تونس(CNN)-- سجلت الأجهزة الصحية الرسمية بتونس الأسبوع الماضي أربع حالات بفيروس المالاريا لدى أشخاص يقطنون بالعاصمة تونس، في ظهور غريب ومفاجئ للمرض في دولة ودّعت أغلب الأمراض الوبائية منذ عقود كما أنها لا تقع في منطقة جغرافية معنية بمثل هذا الفيروس.

ورغم أن وزارة الصحة التونسية أعلنت أنها تسجل سنويا ما بين 30 و 50 حالة ملاريا قادمة من الخارج، إما عن طريق أفواج سياحية تزور تونس، أو مواطنين تونسيين يعيشون خارج البلاد، ولم يتخذوا الاحتياطات الصحية اللازمة عند عودتهم للبلاد، إلا أنّه لا حديث للتونسيين هذه الأيام إلا عن هذا المرض.

اقرأ أيضا..علماء يطورون "سوبر بعوضة" قد تكافح الملاريا بلسعة

وزاد من حدة الجدال أنّ تونس هي الدولة العربية الوحيدة خارج الخليج والأردن التي شهدت حالات لفيروس "ميرس" الذي أودى بحياة شخص.

ونحا البعض باللائمة على أداء وزارة الصحة، فيما تساءل البعض الآخر عن سبب ظهور أمراض "غريبة" كانت من الـفضل صحيا حتى قبل سنتين، متهما السياسة والإضرابات والاعتصامات التي عطلت الأعمال وأدت إلى انتشار القاذورات والقمامة في أغلب شوارع البلاد.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنّ الملاريا تهمّ مناطق بعيدة جدا عن تونس، حيث أنها تظهر عادة في أفريقيا ما وراء الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا والمناطق المحاذية لغابة الأمازون.

وقال مسؤول في وزارة الصحة التونسية في حوار مع الإذاعة الرسمية إنّ هناك أربع احتمالات لظهور الفيروس في تونس هي كما يلي:

- ملاريا المطار: وهي التي ينتقل فيها الفيروس عبر لدغة يتلقاها المسافر من باعوضة أثناء سفره أو أن الباعوضة انتقلت ضمن حاويات الشحن حيث أنه بإمكانها الانتشار على مدى 3 إلى 5 كلم في محيط المطار.

وتقع المنطقة التي عثر على الفيروس في تونس قرب المطار وفي منطقة بحيرة كبيرة.

غير أن المسؤول أوضح أنّ الفحوص التي أجريت في المنطقة التي يبلغ قطرها 30 مترا جاءت سلبية.

-أما الاحتمال الثاني، فهو أن يكون بعض الأشخاص يحملون الفيروس ولكنهم لم يمرضوا غير أنهم نقلوا الفيروس للمصابين الذين يسكنون في محيطهم.

-كما من الممكن أن يكون الفيروس انتقل مع أحد المعتصمين الأفارقة الذين فروا من الحرب الليبية وأقاموا لمدة تناهز سنتين في مخيم الشوشة أقصى جنوب تونس، فقبل أن ينتقلوا إلى العاصمة حيث ينفذون اعتصاما مطالبين بتسوية أوضاعهم وترحيلهم إلى إحدى الدول الأوروبية مثلما تم الأمر مع الكثير من زملائهم.

-أما الاحتمال الأخير فيتعلق بالمخدرات حيث قال مسؤول طبي إنّ استخدام الحقن أثناء استهلاك المخدرات.

وعموما فإنّ السلطات الوقائية تستبعد كليا أن تكون مياه البحيرة هي السبب.

منظمة الصحة: الملاريا لا تزال تفتك بمليون شخص سنويا

علاج مرض الملاريا القاتل.. بصابونة