CNN CNN

مدونة: مرسي كان ضحية ثورة عقول

الثلاثاء، 06 آب/اغسطس 2013، آخر تحديث 08:00 (GMT+0400)

 

 

بن ويدمان هو أحد مراسلي CNN فقد عمل من الشرق الأوسط طويلا ولاسيما من مصر.. كما أنه يتكلم العربية.. ماذا يرى في الوضع المصري؟

(CNN)-- لقد تابعت من فوق سطح مسجد في مدينة نصر الآلاف من أنصار محمد مرسي وهو يلوحون بالأعلام والصور بغضب واضح، لحظات قبل أن تعلن تنحيته وهو من يعد أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ البلاد.

لقد تبين لي أنه عندما تمت الإطاحة من ميدان التحرير بمحمد حسني مبارك، الذي حكم لسنوات طويلة، قبل عامين ونصف، لم تكن سوى البداية، بداية ثورة لم تأخذ بعد نسقها الذي يعبر عن حقيقتها.

وقبل 2011 كان الاعتقاد السائد لدى كثير من المصريين والأجانب أيضاً، أنه سيكون لدى المصريين الحد الضروري من الصبر ليتحملوا أي رئيس آخر إذا كان لديهم الحد الأدنى الذي يكفل لهم إطعام أطفالهم.

وبالنظر لكون ما نجحوا في تحقيقه، منح المصريون زخماً لا ينتهي، فإنّ اعتقاد مرسي بكون انتخابه بأزيد بقليل من 51 بالمائة كان تفويضا ليس سوى مجرد خطأ.

غير أن مرسي لم يمهد الأرضية على رأس الدولة، ليصدقه الجميع، فلا الشرطة فعلت ولا المسيحيين.

أما الجيش فكان متشككاً، فيما غلب الحذر على رجال الأعمال.

لقد صوت الكثيرون لمرسي اعتقاداً منهم أنه أفضل السيئين، نسبة إلى منافسه وقتها أحمد شفيق.

وقال ناشط يدعى عبد الهادي في مقارنة بين الرجلين "لديك دواءان.. أحدهما قاتل وهو أحمد شفيق، أما الثاني فيسبب لك مغصاً في المعدة.. كلاهما سيء ولكن دواء مرسي أخف، فهو لا يقتلك ولذلك فسنمنح مرسي أربع سنوات.. إذا فشل فسنعود إلى التحرير ونطيحه."

كان كلام عبد الهادي في يونيو/ حزيران 2012 وكان بمثابة النبوءة.

فبعد إطاحة مرسي قال لي رجل أعمال: "لقد انتهى بعد أن قسّم البلاد لإسلاميين وغير إسلاميين.. جميعنا مسلمون ومؤمنون.. لقد كان خلافنا سياسياً فحوله إلى خلاف ديني."

لقد شعر المصريون أنّ مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وضعوا أنفسهم في موضع متقدم عن البقية فيما يتعلق بالإيمان والهوية الإسلامية، فالبلاد تفتخر بإرثها الإسلامي العريق ولا يتوانون في التنديد بأي طرف أو شخص يقلل من مكانتها التاريخية.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، صعق الكثير من المصريين عندما قال متشدد على قناة تلفزيونية إنه لو حكم البلاد فسيدمر جزءاً من أبرز آثار مصر.

وأضاف أنه شارك في عملية تدمير تمثال لبوذا في باميان بأفغانستان في مارس/ آذار 2001.

ورد أحد الضيوف على المتشدد بقوله: "إنك لا تعرف تاريخ بلادك.. فالفراعنة هم أول من عرف الدين في العالم، والأهرامات هي ملك البشرية وليس المصريين وحدهم."

لقد كان واضحاً من انتقادات الكثيرين أنهم كانوا يخشون أن تحول الحركة نظام الحكم إلى أسلوب شبيه بنظام طالبان.

ويُضاف إلى ذلك ترد في الوضع الاقتصادي، وتدهور في الوضع الأمني، وهما الملفان اللذان تعهد مرسي قبل انتخابه بأنه سيجد لهما حلولاً، لذلك قرر المصريون الاحتشاد لإطاحته.

ويذكرني وضع مرسي من رئيس جمهورية إلى محتجز، بما قاله لي رئيس التحرير هاني شكر الله قبل عام بالضبط عشية انتخاب مرسي رئيساً.

"يملك المصريون الآن معنى حقوقهم الأساسية وكرامتهم الشخصية، وهم يرون في أنفسهم مواطنين، وهذا أمر جديد بالنسبة إلى شخص طاعن في السن مثلي.. إنهم يرون في الدولة خادمهم وليست سيدهم."

لقد قام الخادم مرسي بعمل سيء وبالتالي لهم الحق في إقالته.. فالثورة الحقيقية في مصر لا تدور في الشوارع، وإنما في العقول. 

اقرأ أيضا... انقلاب ليس كغيره



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.