دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصبح القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، محمد مرسي، أول رئيس للجمهورية المصرية الثانية، والرئيس الخامس منذ إعلان الجمهورية، بعد منافسة حادة مع الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق، حسني مبارك.
وشغل مرسي، الذي تلقى تعليماً عالياً في الولايات المتحدة، منصب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، والذي يسيطر على غالبية البرلمان المصري، بمجلسيه الشعب والشورى، بعد فوز كاسح في الانتخابات التي جرت مطلع العام الماضي، قبل أن تقرر المحكمة الدستورية العليا بطلان انتخابات مجلس الشعب.
والرئيس مرسي من مواليد عام 1951 في محافظة الشرقية، شمال شرقي القاهرة، وقد درس الهندسة، وحصل على الماجستير من جامعة القاهرة، ثم على الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
وكان مرسي عضواً في مكتب الإرشاد، وتزعم الكتلة البرلمانية للجماعة من عام 2000 حتى 2005، بينما كانت الجماعة "محظورة"، ثم قاد حزب "الحرية والعدالة"، الذي تشكل بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في أبريل/ نيسان الماضي.
وتحت حكم الرئيس السابق، تعرض مرسي للمضايقات من السلطات، وحوكم عدة مرات، حاله حال قيادات الجماعة، التي فرض عليها نظام مبارك حظراً صارماً، ولاحق أعضاءها لنحو 30 عاماً.
وفي عام 2006، دخل مرسي السجن، ثم وضع قيد الإقامة الجبرية في منزله، ثم عادت السلطات إلى اعتقاله في يناير/ كانون الثاني عام 2011 بعد قليل من اندلاع الثورة التي أطاحت بمبارك في 11 فبراير/ شباط من العام ذاته.
وبعد فتح السجون وهروب المساجين، رفض مرسي ترك زنزانته، وتشير صفحته الرسمية إلى أنه "اتصل بالقنوات الفضائية ووكالات الأنباء يطالب الجهات القضائية بالانتقال لمقرِّ السجن والتحقق من موقفهم القانوني وأسباب اعتقالهم، قبل أن يغادر السجن؛ لعدم وصول أي جهة قضائية إليهم."
ولعب مرسي دوراً كبيراً في القسم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين؛ حيث كان مشرفاً على ذلك القسم، الذي شهد تفاعلاً كبيرًا خلال الفترة الأخيرة بدءًا من مبادرة الإصلاح التي أطلقتها الجماعة عام 2004، ومروراً بطرح برنامج الحزب "القراءة الأولى" عام 2007، فيما قاد المطبخ السياسي للانتخابات البرلمانية في 2010.
وقبيل وقوع الاختيار النهائي عليه ليكون مرشح الرئاسة الأول للجماعة، قال مرسي إن "الشعب المصري يختار من يشاء رئيساً للجمهورية من المصريين الشرفاء الذين يشعرون أنهم قادرون على خدمة الوطن، وعلى الجميع أن يرتضي بنتيجة الانتخابات أياً كانت."
وقد فاز مرسي في الانتخابات الرئاسية بعد منافسة مع الفريق أحمد شفيق بنسبة 51.7 في المائة من الأصوات، في مقابل 48.3 في المائة من الأصوات لقائد سلاح الجو السابق.
وبعد الإعلان عن فوزه بالرئاسة، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين انتهاء عضوية مرسي بالجماعة، كما تقدم باستقالته من رئاسة حزب الحرية والعدالة، إلا أنه تمسك باستمرار عضويته في الحزب.
وأدى مرسي اليمين الدستورية رئيساً لمصر في 30 يونيو/ حزيران 2012، أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية، نظراً لغياب مجلس الشعب، ليتسلم السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي أدار شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية، التي أعقبت إعلان تنحي مبارك عن السلطة، في 11 فبراير/ شباط من العام السابق.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.