CNN CNN

الإصرار يلمح بين الأشلاء في بابا عمرو

السبت، 17 آذار/مارس 2012، آخر تحديث 10:00 (GMT+0400)

حمص، سوريا (CNN) -- كشفت نظرة نادرة عن كثب لصحفي دولي في الحي الذي أصبح رمزاً للانتفاضة في سوريا، عن سكان ضربهم الفقر واهتزت حياتهم وهم يواجهون نقصاً في الإمدادات، وهجمات يومية، لم تمنعهم من مواصلة معارضتهم لحكومة الرئيس بشار الأسد.

فالزميلة أروى دامون أخذت شبكة CNN في رحلة عبر حي بابا عمرو في حمص، والذي تم استهدافه لأكثر من 10 أيام متتالية من قبل القوات الحكومية.

واستهدف القصف عيادة طبية على الأقل ثلاث مرات، بينما المرضى في الداخل يعانون جروحاً خطيرة، ويرقدون على أسرة المرض تحت رعاية طبيبين، أحدهما أخصائي باطني، والآخر طبيب أسنان.

ويقول الطبيبان إنهما يعملان دون معدات ولا خبرة لمساعدة كثير من المرضى، فعلى سبيل المثال، كان ينبغي بتر ساق أحد المرضى إذا لم يتم نقله إلى المستشفى خلال يوم واحد، وكانت الرائحة الكريهة تنبعث من جرح الرجل الذي قال إن "القصف المستمر والمجازر جردت الحياة من معناها بالنسبة له."

وفي سرير آخر، يرقد رجل يبلغ من العمر 30 عاماً، وقد اخترقت شظية دماغه، وهو على شفا الموت، غير أن كل ما تمكن الطبيبان من فعله هو خياطة الجرح وإعطائه المضادات الحيوية والمسكنات.

وينقل كثير ممن بقوا على قيد الحياة إلى منازل خاصة في مكان قريب، بحيث يمكنهم البقاء هناك حتى يشفوا، وطبعاً نقلهم بحد ذاته قد يكون مميتاً، إذ أن القناصة اتخذوا مواقع على أسطح المنازل في الحي.

ويعمل الطبيبان بمساعدة نحو 20 متطوعاً، تلقى كل واحد منهم 15 يوماً من التدريب، غير أنهم ليسوا أيضاً بمنأى عن الخطر، إذ توفي واحد منهم في قصف وقع يوم الأربعاء.

وقالت ممرضة كانت إلى جانب المتطوع عندما توفي "كيف يمكن للعالم الصمت؟ إنهم بشر يموتون أمامنا.. هؤلاء ليسوا تماثيل مصنوعة من الحجر."

ورغم تلك المعاناة، إلا أن المعارضة لاتزال تعلن عن انتصارات أيضاً، فالنشطاء ينشرون تسجيلات فيديو على موقع يوتيوب تبين للعالم الظروف التي يعانونها، كما أقاموا شبكات من لقطات الفيديو الحية لكسب التأييد الدولي، ورتبوا للمستلزمات الطبية والمواد الغذائية الأساسية لإدخالها إلى الحي المنكوب.

ويقول نشطاء إن عدد المنشقين عن الجيش في تزايد، وتم تعزيز صفوف الجيش السوري الحر.

ومع ذلك، يقول كثيرون إنهم يدركون أن القتال يمكن أن يكون مجرد بداية لما يمكن أن يتحول إلى جهد طويل ودموي لتخليص البلاد من حكم الأسد، فالجيش الحر يفتقر إلى الأسلحة الثقيلة التي يمكنها إحداث تأثير في القوات الحكومية.