CNN CNN

مصر: ثورة يوليو تواجه جدلا سياسيا حول شرعيتها

الأربعاء، 22 آب/اغسطس 2012، آخر تحديث 00:01 (GMT+0400)

القاهرة، مصر (CNN) -- تأتي ذكرى ثورة "23 يوليو" هذا العام والتي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وسط جدل سياسي بمصر، بعد أن عبر عددا من شباب الثورة، ضمنهم منسق حركة "6 أبريل،" أحمد ماهر، عن رفضهم لأحياء ذكراها  كونها تمثل بداية لحكم العسكر لمدة 60 عام، واعتبار  الثورة هي "25 يناير" فقط.

كما  طالب ماهر بأن يكون النزول في هذا اليوم ليس للاحتفال بالثورة، وإنما للمطالبة بإنهاء "حكم العسكر" الذي تعتبر بعض القوى السياسية بأنه مازال مسيطرا على مقاليد الحكم بالإعلان الدستوري المكمل، في حين  يطالب مؤيدو المجلس العسكري  بالنزول بتظاهرات حاشدة كبيرة للاعتراض على "حكم المرشد،" بالإشارة لمرشد جماعة الإخوان المسلمين.

وكان خطاب شهير للرئيس المصري، محمد مرسي، ألقاه بميدان التحرير، قد أحدث غضبا بين قطاعا كبيرا من المصريين، حين قال جملته الشهيرة "ما أدراك ما الستينات" وذلك في إشارة لما تقوله جماعة الإخوان المسلمين عن تعرضها للظلم والاعتقال في تلك الحقبة من تاريخ مصر.

وقال الخبير العسكري سامح سيف اليزل، إن المطالبات بإلغاء الاحتفال بثورة يوليو، "يدخل في نطاق العيب، حيث لا يمكن تجاهل تاريخ مصر القائم و الموجود والمؤرخ، كما لا يمكن لأحد أن يعود بالتاريخ إلى الخلف، إذ غيرت ثورة يوليو  الحياة بمصر من الملكية إلى الجمهورية، وحققت عدالة اجتماعية وقضت على الإقطاع، وساعدت حركات التحرر في إفريقيا والدول العربية."

و أضاف الخبير الاستراتيجي لـCNN بالعربية ، أن ثورة 1952 "قام بها مجموعة من الضباط الأحرار بالقوات المسلحة، في ظل غياب كامل للقوى المدنية و الجماعات الدينية، على الرغم مما يقال عن اتصالات بعض الضباط الأحرار، بجماعة الإخوان، إذ أنها كانت في الإطار العام فقط، كما لا يمكن لضباط يخططوا لعمل ثورة بإفشاء سرها لأفراد من خارجها."

و قال عضو مجلس الشعب عن حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، صابر أبو الفتوح، "لا ينبغي أن يلغى التاريخ حتى وإن كان مسيئا أو ادخل عليه ما ليس فيه من قبل مؤرخين تواطئوا في كتابة التاريخ بإنكار دور الجماعة في نجاح ثورة يوليو، واختزالها في بعض العسكر الذين استولوا على السلطة" على حد تعبيره.

وحول خطاب مرسي بميدان التحرير والذي قال فيها جملته الشهيرة "ما إدراك ما الستينات" قال أبو الفتوح "أعتقد أنه كان يشير إلى حكم العسكر الذي سرق الثورة التي نجحت بجهود الإخوان، وما حدث من اعتقالات وتعذيب لأعضاء الجماعة ومصادرة الحريات في ذلك الوقت" على حد قوله.

وقال عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، لـCNN بالعربية،" إن أحمد ماهر أو غيره "لا يستطيعون إلغاء انجازات مصر، كما لا يمكن اختزال ثورة يوليو بأنها كرست لحكم العسكر وإقامة حكم سلطوي،  مشيرا أنها قضت على الركود اقتصادي في ذلك الوقت والظلم الاجتماعي للفلاحين و العمال."

ووصف القيادي اليساري فترة  حكم الزعيم جمال عبد الناصر بـ"المجيدة،" والتي "لم يشوبها سوى عدم وجود تعددية حزبية وحياة ديمقراطية سليمة، ولكنها في المقابل حققت انجازات عظيمة وأوجدت حلول سريعة للعديد من المشكلات الاجتماعية و الوطنية للبلاد."

وأشار شكر إلى "قانون الإصلاح الزراعي وتوزيع أراضي كبار الملاك على الفلاحين وإنشاء مصانع وتوسيع نطاق التعليم المجاني واستقلال البلاد عن الاستعمار الأجنبي والتصدي للعدوان الثلاثي وعقد قمة عدم الانحياز" وغيرها.

وكانت مجموعة من السياسيين قد رفضوا تصريحات ماهر عبر  صفحاتهم الشخصية بموقع تويتر، أبرزها للنائب السابق مصطفى النجار الذي قال " تعقلوا يا شباب الثورة كفانا عداء للمجتمع".

كما قال الاستشاري ممدوح حمزة علي حسابه "للأسف ثورة يناير جعلت من بعض الجهلة يتطاولون على ثورة يوليو التي بدونها ما كانوا قد تعلموا من الأساس،" كما طالب بالاحتفال بها في ميدان التحرير، كما قال حمدي قنديل "اطلب من عمال المحلة أن يعطوك درسا في التاريخ".