CNN CNN

مجلس الأمن يدين مهاجمة السفارات وكلينتون تحذر

الاثنين، 15 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 10:00 (GMT+0400)

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)  -- ندد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، باعتداءات طالت بعثات دبلوماسية غربية بالمنطقة احتجاجاً على فيلم "مسيء" للنبي محمد، وسط تحذير أمريكي لحكومات تلك الدول بوقف العنف وحماية الهيئات الدبلوماسية فيما أرسلت  عددا من قوات المارينز إلى تونس وليبيا والسودان لحماية منشآتها.

واعتبر مجلس الأمن أن أعمال العنف ضد البعثات الدبلوماسية "غير مبررة" وذكر الدول بواجباتها حماية مباني وطواقم هذه البعثات.

وندد أعضاء المجلس الدولي الـ15 "بشدة سلسلة الهجمات العنيفة" ضد هذه البعثات و"جددوا التأكيد على ان هذه الأعمال هي غير مبررة مهما كانت دوافعها والقائمين بها" وظروفها.

وبدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وفي كلمة بمناسبة اليوم الدولي للسلام، الجمعة: " في ليبيا وغيرها شهدنا خلال الأيام الأخيرة هجمات مروعة واضطرابات، لا يوجد مبرر لهذه الأعمال من القتل والوحشية."

وتابع بقوله: "يبدو أن فيلما بغيضا مقززا قد أثار العنف، من العار أن يتم استغلال الحق الأساسي في حرية التعبير للتحريض المتعمد على التعصب وسفك الدماء."

وأضاف الأمين العام أنه "من الخطأ أيضا استغلال الغضب إذ إن ذلك لا يغذي إلا دائرة الاتهامات المضادة والعنف الأحمق."

وفي الأثناء، لوحت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الجمعة، محذرة حكومات الدول التي شهدت أشد أعمال العنف احتجاجاً على الفيلم، داعية إياها بوقف العنف وتطبيق العدالة وملاحقة المعتدين على البعثات الدبلوماسية، وإلا فأن بلادها ستقوم بذلك.

ووقعت الاحتجاجات المناهضة لأمريكا بسبب الفيلم في دول "الربيع العربي" حيث ساعدت بعضها الولايات المتحدة في الإطاحة بأنظمتها الديكتاتورية.

وصرحت كلينتون، الجمعة، خلال استقبال جثث الضحايا الأمريكيين الأربعة الذين سقطوا في احتجاجات بنغازي: "الشعوب في مصر، وليبيا، واليمن وتونس لم تستبدل الأنظمة الديكتاتورية بأنظمة استبدادية من الغوغاء."

وأضافت: القادة العقلاء في هذه الدول بحاجة لبذل كل الجهود لإستعادة الأمن ومحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف هذه، ونحن.. سنتخذ خطوات لحماية موظفينا حول العالم."

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد وصفت الفيلم بأنه "مثير للاشمئزاز ويجب شجبه" وذلك في أول ردة فعل رسمية أمريكية على الفيلم، الذي أطلق احتجاجات في عدد من الدول، اتسمت بعضها بالدموية.  

هذا وقد أسفرت المواجهات التي اندلعت بين قوات الأمن ومئات المحتجين أمام مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة التونسية الجمعة، عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل، وإصابة نحو 28 آخرين. 

وفي لبنان، سقط قتيل واحد على الأقل، إضافة إلى عدد غير معروف من الجرحى، خلال اشتباكات اندلعت بين آلاف المحتجين وعناصر من قوى الأمن الداخلي، في مدينة طرابلس، شمالي لبنان الجمعة، خلال احتجاجات على الفيلم المسيء للمسلمين.

وبالعاصمة السودانية، الخرطوم، هاجم عشرات من المحتجين الغاضبين مبنى السفارة الألمانية في العاصمة السودانية، الجمعة، حيث أضرموا النار في المبنى، بحسب ما أكد شهود عيان لـCNN، بعد سماح السلطات الألمانية بإعادة نشر الصور المسيئة للنبي.

وإلى ذلك، دعت جماعات تنتمي إلى ما يُعرف بـ"التيار السفلي الجهادي" في المملكة الأردنية، إدارة الرئيس إلى تقديم اعتذار رسمي عن الفيلم المسيء للإسلام، الذي تم بثه على مواقع الإنترنت مؤخراً، وتوعدت تلك الجماعات بتنفيذ وقفات احتجاجية تصعيدية لاحقة، لم يكشف عن تفاصيلها.

وكانت موجة الاحتجاجات قد بدأت في مصر، الأربعاء، حيث تسلق محتجون غاضبون سور مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة، وقاموا بإنزال العلم، وتمزيقه لاحقاً، ورفع راية سوداء مكانه.

وامتد العنف إلى ليبيا حيث اتخذ طابعاً دموياً وقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين، في هجوم استهدف القنصلية بمدينة بنغازي.