CNN CNN

سوريا: مائة قتيل وبيلاي تخشى "هجوما عنيفا" بحلب

الأحد، 26 آب/اغسطس 2012، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تشتد المعارك في مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، بين القوات الموالية للرئيس السوري، بشار الأسد، وتلك المناهضة له، وأعلنت المعارضة الجمعة مقتل مائة شخص حتى الساعة، بينما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال التداعيات الإنسانية المتوقعة للمعارك.

وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تقوم برصد وتنسيق المظاهرات على الأرض، إن عدد القتلى وصل إلى مائة، وتوزع القتلى بواقع 30 في درعا و23 في دمشق وريفها و15 في حلب و11 في دير الزور وعشرة في حمص وخمسة في إدلب وثلاثة في حماه، إلى جانب قتيلين في اللاذقية وقتيل في الرقة.

وأشارت اللجان أيضاً إلى تعرض مدينة ديرالزور وبلدات قريبة منها للقصف العنيف، بينها بلدة الميادين التي سقط فيها عدد من القتلى والجرحى.

وفي نيويورك، عبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، عن قلقها البالغ إزاء التهديدات التي تواجه المدنيين في سوريا، وحضت الحكومة السورية وقوات المعارضة على "حماية المدنيين والالتزام بقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي أو مواجهة العواقب."

وقالت بيلاي في بيان صادر الجمعة، إن الحكومة السورية "هي المسؤول الأول عن حماية المدنيين من كل أشكال العنف،" مضيفة أن تلك الحكومة امتنعت في بعض الأحيان عن منح المدنيين فرصة للخروج من مناطق العمليات.

وأعربت المفوضة السامية عن قلقها بصفة خاصة "إزاء الهجوم العنيف الذي يوشك أن يقع في حلب،" وانتقدت كذلك أحداث العاصمة دمشق، واستخدام الدبابات والمروحيات العسكرية وحتى الطائرات المقاتلة، مشيرة إلى أن النتيجة ظهرت من خلال فرار 1.5 مليون شخص من منازلهم بالإضافة إلى القتلى والمصابين.

وحذرت بيلاي من يقدم على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا قائلة إنهم "لن يفلتوا من العدالة، فالعالم لا ينسى أو يسامح على جرائم مثل هذه، وهذا ينطبق على قوات المعارضة والحكومة ومن يدعمهم."

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت الجمعة، عن نقل بعض موظفيها الإغاثة الأجانب من سوريا إلى لبنان لدواع أمنية.

وفي الغضون أبدت الولايات المتحدة قلقها من حشود عسكرية ضخمة يدفع بها الجيش السوري الموالي للنظام بإتجاه "حلب" استعداداً لاقتحامها بعد نحو أسبوع من تعرضها لهجمات شرسة استخدمت فيها الطائرات والمروحيات القتالية.

ومن جانبه، أشار قائد ميداني إلى خطط لإرسال  أكثر من 300 مقاتل لتعزيز قوات المعارضة في المدينة، التي يتمركز بها 18 لواءً من أصل 22 لواء تابعاً للجيش السوري الحر.

وبدوره نقل التلفزيون السوري إن الجهات المختصة دمرت 5 سيارات "بيك أب" مجهزة برشاشات وقتلت وأصابت من فيها من "الإرهابيين" بريف حلب.

ويتهم النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" بالوقوف وراء العنف الناجم عن عمليات تشنها القوات الموالية له ضد مناهضيه.

وتشهد أحياء بمدينة حلب منذ عدة أيام قصفا واشتباكات بين القوات الموالية للنظام ومقاتلي المعارضة، كما شهدت أحياء في مدينة دمشق عمليات دهم وقصف، وذلك بالتزامن مع استمرار قصف مناطق من حمص ودرعا ودير الزور وحماة.

وأشارت المعارضة وناشطون إلى سقوط ما لا يقل عن 200 قتيل، الخميس، بينهم 48 سقطوا في حلب، أكبر حصيلة تسقط بالمدينة منذ بدء الانتفاضة الشعبية، بجانب 46 قتلوا في دمشق وضواحيها.

مخاوف أمريكية من حشد تعزيزات عسكرية بحلب

وفي الأثناء، أشارت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند إلى "تقارير جديرة بالثقة عن طوابير دبابات تستعد لمهاجمة حلب."

وأوضحت نولاند أن: "هذا هو مبعث القلق، أن نشهد مذبحة في حلب وهذا ما يحضر له النظام فيما يبدو."

وتابعت: "قلوبنا مع أهل حلب وهذه مجددا محاولة أخرى يائسة من جانب النظام الذي يتهاوى من اجل الحفاظ على السيطرة ونشعر بقلق كبير بشأن ما يمكنهم عمله في حلب".

ويشهد المجتمع الدولي خلافات شديدة في كيفية التعامل مع الأزمة السورية، حيث تطالب دول عربية وغربية بتشديد العقوبات على سوريا، فضلا عن أهمية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار جديد تحت البند السابع يسمح باللجوء إلى "القوة العسكرية القسرية"،  فيما تعارض كل من روسيا والصين صدور أي قرار في مجلس الأمن يقضي بالتدخل العسكري في سوريا، بالتأكيد على أن ما يحدث في سوريا شأن داخلي يجب حله عبر حوار وطني.