دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يطوي اليمنيون الثلاثاء صفحة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي حكم اليمن لما يقرب من ثلاثة عقود ونصف، ليبدأ فتح صفحة جديدة مع "المشير"، عبدربه منصور هادي، الذي بدأ بالفعل ممارسة مهام الرئاسة منذ 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعدما تخلى صالح "طواعيةً" عن السلطة.
وكما كان الرئيس "المتنحي" يحب أن يصف فترة حكمه، بأنها تشبه "الرقص على رؤوس الأفاعي"، في إشارة إلى المشكلات والصراعات الداخلية التي شهدتها اليمن طوال تلك الفترة، فإن الرئيس "الجديد"، وهو أول جنوبي يصل إلى هذا المنصب، سوف تكون بانتظاره مشكلات أخرى ربما تتطلب منه أن يبدأ بتعلم ما كان يمارسه سلفه.
ولعل أبرز التحديات التي تواجه هادي تتمثل في إعادة بناء القوات المسلحة، التي ما زال أنصار صالح يسيطرون على معظمها، خاصة في مؤسسة الحرس الجمهوري، التي ظلت طويلاً تحت قيادة أحد أبناء الرئيس السابق، بالإضافة إلى انشقاق عدد كبير من العسكريين، مع اللواء علي محسن الأحمر.
كما يواجه هادي تحدياً بالغاً، ربما يكون الأصعب بانتظاره، يتمثل في تزايد حركات "التمرد" التي تهدد بتقسيم الجمهورية اليمنية، بدءاً من "الحراك الجنوبي"، الذي يدعو للانفصال عن الشمال، مروراً بـ"الحوثيين" في شمال البلاد، بالإضافة إلى تزايد نشاط شبكة "القاعدة"، في الوسط والجنوب.
ويُعد عبدربه منصور هادي، الذي ولد في 13 سبتمبر/ أيلول 1946، في بلدة "ذكين"، التابعة لمديرية "الوضيع"، في محافظة "أبين"، هو أول مسؤول يأتي من جنوب البلاد، ليتولى رئاسة الجمهورية اليمنية، بعد الوحدة بين الشمال والجنوب عام 1990.
تخرج هادي من مدرسة "جيش محمية عدن" العسكرية الخاصة بتأهيل وتدريب أبناء ضباط "الجيش الاتحادي للجنوب العربي" عام 1964، قبل أن يتم إيفاده ضمن بعثة عسكرية إلى المملكة المتحدة، في دورة مدتها عامين، تخرج منها عام 1966.
وبعد عودته إلى اليمن، تم إيفاده في بعثة أخرى إلى أكاديمية ناصر العسكرية العليا في القاهرة، حيث تلقى تدريباً متقدماً على سلاح الدبابات حتى عام 1970، وبعد ست سنوات، انضم إلى بعثة أخرى إلى "الاتحاد السوفيتي"، روسيا حالياً، في دورة متخصصة لدراسة القيادة والأركان، حتى عام 1980.
وأثناء وجوده في عدن، عمل هادي قائداً لفصيلة مدرعات، وشارك في حرب الاستقلال لتحرير المناطق المحتلة من جنوب اليمن.
وإثر استقلال الجنوب في عام 1967، تم تعيينه قائداً لسرية مدرعات، ثم مديراً لمدرسة المدرعات، حتى وصل إلى منصب مدير دائرة التدريب بالقوات المسلحة.
وبعد نحو أربع سنوات على إعلان الوحدة في اليمن، وتحديدا في مايو/ أيار 1994، أصدر الرئيس صالح قراراً بتعيين هادي وزيراً للدفاع، ثم في أكتوبر/ تشرين الثاني من نفس العام، أصدر قراراً آخر بتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية.
وفي عام 2008، تم انتخاب هادي نائباً لرئيس حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم، وتم تعيينه رئيساً للجنة العليا للاحتفالات الوطنية، وفي مطلع 2012 الجاري، تمت ترقيته إلى رتبة "مشير"، وهي أعلى رتبة عسكرية في الجيش اليمني.
فوض بموجب المرسوم الرئاسي رقم 24 لعام 2011، تفويضاً لا رجعة فيه بالصلاحيات الرئاسية اللازمة للتفاوض بشأن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وتوقيعها وإنفاذها، بالإضافة إلى الصلاحيات اللازمة للدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، وجميع القرارات اللازمة لتشكيل حكومة الوفاق الوطني.
حصل هادي على العديد من الأنواط والميداليات العسكرية، خلال فترة عمله بالجيش اليمني، كما أنه له كتاب قام بتأليفه عن بحثه لنيل درجة الأركان من الاتحاد السوفيتي، بعنوان "الدفاع في المناطق الجبلية في إستراتيجية الحرب".
ولدى هادي ثلاثة أبناء، هم جلال، وناصر، وياسر، بالإضافة إلى ابنتين.