CNN CNN

اليمن: جرح 27 باشتباكات أمام السفارة الأمريكية

السبت، 13 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

صنعاء، اليمن (CNN)-- تمكنت أجهزة الأمن اليمنية من فرض سيطرتها على المنطقة المحيطة بمبنى السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء، بعد محاولة اقتحامه لأكثر من مرة الخميس، من قبل المئات المتظاهرين الغاضبين من الفيلم المسيء للنبي محمد والمسلمين.

وقد أدت المصادمات، التي اندلعت أثناء محاول قوات مكافحة الشغب تفريق المتظاهرين، بإطلاق الرصاص في الهواء، والغاز المسيل للدموع، إلى جرح 24 من أفراد الأمن، بحسب وزارة الدفاع، إضافة إلى 3 مدنيين، حالة أحدهم حرجة، جراء ارتداد طلقات الرصاص، بحسب الهلال الأحمر.

وقد أشعل عدد من المتظاهرين إطارات السيارات، وخيمت سحب الدخان، بينما سمع صوت إطلاق رصاص، من قبل قوات مكافحة الشغب، وأغلقت الطرقات بعدما كرر المئات من المتظاهرين محاولة اقتحام بوابات السفارة من الجهتين الشمالية والجنوبية، وذلك بعد انضمام مصليين قدموا من جامع الفردوس القريب من الموقع، بحسب شهود عيان.

وأفادت مراسلة موقع CNN بالعربية بأن تعزيزات عسكرية ومدرعات وصلت إلى موقع السفارة، إلا أن المتظاهرين حالوا دون دخولها للمبنى وأخذوا بالتسلق فوقها. 

وكان متظاهرون قد تمكنوا بالفعل من اقتحام مبنى السفارة الأمريكية وحرق سيارات وسط هتافات تعبر عن الغضب الذي يخيم على شوارع عدد من العواصم العربية والإسلامية، جراء الفيلم الذي يسيء للنبي محمد والإسلام.

وبحسب شهود عيان، فقد تمكن بضع مئات من المتظاهرين من اقتحام مبنى السفارة الواقعة في حي "سعوان"، شرقي العاصمة اليمنية من البوابتين الشمالية والجنونية، وأضرموا النار في ثلاث سيارات كانت في الداخل، وحاولوا كسر زجاج غرفة أمن السفارة.

وأكدت مراسلة موقع CNN بالعربية، التي تواجدت بالقرب من مبنى السفارة، وجود سحب من الدخان وأصوات إطلاق نار، وتجمهر المئات من اليمنيين.

ونقلت عن مصدر أمني يمني قوله إن "شرطة مكافحة الشعب أطلقت النار بالهواء لتفريق المتظاهرين الغاضبين، وتمكنت بالفعل من إخراجهم من مبنى السفارة الأمريكية."

وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن حرس السفارة، والأمن الأمريكي في الداخل لم يطلق النار على الإطلاق.

وبحسب شهود عيان، فقد تعالت هتافات المتظاهرين المنددة بالفيلم المسيء للنبي محمد والإسلام، وهتفوا من وراء الحواجز الأمنية القريبة من السفارة الأمريكية، قائلين: "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود."

ومن جانبه، أعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عن بالغ الأسف لمجريات ما حدث الخميس من اعتداء على السفارة الأمريكية في صنعاء.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" عن هادي قوله: "إن من قام بذلك جماعات غوغائية لا تعي ولا تدرك المخططات البعيدة المرامي من قبل القوى الصهيونية، خصوصا التي قامت بتأليف ونشر فيلم مسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم".

وأشار إلى أن "هذه المخططات تهدف إلى الإضرار بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، منوها إلى أن "هذه الجماعات قد استغلت عدم الاستعدادات الأمنية اللازمة، والتي جاءت في ظروف الانقسامات في صفوف الأمن جراء الأزمة السياسية التي نشطت مطلع العام 2011،" بحسب الوكالة.

وحذر الرئيس اليمني من أن "هذه الاعتداءات ستنعكس سلبا على العلاقات الطيبة بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لما تريده المخططات المعادية للسلام والوئام، والتي تعمل دوما على خلق الفجوات والمشاكل بين الشعوب."

وعبر رئيس الجمهورية عن اعتذاره الشخصي للرئيس الأمريكي باراك اوباما ولشعب الولايات المتحدة الأمريكية لما حدث اليوم، مؤكدا أنه يتابع الوضع عن كثب، بحسب سبأ.

السفارة الأمريكية بصنعاء حذرت في رسالة على موقعها الإلكتروني من احتمال وقوع مزيد من الاحتجاجات في الأيام القادمة، لا سيما في محيط السفارة، وحثت الجالية الأمريكية على مغادرة البلاد.

وجاء في التحذير، "التهديد الأمني لجميع المواطنين الأمريكيين في اليمن لا يزال قائما وحرجا، وبالتالي عليهم مغادرة البلاد." 

وأوضح التحذير أن خدمات السفارة وعدد موظفيها حاليا سيكون محدودا، وبالتالي "فإن قدرتنا على مساعدة المواطنين الأمريكيين في حالة الطوارئ لا تزال محدودة، وربما تكون مقيدة نتيجة للوضع الأمني."

من جانبه، قال مسؤول في الإدارة الأمريكية لشبكة CNN: "نحن نبذل كل ما بوسعنا للقيام بمهامنا في اليمن." وأشاد بالتعاون القائم بين الولايات المتحدة واليمن، ولكنه أشار إلى أن السبب وراء هذه الاحتجاجات يعود للغضب السائد جراء الفيلم.

وتأتي المظاهرات في اليمن، متزامنة مع حالة الغضب والاحتجاج التي لا تزال مستمرة في العاصمة المصرية، القاهرة، منذ مساء الثلاثاء، حيث قام عدد من المتظاهرين باعتلاء سور السفارة الأمريكية، وتمزيق العلم الأمريكي واستبداله براية سوداء أثناء وقفة احتجاجية للتنديد بعرض فيلم مسيء للنبي محمد بالولايات المتحدة.

وفي ليبيا، قتل أربعة أمريكيين، بما في ذلك سفير الولايات المتحدة إلى ليبيا، كريس ستيفنز، مساء الثلاثاء، وسط ضجة إقليمية بسبب الفيلم الذي قيل إنه يسخر من نبي الإسلام.