CNN CNN

البشير يواجه "الربيع السوداني" بالقبضة الحديدية

الاثنين، 02 تموز/يوليو 2012، آخر تحديث 15:15 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- منذ 17 يونيو/ حزيران الجاري، بدأت السودان تشهد تحركات شعبية متزايدة، مناوئة للنظام العسكري، الذي يحكم الدولة العربية منذ 23 عاماً، بقيادة الفريق عمر البشير، حيث تحولت الاحتجاجات ضد الغلاء، إلى "ثورة ضد الفساد"، يصر نظام الخرطوم، على استخدام القوة، لوأدها في مهدها.

وكغيره من العديد من النظم الحاكمة في الدول العربية، بادر نظام الخرطوم إلى اتهام "أطراف خارجية" بإشعال الأوضاع، وضرب الاستقرار في السودان، ليبرر لنفسه، وبعض حلفائه، استخدام مختلف أساليب القمع ضد المحتجين المدنيين، على اعتبار أنهم "يقومون بتنفيذ مخطط خارجي."

وتصاعدت الدعوات برحيل البشير عن الحكم، بعد نحو 23 عاماً في السلطة، مع تدهور الوضع الاقتصادي الذي أجبر الحكومة على إجراء خفض كبير في النفقات، ورفع الدعم عن الوقود، مما أدى إلى ارتفاع كلفة المعيشة، الأمر الذي دفع المحتجين للنزول في الشوارع، للتعبير عن رفضهم لسياسة "التقشف" الحكومية.

ورد البشير بوصف المشاركين في الاحتجاجات بأنهم "قلة"، و"شذاذ الآفاق"، كما هدد بإنزال "مجاهدين حقيقيين" للتصدي لهم، في الوقت الذي تحدث فيه ناشطون عن انتشار ملحوظ لقوات الأمن بشوارع الخرطوم، إلى جانب عناصر "الرباطة"، وهو تعبير سوداني يقابل "الشبيحة" و"البلطجية" في دول عربية أخرى.

إلا أن المحتجين السودانيين، الذين انضموا إلى غيرهم من شعوب المنطقة، فيما يُعرف بـ"الربيع العربي"، بدأوا بإطلاق أسماء مختلفة على مظاهراتهم في أيام الجمعة، كما يفعل المصريون في ميدان التحرير، والسوريون في مختلف المدن والبلدات السورية.

وخرجت مظاهرات الجمعة الأولى، في 22 يونيو/ حزيران الجاري، تحت اسم "جمعة الكتاحة"، وهي كلمة سودانية تعني "الرياح العاتية المصحوبة بالغبار"، إلا أن قوات الأمن السودانية، التي تلقت أوامر حكومية بـ"سحق" الاحتجاجات، تمكنت من تفريق المتظاهرين باستخدام الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وجاءت احتجاجات الجمعة الثانية، في 29 من نفس الشهر، تحت عنوان "جمعة لحس الكوع"، التي تصدت لها قوات الأمن أيضاً بالقوة، وسط أنباء صادرة عن الأمم المتحدة بأن السلطات السودانية احتجزت قادة المعارضة، وأجبرتهم على توقيع تعهدات بعدم المشاركة في أي احتجاجات.

وأثناء محاولة مئات المحتجين الخروج من مسجدين يرتادهما أنصار أحزاب المعارضة، وبينها حزب الأمة الذي يقوده المعارض البارز، الصادق المهدي، وذلك في العاصمة الخرطوم، وفي أم درمان، بعد صلاة الجمعة، تصدت لهم قوات الأمن، ومنعتهم من الخروج من المسجدين لعدة ساعات.

وقال مراسل لـCNN كان في مسجد "السيد عبد الرحمن"، إنه بعد انتهاء صلاة الجمعة، تجمّع قرابة 500 من عناصر مكافحة الشغب خارج المسجد، وأطلقوا قنابل الغاز على الحشود التي كانت تسعى للخروج، مما دفع الموجودين إلى الرد بإلقاء الحجارة على قوات الأمن.

وبحسب مراسل CNN فإن زعيم حزب الأمة، الصادق المهدي، وهو آخر رئيس وزراء يصل إلى السلطة في السودان بانتخابات ديمقراطية، كان موجوداً في المسجد، واصطحبه أنصاره إلى خارجه بسلام.(مزيد من التفاصيل)

وقال ناشطون لـCNN أيضاً أن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع في مسجد "السيد علي"، وقال ناشط من مجموعة "التغيير الآن" طلب التعريف عن نفسه باسم مستعار هو أحمد سمير: "لقد قاموا بمهاجمة الناس في المساجد، كما جرى إغلاق الطرقات إلى مسجد السيد علي."

وفيما رفع بعض المتظاهرين لافتات تدعو إلى "العصيان المدني"، فإن السودانيين، الذي يعانون ظروفاً اقتصادية واجتماعية متردية، يصرون على مواصلة احتجاجاتهم حتى السبت 30 يونيو/ حزيران الجاري، الذي يصادف الذكرى الـ23 لتولي الحزب الحاكم السلطة.