CNN CNN

البطل البارالمبي محمد الديب: نفسي أشتغل

الجمعة، 19 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)
 

القاهرة، مصر (CNN) -- فسر البطل البارالمبي المصري محمد الديب، صاحب الميدالية الذهبية لرفع الأثقال بأولمبياد لندن وزن 100 كيلوغرام، فوزه بالميدالية الذهبية بتغير وزنه من 82 إلى وزن 100، قائلا إنه "أقدم على تلك الخطوة ليمنح زميله متولي مطحنة، فرصة اللعب في وزنه السابق."

وقال الديب في مقابلة مع CNN بالعربية، إن "الميداليات الـ15 التي حققها الرياضيون المصريون في لندن جاءت برغم الإعداد الضعيف لهؤلاء الرياضيين، إذ لم يشارك أي رياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة في أي معسكرات خارجية على مدار 4 سنوات، مؤكدا أن أمنيته تكمن في الحصول على وظيفة.

وتاليا نص المقابلة: 

كيف حققت الميدالية الذهبية في رفع الأثقال؟

من سفري إلى لندن كان لدي تصميم على تحقيق ميدالية لمصر في الدورة البارالمبية، لمواصلة الإنجازات التي يحققها المعاقين المصريين في الدورات البارالمبية، وبالفعل نجحت مع زملائي في تحقيق 15 ميدالية في دورة لندن، بالتحدي للإعاقة برغم الإعداد غير المناسب للدورة، خاصة وأن المشاركين في الدورة البارالمبية بدأوا استعداداتهم منذ عام 2009، بعد دورة بكين، وشاركت في بطولة العالم وبعض البطولات المسموح المشاركة فيها.

لماذا غيرت وزنك الذي تلعب فيه؟

كنت ألعب في وزن 82 كغم، ولكن بعد أن وجدت زميلي متولي مطحنة، يلعب في نفس الوزن قررت تغير وزني لأمنحه فرصة المشاركة في وزن تحت 82 كغم.

متى بدأت اللعب لمنتخب مصر؟

انضممت لمنتخب مصر عام 2007 , ولم أشارك في الألعاب البارالمبية ببكين 2008، وعدت للمنتخب عام 2009، سجلت رقما عالميا جديدا في بطولة فزاع بدبي خلال شهر فبراير/شباط الماضي وهو 248 كغم.

ما هو الإنجاز الذي حققته في لندن بخلاف الميدالية الذهبية؟

نجحت في تحطيم الرقم الأولمبي وهو 247.5 كغم، وسجلت رقما عالميا جديدا هو 249 كغم محطما الرقم الذي سجلته في دبي.

ما هي الصعوبات التي تواجهكم في الإعداد للدورات البارالمبية؟

معسكرات الإعداد هي الصعوبة الكبرى في طريق الإعداد، حيث لا توجد معسكرات خارجية للاحتكاك بالمنافسين، على عكس معظم دول العالم التي تهتم برياضات المعاقين، ولكن في مصر يرى بعض المسؤولين إنه ليس من حقنا المشاركة في معسكرات خارجية، رغم أن تلك المعسكرات هي التي تطور مستوى الرياضي، فعلى سبيل المثال هناك دول مثل نيجيريا طور أبطالها أرقامهم السابقة لأنهم حريصون على مشاركة أبطالهم في معسكرات خارجية بخلاف البطولات المختلفة.

هل تتوقع أن يستمر تجاهل رياضة المعاقين بعد الميداليات الـ15؟

هذا يتوقف على رؤية المسؤولين، فإذا تعاملوا معنا بنفس التجاهل السابق فلن يتغير من الأمر شيئا، ولكن إذا تغيرت الرؤية فالأمر سيختلف تماما، خاصة وأننا أثبتنا أكثر من مرة إننا نستحق اهتماما أكبر، ووسط هذا التجاهل نجد اهتماما جماهيريا كبيرا، ويكفي الاستقبال الرائع الذي استقبلنا به في مطار القاهرة عقب عودتنا من لندن.

التغييرات السياسية التي طرأت بمصر هل ستعود عليكم بالإيجاب؟

أشعر أن هناك تغييرا في الاهتمام برياضة المعاقين مع تغير النظام السياسي في مصر، فالرئيس محمد مرسي استقبل بعثتنا قبل السفر إلى لندن، وهذا لم يكن يحدث من قبل، وخلال مقابلة الرئيس قال لنا إنه يتابعنا منذ فترة ليست بالقصيرة، وسألنا عن طلباتنا ومشاكلنا، وطالبنا أن نعمل لأنفسنا قبل أي شيء أخر، وهذا إذا تحقق فسيعود بالتالي على بلدنا.

ما هي طلباتكم؟

طالبنا الرئيس خلال مقابلته معنا قبل السفر إلى لندن بمبنى للاتحاد المصري للمعاقين، بالإضافة إلى وجود اتحادات منفصلة لكل لعبة بدلا من وضعنا في إتحاد واحد للمعاقين، بخلاف اهتمام أكبر برياضة المعاقين، هذا على المستوى الرياضي، أما على المستوى العام فطالبنا الرئيس بالاهتمام بالطرق العامة لتناسب الشخص المعاق، كما طالبناه بتيسير إجراءات سيارات المعاقين لأن الضرائب التي تفرض عليها تزيد من سعر تلك السيارات.

قيل أن بعض أصحاب الميداليات غاضبون من قيمة المكافآت المالية، فما حقيقة ذلك؟

بالفعل هناك غضب من جانب البعض، لأن هناك تفرقة في قيمة المكافآت المالية ما بين الأصحاء والمعاقين، فالقيمة المادية للميدالية الذهبية للأصحاء تبلغ 750 ألف جنية، في حين يحصل المعاق على 125 ألف جنيه إذا حقق ميدالية ذهبية، وفوجئنا بوزير الرياضة العامري فاروق يزيد قيمة الميدالية 125 في المائة، وهو قرار نشكره عليه، ولكن في نفس الوقت لا يجب أن تفرق الدولة بين القيمة المالية للميداليات، لاسيما وأن المعاق يواجه صعوبات أكبر من الرياضي الطبيعي.
هذا لا يعني أن المعاقين ينظرون للمكافآت المالية بطمع، ولكن يشعرون أن الدولة تتعامل معهم بنظرة مختلفة، وبرغم كل ذلك فإننا فخورين بما أنجزناه لمصر منذ سنوات طويلة.

بماذا تفسر إنجاز المعاقين الرياضيين في مصر؟

السبب الأول وراء ذلك هم مدربي المعاقين الذين ينجحون في بث الحماس في قلوب اللاعبين وتطوير مستواهم برغم الإمكانيات الضعيفة مقارنة بما يحصل عليه الرياضي الطبيعي.

ماذا تعمل؟

لا أعمل عملا ثابتا، ولكني ألعب باسم الشركة المصرية للاتصالات، وطالبت بتثبيتي في وظيفة لأني أعول أسرة كاملة، ولم يتم الموافقة على طلبي حتى الآن، و"نفسي أشتغل."