بتصرف عن مقال لـCNN كتبه جون ساتر-كاتب رأي ومسؤول مشروع CNN "Change the List"
نيويورك، الولايات المتحدة(CNN)-- مع الذكرى الثانية لانطلاق ظاهرة "Occupy" تتجه الأنظار إلى ما حققته هذه الاحتجاجات التي لفتت الأنظار إليها في الغرب.
ولدت تلك الظاهرة في أعقاب بوادر خروج من أزمة اقتصادية وكانت بشكل أو بآخر امتدادا لاحتجاجات في دول أخرى منها اليونان وربما إيطاليا حيث أطاحت بحكومة، وفي دول عربية أيضا من ضمنها تونس ومصر أين أطاحت بأنظمة أو تكاد.
لكن على خلاف ذلك، فقد فشلت في الولايات المتحدة باستثناء أنّها زادت من وتيرة السخرية من الأثرياء. فالصور التي ترفع في الاحتجاجات تظهرهم "قططا سمانا" يدخنون السيجار الفاخر بشفاههم المرتبة. وبسخرية يمكن ان نقرأ أيضا ردودا لتلك القطط السمان "نحن لسنا سمانا. فقط عظامنا صلبة. هذا الوصف يجرح شعوري بعمق."
والجدل بشأن ذلك أصيل وضروري لأنّ الأثرياء هو أكثر من استفادوا من الأزمة فزادت ثرواتهم وزادت الهوة مع الفقراء أو على الأقل البقية. وشاهدوا الفيلم الوثائقي لجيمي جونسون "ولد ثريا" فلن تملكوا سوى إما أن تضحكوا ملء أشداقكم أو تتقيؤوا ملء معداتكم.
لكن هل حلّ هذا الأسلوب المشكل؟ وفي دول الربيع، تلك الاعتصامات والاحتجاجات وذلك الحرق ووضع الأثرياء في السجون واستهدافهم.. هل حل المشكل؟
بالنسبة إلى وزير العمل الأمريكي روبرت ريتش، هناك تشابه عفوي في الأسماء لا غير، وهو أكثر المدافعين عن تضييق الهوة بين الأثرياء والفقراء، فإنّه يطالب "بعدم العدالة للجميع" أو بمعنى آخر ما يرفضه أكثر الفكر الليبرالي الذي يعتبر العدالة للجميع مجرد عدالة في الفقر.
لكن ذلك يذكرنا بالضبط بمبادرة نائب الرئيس آل غور فيما يتعلق بالبيئة: عرض جيد ومؤتمرات ودعوة للتحرك. فقط لا غير.
هناك فيلم أمريكي آخر هو "بارك أفينيو" الذي يلخص قصة الهوة ويعتبر أنّ ما يقوم به الأثرياء هو أنهم يشترون بأموالهم أهل السياسة لدعم عاداتهم الشرهة والبخيلة التي لا تنتهي.
لكن وزير العمل لا يريد أن يسحب الثروات من الأثرياء، إنه بفيلمه يريد أن يفسر للجميع كيف أن "عدم العدالة تضرّ بالجميع" وقد أبلغني أنّ "الأثرياء سيكونون في وضع أفضل إذا اكتفوا بأرباح قليلة من اقتصاد ينمو بسرعة. فعمليا الآن نرى أنّه لا يوجد الكثير من الناس وهم يتصرفون بأموال كافية أو كثيرة بما يجعلهم قادرين على الإنفاق والشراء ودعم الحركية الاقتصادية."
هناك شخص يظهر في الفيلم وهو نك هاناور، المغامر الرأسمالي الذي باع شركته لمايكروسوفت عام 2007، بمبلغ 6.4 مليار دولار وهو الآن الشريك "المنفرد الذي لا ينتمي لعائلة" في شركة أمازون وما أدراك. ولكنه على خلاف غيره من أمثاله، يدعم هاناور السياسات الاقتصادية التي تقرّب الهوة بين الأثرياء والفقراء وتدعم الحركة الاقتصادية، قائلا إنّ ذلك من مصلحته.
وفي الفيلم يشرح هاناور كيف أنه يملك الكثير الكثير من المال وأنه اشترى الكثير من البضائع الثمينة ولكنه لم ينفق أكثر مما أنفقه رجل من الطبقة المتوسطة العادية.
وقال "لدي الآن أفضل سيارة أوديه في العالم ولكنها أوديه واحدة وحيدة."
لذلك فلو كان هناك الكثير من أعضاء الطبقة المتوسطة الذين يملكون ما يملك لاشتروا عشرات السيارات من ذلك الطراز والعشرات من كل شيء وهو ما يعني دعما للصناعة وخلق مواطن عمل أكثر.
ويطلق ريتش على ذلك اسم "الدورة الفاضلة أو الدورة الحميدة" على خلاف الوضع الآن وهو الوضع الذي ينتهي فيه المال بأيدي حفنة من البشر فيما يتسلل من بين أصابع أولئك الذين يحتاجونه فعلا وهم أيضا من سينفقه في الاقتصاد.
ولقلب المعادلة، ينبغي لهؤلاء الذين لا يملكون المال أن يحصلوا على مساعدة الأثرياء، تلك القطط السمان التي نحب جميعا أن نكرهها. ولإقناعهم فعلينا أن نتوقف عن اعتبارهم بخلاء شرهين بل ينبغي أن نعتبرهم أبطالا بإمكانهم أن يعالجوا جراح الأزمة المالية في ذكراها الخامسة وهي التي جعلت من الاثنين: أثرياء وفقراء بخلاء وشرهين وأنانيين.
ما ورد في المقال لا يعكس مواقف CNN وإنما فقط عن رأي كاتبه فقط
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.