CNN CNN

زيباري: إيران شريان حياة للأسد ولا ندعم أحد بسوريا

السبت، 27 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 20:00 (GMT+0400)

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال وزير الخارجية العراقية، هوشيار زيباري، إن إيران هي "شريان الحياة" لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أنه طلب من طهران الامتناع عن استخدام أراضي وأجواء العراق لإرسال الأسلحة إلى دمشق، كما أشار إلى أنه رد على إثارة سوريا لموضوع دخول "إرهابيين" من العراق إلى أراضيها بالقول إن أولئك هم ممن كانت سوريا تسمح بدخولهم إلى العراق في السابق.

وقال زيباري، في مقابلة مع CNN أجرتها الإعلامية كريستيان أمانبور، رداً على سؤال حول نقل إيران كميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا عبر العراق بالقول: "هذا لا يحصل بدعم الحكومة العراقية ومعرفتها، العراق اتخذ قراراً بعدم التدخل في هذا الصراع أو تسليح أطرافه."

وتابع بالقول: "لقد أرسلت برسائل واضحة إلى الحكومة الإيرانية تطالب بعدم استخدام أرضنا ومجالنا الجوي لنقل أي شحنات إلى سوريا، وسنقوم باتخاذ إجراءات لفحص تلك الشحنات وبصراحة فنحن لا نعرف طبيعة محتوياتها لأن نظامنا الدفاعي ليس لديه القدرة المتقدمة التي تسمح له بوقف هذه الأمور أو اعتراضها بعد رحيل القوات الأمريكية، ونحن نقوم ببناء هذه القدرات حالياً."

وأضاف الوزير العراقي: "لقد طلبنا من الولايات المتحدة وأجهزة الاستخبارات معلومات حول طبيعة تلك الشحنات فإذا كان فيها أسلحة أو مواد محظورة فإن ذلك سيتعارض مع قرارات الأمم المتحدة وستتخذ الحكومة العراقية إجراءات لتفتيش تلك الطائرات."

ورداً على سؤال حول طبيعة تلك الإجراءات قال زيباري: "سيكون هناك عمليات تفتيش دورية لتلك الطائرات، وكما تعلمون فإن العلاقات بين إيران وسوريا عميقة جدا وتتجاوز موضوع الرحلات الجوية، فإيران قد تكون اليوم شريان الحياة لنظام الأسد وقد استقبلنا بالفعل عددا كبيراً من المسؤولين الأمريكيين الذين أثاروا هذه النقطة ولكننا طلبنا منهم معلومات استخباراتية مؤكدة لأن الحكومة العراقية لم تتسلم حتى اليوم أدلة مؤكدة حول هذا الموضوع."

وحول موقف الحكومة العراقية حيال ما يجري في سوريا قال زيباري: "نحن بالتأكيد إلى جانب الشعب السوري وحقه المشروع بالتطلع إلى الحرية والديمقراطية والكرامة، كما فعلنا (في العراق) تحت حكم الديكتاتورية خلال فترة حكم صدام حسين."

غير أن زيباري أكد أن بلاده "لا تريد توفير المساعدة العسكرية أو المالية لأي طرف، بل تريد حل الأزمة في سوريا بشكل سياسي منظم" وتابع بالقول: "ما نخشاه هو اليوم الذي يتبع سقوط النظام السوري، فقط شاهدنا ما جرى مؤخراً في بنغازي والقاهرة وأماكن أخرى، لذلك فهناك قلق في العراق حول تداعيات هذه الأزمة وامتداداتها على المستويات الطائفية وتأثيرها على قضايا الإرهاب والاستقرار."

وحول القلق من امتدادات الصراع في سوريا وعودة نشاط تنظيم القاعدة إلى العراق قال زيباري: "نقوم بأقصى ما يمكننا لإلحاق الهزيمة بالقاعدة، وقد قلنا للسوريين في طهران عندما اشتكوا من دخول إرهابيين أو جهاديين من العراق إلى أراضيهم، وقلنا لهم إن هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين كنتم ترسلونهم إلى العراق وهم يعودون اليوم إليكم."

ورفض زيباري ما يقلل عن "برودة" في علاقات حكومة رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، حيال أمريكا مقابل تمتين العلاقات مع إيران، معتبراً أن العراق "هو سيد قراره ومصيره ولديه مصالحه الخاصة، وتربطنا علاقات صداقة مع أمريكا وإيران أيضاً."

ولم ينف زيباري في الوقت نفسه تأثير نفوذ إيران في العراق قائلا: "لا يمكن لأحد إنكار ذلك ولكننا تقريبا في حالة صراع لحماية وحدة أراضي العراق وسيادته واستقلاله من أي تدخل إيراني، ولكن في الوقت نفسه فإن إيران قوة إقليمية وهي موجودة ولا يمكن التعامل معها وكأنها غير موجودة."

وقلل زيباري من إمكانية تحول المالكي إلى ديكتاتور جديد في العراق بعدما احتفظ لنفسه بالكثير من الصلاحيات السياسية والأمنية، معتبراً أنه ليس من الممكن أن تعود الديكتاتورية إلى العراق بعد اليوم في ظل وجود تعدد بالقوى السياسية إلى جانب المحاسبة ودور مجلس النواب.