CNN CNN

الراهب: مستقبل المسيحيين بالمنطقة مرتبط بالمسلمين

تقرير: سامية عايش
السبت، 24 آذار/مارس 2012، آخر تحديث 19:01 (GMT+0400)
 

(شاهد التقرير)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لن يكون عام 2012 كغيره من الأعوام السابقة أو اللاحقة بالنسبة للدكتور متري الراهب.

فيوم الرابع والعشرين من فبراير/ شباط الحالي، يشهد تسلمه جائزة الإعلام الألمانية، التي عادة ما تمنح لرؤساء الدول، غير أن لجنة التحكيم قررت هذا العام منحها لشخصيات تميزت بعملها الصامت المثابر.

وحول الجائزة، قال الدكتور الراهب في مقابلة خاصة مع CNN بالعربية: "جائزة الإعلام الألمانية عمرها 20 سنة، وتمنح لرؤساء الدول، فقد حاز عليها سابقا كل من إسحاق رابين وبيل كلينتون والمستشارة أنجيلا ميركل والملك الراحل الحسين بن طلال، وقد قررت اللجنة هذا العام تقديم الجائزة لأشخاص غير معروفين ولهم حضورهم على الأرض من ضمنهم أنا.

وأضاف: "بالنسبة لي، تسلط هذه الجائزة الضوء على فلسطين ومعاناتنا، إضافة إلى العمل الدؤوب، إذ أن فيها مساحات من الأمل في هذه البقعة التي تنتشر فيها المآسي."

والدكتور الراهب هو مؤسس مجموعة ديار، التي تهدف إلى بناء المجتمع وتطويره والتركيز على شرائح معينة فيه، كالأطفال والشباب والمرأة وكبار السن.

وحول بداية فكرة مجموعة ديار، يقول الدكتور الراهب: "بدأت بفكرة في 1995، وحينها انطلقنا بمركز صغير أسميناه دار الندوة الدولية، وهي مأخوذة من التراث العربي، فبيت جد الرسول كان يسمى دار الندوة، وهو المكان الذي كان يلتقي فيه كبار القوم."

واضاف: وهكذا كان هدفنا هو خلق شيء شبيه، ولكن على مستوى عالمي، فبدأنا المشروع بغرفة صغيرة، وكبرنا لنصبح ثالث أكبر مشغل في بيت لحم."

ومؤخرا أصدر الدكتور الراهب كتابا بعنوان الربيع العربي ومسيحيو الشرق الأوسط، يتحدث فيه عن الثورات العربية من منظور مسيحي، حيث يقول: كتابي الجديد اسمه الربيع العربي ومسيحيو الشرق الأوسط عن ديار للنشر، وفيه مقالات لمفكرين عرب من مصر وسوريا ولبنان وفلسطين، تناقش قضية خوف المسيحيين من التغييرات التي تحدث، ويطرح تنوع رؤية المسيحيين للربيع العربي، كألوان قوس القزح، فهم جزء لا يتجزء من الربيع العربي، ويحملون أفكار كل أطياف الشارع."

وعن تأثير  موجة الثورات العربية على المسيحيين في الشرق الأوسط، قال الراهب: "هناك تغييرات تحدث، وهي مصدر قلق للمسيحيين، وأقول إنه لا يوجد خلاف بأن الموجه القادمة هي إسلامية، ولكن التحدي هو، أي نوع من الاسلام هذا الذي نتحدث عنه؟ هل هو السعودي بتجلياته؟ أم كما في دول الخليج الأخرى؟ أم هو الإسلام في المغرب أو في تركيا؟ فالإسلام له تجليات مختلفة."

,اضاف:" أعتقد انه لا يوجد مستقبل للمسيحيين بالمنطقة دون وجود مستقبل للمسلمين، فنحن نصنع مستقبلا واحدا، ولعل الجواب الأفضل هو أن الشرق الأوسط اليوم بحاجة لرؤية جديدة لمستقبل أبنائه."

الدكتور الراهب يؤمن بأن الحل لمشاكل الشرق الأوسط لا يمكن أن يأتي من الخارج، بل إن السر يكمن في شبابه الواعد القادر على إحداث التغيير.