CNN CNN

8 آلاف قتيل بسوريا والجيش ينشر ألغاما محظورة

الخميس ، 12 نيسان/ابريل 2012، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال ناصر عبدالعزيز الناصر، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن حصيلة القتلى في سوريا منذ بداية التحركات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد قبل عام قد وصلت إلى ثمانية آلاف قتيل، بينما حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من استخدام النظام السوري لألغام محظورة دولياً من أجل منع عمليات لجوء المدنيين إلى لبنان وتركيا.

وقال الناصر إن بين القتلى الذين سقطوا في سوريا أعداد كبيرة من النساء والأطفال، مضيفاً أن على المجتمع الدولية "مسؤولية التحرك" حيال ما يجري في ذلك البلد، مشيراً إلى وجود "خروقات ممنهجة وواسعة الانتشار لحقوق الإنسان."

وأثارت تصريحات الناصر حفيظة المندوب السوري في المنظمة، بشار الجعفري، الذي قال في رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إن مواقف الناصر "عدائية" واعتبر أنها "لا تتسق مع دور وولاية رئيس الجمعية العامة الذي من المفترض أن يلتزم بميثاق الأمم المتحدة وأن يكون محايدا وموضوعيا."

واتهم الجعفري الناصر بـ"التأثر" بمواقف بلاده السياسية، بالإشارة إلى الموقف القطري المعارض لما يجري في سوريا، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية.

من جانبها، أفادت لجنة حقوق الإنسان المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا بأن المدنيين هم من يتحملون عبء العنف في سوريا، مشيرة إلى أن استخدام القوة من قبل القوات الأمنية والجيش ضد الجماعات المسلحة قد أدى إلى "عقاب جماعي."

وأفادت اللجنة أن من بين من قتلوا خلال العام الماضي منذ بدء الانتفاضة أكثر من 500 طفل.

وقال رئيس اللجنة، باولو بينيرو، أمام مجلس حقوق الإنسان الاثنين: "هذا مؤشر مأساوي على وضع حقوق الإنسان في مناطق الاضطرابات، فقد قام القناصة باستهداف بعض الأطفال بينما كان الآخرون ضحايا للقصف العشوائي، وقد أدى العنف الذي استخدمته القوات الحكومية ضد الجماعات المسلحة إلى عقاب جماعي للمدنيين."

وأبلغ بينيرو المجلس بأن مجموعة من الأدلة من تحقيقات اللجنة أشارت إلى أن أفرادا معينين قد يكونون مسؤولين عن ارتكاب جرائم دولية، دون أن يكشف هويتهم.

ولفت رئيس اللجنة إلى أن الجماعات المناهضة للحكومة ارتكبت انتهاكات، على الرغم من التفاوت الكبير بين الوسائل التي يستخدمونها وتلك التي تستخدمها الحكومة.

وترافقت هذه المواقف مع إعلان سقوط المزيد من القتلى الثلاثاء، فحالة الحداد التي أعلنتها المعارضة الممثلة بالمجلس الوطني بعد "مجزرة" كرم الزيتون بحمص لم توقف عمليات القصف.

وأفادت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية بسقوط 29 قتيلاً، بينهم ثمانية في إدلب، وسبعة في حمص، منهم خمسة سقطوا بقصف استهدف حي "جب الجندلي"، إلى جانب ستة في ريف دمشق، وثلاثة في كل من حلب والقلمون، وواحد في دير الزرو، وآخر في درعا.

كما تستمر العمليات العسكرية للجيش السوري في محافظة إدلب التي أصدر "مجلس قيادة الثورة" فيها بياناً نقله الموقع الرسمي للمجلس الوطني جاء فيه أن نظام الأسد "كشر عن أنيابه وراح ينهش في لحوم الطاهرات العفيفات، و راح يقطع بأنيابه المجرمة أجساد أطفالنا الأبرياء."

وتوعد البيان الرئيس السوري بأن يلقى مصير العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي "ولكن بعد محاكمة عادلة يكون قضاتها الشهداء" وأشار إلى "مجازر بشعة" في حمص و إدلب، كما انتقد ما اعتبر أنها أدوار لروسيا والصين وإيران، وحزب الله اللبناني في الأزمة السورية، وتوعد بـ"تصعيد التظاهر السلمي والإضراب العام."

من جانبها، وصفت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس، الوضع في سوريا بأنها "وصل بوضوح إلى حائط مسدود."

وأضافت المسؤولة الدولية التي عادت مؤخراً من زيارة إلى مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا: "يشعر اللاجئون بغضب شديد بسبب ما يحدث في سوريا، ولشعورهم بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم."

وفي نيويورك، أصدرت منظمة "هيومن رايتش ووتش" بياناً اتهمت فيه السلطات السورية بزرع ألغام مضادة للأفراد ومحظورة دولياً عند الحدود مع تركيا ولبنان لمنع تدفق اللاجئين نحوهما.

وحذرت المنظمة من أن سوريا ستتأذى جراء هذه الألغام "لعدة أعوام مقبلة،" وأضافت أن عناصر من المعارضة السورية تمكنت من نزع بعض الألغام السوفيتية والروسية الصنع، من أنواع مضادة للأفراد وأخرى مضادة للآليات.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بصورة مستقلة من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل بحرية على أراضيها.