(شاهد الفيديو)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مقهى المجلس بإمارة دبي، تحتار في الاختيار بين الكاملتشينو والكامل لاتيه، فهذا المقهى لا يقدم سوى منتجات النوق، ومن المحتمل ان تجدا فرعا له حولك قريبا.

وقال مارتن فان ألمسك، المدير العام لشركة النسمة للشوكولاته: "نحن نتطلع لافتتاح فرع للمقهى في مطار نيويورك، فلماذا لا نفتتحه أيضاً في مطار طوكيو وفي أرجاء أخرى حول العالم، إنه أكثر فائدة من حليب الأبقار، والأفضل دائماً يتفوق."

وحتى وقت قريب، منع الاتحاد الأوروبي دخول مشتقات حليب النوق الى أوروبا، غير أنه في يوليو/ تموز الماضي سمح لمنتجات شركة الإمارات لحليب النوق ومنتجاته، ما يجعل الإمارات العربية المتحدة أول بلد يصدّر حليب النوق الى أوروبا.

ولم تكن عملية الالتزام بالشروط والمعايير الأوروبية سهلة جداً خصوصا مع وجود أكثر من ثلاثة آلاف ناقة تنتج حليبا للعلامتين التجارييتين كاميليشوس والنسمة لصناعة الشوكولاتة.

وقالت كيرستن لانج، مديرة الاتصال في كامليشوس: "بذلنا جهودا حثيثة خلال السنوات الخمسة الماضية، حتى تمكنا من الحصول على إذن الاتحاد الأوروبي. ولم تكن شركتنا الوحيدة التي ساهمت في إبرام هذه الاتفاقية، بل كان معنا أيضا المختبر المركزي للأبحاث البيطرية، وبلدية دبي، ووزارة البيئة والمياه، لذا كان هناك الكثير من الأشخاص والكثير من الجهات."

غير أن الجمال تنتج نصف ما يمكن للأبقار إنتاجه، وحول ذلك، قال فان ألمسك: "القضية هنا هي الأعداد القليلة من النوق التي تعيش في القرن الحادي والعشرين، ولعل شهادات الايزو لدينا تشير إلى أن هذه النوق تنتج حليبا صالحا للبيع في الأسواق، غير أن هناك الملايين من النوق في أفريقيا، والتي يمكنها أن تعطي كميات وافرة من الحليب يوميا، وهذا مصدر جيد للاستخدام."

وتعتبر شركة النسمة لصناعة الشوكولاتة المستفيد الأكبر من الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، إذ تقوم بشحن حليب البودرة إلى النمسا للإنتاج.

يقول فان ألمسك: "كنا نعاني من قلة هذه الموارد، ولكن الأمور تغيرت اليوم، فهناك إمكانية شحن كميات من حليب البودرة إلى الأسواق الأوروبية من أجل صنع منتجات أخرى، كحليب الشوكولاتة، وكامل لاتيه، وكامليتشينو."

ولكن رغم عدم توافره بصورة كبيرة.. إلا أن النسمة حققت نموا قدره ثلاثة أضعاف مؤخرا.

يقول فان ألمسك: "تطمح النسمة إلى التميز والخصوصية، لا نرغب بأن نكون كغيرنا، بل نرغب في بيع الشوكولاتة للمناسبات الخاصة، وهدفنا أن نكون في قائمة الخمسة الأفضل حول العالم."

ولا تضاف أي مواد حافظة إلى حليب النوق وبالتالي فإن عمره قصير جدا، وحتى اليوم لم يتم بيع كامليشوس في المحلات الكبرى بأوروبا، ولكن مع وجود كميات أقل من السعرات الحرارية، وفوائد أكثر من حليب الأبقار، لا تتوقف الأحلام هنا.

تقول لانج: "نحاول البحث عن مجالات جديدة لاستخدام حليب النوق مثلا في الصناعات الدوائية، ومواد التجميل، والأدوات الرياضية، والمكملات الغذائية، ولذا فهناك مجالات أخرى كثيرا لاستخدام حليب النوق."

ولعل التحدي الأهم حاليا هو في تغيير الأفكار السائدة حول حليب النوق في دولة الإمارات أولا.