CNN CNN

ليبيا: الآلاف يسلمون أسلحتهم في بنغازي وطرابلس

الاثنين، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)
 رجل يعرض سلاحه قبل تسليمه في طرابلس السبت

 

طرابلس، ليبيا (CNN) --انطلقت منذ ساعات الصباح في ليبيا السبت مبادرة لجمع السلاح من المواطنين والثوار وتسليمه للجيش الوطني وذلك في "ساحة الحرية" في مدينة بنغازي و"ميدان الشهداء" بالعاصمة طرابلس، تحت إشراف رئاسة الأركان العامة بالجيش، وذلك بعد الحوادث الدامية التي شهدتها البلاد مؤخراً.

وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن المبادرة انطلقت تحت شعار "ادعم جيشك وأمِّن بلادك بتسليم سلاحك" وتشمل تسلّم قطع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وكذلك الذخائر.

وبحسب الوكالة فقد شهد "ميدان الشهداء" في العاصمة طرابلس و"ساحة الحرية" في مدينة بنغازي إقبالا كبيرا من المواطنين والثوار "لتنفيذ هذه المبادرة بتسليم ما لديهم من أسلحة وعتاد إلى رئاسة الأركان العامة للجيش الوطني التي تمثل السلطة الشرعية في ليبيا."

ونقلت الوكالة الليبية الرسمية عن قناة "ليبيا الحرة" أنه تم استلام 16 ألف قطعة ذخيرة و600 قطعة سلاح حتى الآن من قبل 840 شخصاً في بنغازي، كما جرى تمديد مهلة تسليم الأسلحة حتى الساعة العاشرة ليلا بالتوقيت المحلي.

ووجه رئيس الأركان العامة بالجيش الليبي، اللواء الركن يوسف المنقوش، التحية إلى أهالي وسكان مدينتي طرابلس وبنغازي ومبادرتهم بتسليم أسلحتهم طواعية، وقال لقناة "ليبيا الحرة" إن ما حصل في طرابلس وبنغازي في الأيام الماضية "كان حافزا اليوم لظهور المواطنين وتسليم أسلحتهم."

وأشار رئيس الأركان الليبي إلى أن هذه المبادرة هي رمز واضح جدا لجميع أفراد الشعب الليبي، وأنه تم اختيار طرابلس وبنغازي باعتبارهما أكبر مدينتين "لكي تكونا قدوة،" وأن هذا البرنامج "سيستمر في كل المدن الليبية."

وقبل بدء عمليات تسليم السلاح بساعات تجمع العشرات مساء الجمعة أمام مستشفى الجلاء ببنغازي للمطالبة بعودة كتيبة "أنصار الشريعة" لتولي مهمة الحماية الأمنية للمستشفى، وقاموا برفع شعارات مؤيدة لأنصار الشريعة وقاموا برشق عدد من سائقي السيارات المارة بالحجارة.

وأشارت الوكالة، نقلاً عن شهود عيان، أن الحادث تطور إلى شجار مع سكان المنطقة، وفي تطور لاحق هاجم المتظاهرون المؤيدون لأنصار الشريعة مقر مركز الشرطة بمنطقة رأس عبيدة الذي لا يبعد كثيرا عن مستشفى الجلاء، وحاولوا إضرام النار في المقر.

وكانت ليبيا قد شهدت عدة حوادث مؤخراً دلت على مخاطر انتشار السلاح فيها، فقد تعرضت القنصلية الأمريكية في بنغازي لهجوم دام أدى إلى مقتل عدة أمريكيين، على رأسهم السفير كريستوفر ستيفنز، وأعقب ذلك احتجاجات دفعت التنظيمات المسلحة إلى خارج بنغازي، بينما طالب السكان في طرابلس كافة الفصائل المسلحة بتسليم سلاحها للدولة.

وانتشرت كميات كبيرة من السلاح في ليبيا منذ بداية الثورة ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وسقوط معسكرات ومخازن قواته، ورغم انتصار الثورة إلا أن السلطة المركزية لم تنجح حتى الآن في فرض سلطتها بالكامل على البلاد.