CNN CNN

سانا: إشارة كلينتون لمنطقة حظر جوي "إفلاس أمريكي"

الأحد، 02 أيلول/سبتمبر 2012، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)

دمشق، سوريا (CNN) -- اتهمت تقارير إعلامية رسمية في سوريا وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بالسعي لـ"رفع معنويات" من وصفتهم بـ"الإرهابيين" من خلال التصريحات التي أطلقتها في تركيا، وألمحت عبرها لإمكانية فرض مناطق حظر جوي، وقالت إنها تعبر عن "إفلاس أمريكي،" مكررة الإشارة إلى وجود نشاطات لتنظيم القاعدة في سوريا.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" متناولة تصريحات كلينتون: "في انسجام وتنسيق واضح مع المجموعات الإرهابية المسلحة اختارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأراضي التركية التي ينطلق منها مئات الإرهابيين يوميا لقتل الشعب السوري لتطلق تهديداتها بالتدخل العسكري في سورية وشن العدوان عليها."

وقالت الوكالة إن هذا يأتي "انتقاما من السوريين الذي نجحوا في كبح مغامرات حكومة حزب العدالة والتنمية ومؤامرات مشيخات النفط الساعية لتدمير سورية من الداخل خدمة للمشاريع الغربية الإسرائيلية."

وأشارت الوكالة إلى تصريحات كلينتون حول إقامة منطقة حظر جوي قائلة إنها تأتي  "لاستهداف سورية ومساعدة مجموعات المرتزقة ضد الدولة السورية بعد أن كبدها الجيش العربي السوري خسائر فادحة وأوشك على القضاء عليها نهائيا."

ووصفت الوكالة جهود واشنطن في هذا الإطار بأنه "سلوك انتقامي للضربات الموجعة التي تلقتها السياسة الأمريكية على يد هذا المحور (دمشق وطهران وحزب الله)" واتهمتها بـ"إزدواج المعايير" عبر دعمها للمعارضة السورية وإعلان وقوفها في الوقت نفسه ضد "أي تنظيم متشدد يستخدم العنف ضد تركيا" بإشارة إلى حزب العمال الكردستاني.

وأضافت الوكالة قائلة: "ومما يفقد كلينتون مصداقيتها بشكل كامل تجاهلها لتصريحات مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية بأن تنظيم القاعدة وسع نشاطه في سوريا بعد أن كان محدودا في السابق ويسعى الآن لإنشاء شبكة خلايا عالية التنظيم تابعة له ولم يذكر هؤلاء المسؤولون أي معلومات حول وجود القاعدة في تركيا."

ووصفت الوكالة اجتماعات كلينتون مع المعارضة السورية بأنها لقاءات مع "أشخاص معزولين جمعتهم حكومة حزب العدالة والتنمية وأطلقت عليهم اسم معارضين سوريين" وقالت "سانا" إن الوزيرة الأمريكية قابلتهم عوض "التوجه إلى مؤسسات الدولة السورية وبحث المواضيع المتعلقة معها."

وكانت كلينتون قد اجتمعت مع نظيرها التركي، أحمد داوود أوغلو، واتفقا على وضع "خطط احترازية" تهدف إلى تحديد طرق التعامل مع الظروف الطارئة في حال انهيار النظام السوري، بينما لفت محللون إلى أن إعلان المعارضة "تحرير" مناطق شمالية قد يؤدي إلى الضغط على واشنطن وأنقرة لإعلان "حظر جوي" فوقها.

وحددت كلينتون أولويات واشنطن بأنها "إنهاء نزيف الدم في سوريا وكذلك نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، هذا هو هدفنا الاستراتيجي وعلينا أن نحلل المعطيات التي تقف عقبة في طريق تحقيق ذلك."

وأثار داوود أوغلو بالمقابل مخاوف أنقرة حيال تزايد نشاط المجموعات التي توصف بالإرهاب في المنطقة، وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني، وذلك بعد سيطرة فصائل كردية على مناطق يقطنها الأكراد شمال شرقي سوريا.

وقد استجابت كلينتون للقلق التركي بالقول: "نعم نشعر بالقلق حيال الإرهابيين، حزب العمال الكردستاني والقاعدة وتنظيمات أخرى قد تستغل الصراع المشروع الذي يقوم به الشعب السوري من أجل نيل حريته لترويج أجنداتها الخاصة."

من جانبه، قال أندرو تابلر، الباحث في معهد واشنطن لدراسة سياسات الشرق الأدنى، إن اللقاء بين كلينتون وداوود أوغلو كان على صلة بالتطورات في شمالي سوريا، مع تقدم العمليات في مدينة حلب وإمكانية تدفق موجات كبيرة من النازحين نحو الأراضي التركية.

وأضاف تابلر: "لكن الأهم هو أنه قد بات هناك منطقة في شمالي حلب خارجة عن سيطرة النظام، وإذا ما أعلنتها المعارضة منطقة محررة فستضع واشنطن وتركيا تحت ضغط تحويلها إلى منطقة حظر جوي بطريقة أو بأخرى.

ويشار إلى أن تركيا تأوي عشرات الآلاف من السوريين الذي فروا من وجه العنف في بلادهم.