاثة من عناصره في انفجار قال إنه وقع في مستودع "لذخائر وقذائف قديمة" مشيراً أيضاً إلى سقوط عدد من الجرحى، وذلك في منطقة تقع شرقي البلاد، قرب الحدود مع سوريا.
وجاء ذلك بعد يوم من تشييع الحزب في منطقة مجاورة للقيادي العسكري في صفوفه، علي حسين ناصيف، ولقبه "أبو العباس" قائلاً إنه "قضى خلال قيامه بواجبه الجهادي" دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتيبة البراء" التابعة لكتائب الفاروق في منطقة القصير القريبة من حمص قد أعلنت في تسجيل مصور مسؤوليتها عن مقتل أبو العباس بهجوم على حاجز الزراعة الذي يقع على طريق تربط بين القصير وبعلبك، وحاصرته طوال ثمانية أيام وقامت بقتل ضباطه وعناصره، وبينهم علي حسين ناصيف.