هل تعيد الملاهي الليلية الوجه السعيد إلى القاهرة اليائسة؟

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
هل تعيد الملاهي الليلية الوجه السعيد إلى القاهرة اليائسة؟
Credit: GALI TIBBON/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يسطع نجم الملهى الليلي "ذا غاردنز" في عطلة نهاية الأسبوع في العاصمة المصرية القاهرة، إذ يعتبر بعد افتتاحه مؤخراً، من بين إحدى الملاهي الليلية الباهرة.

ويتمختر شباب المدينة على حلبة الرقص، فيما الندّل الذين يحملون كؤوس مشروبات الكوكتيل لتقديمها إلى الزبائن، يتلاعبون بزجاجات المشروبات الروحية خلف البار.

ولكن وراء مشهد الخصور التي تتمايل بخفة رشيقة، وضرب الكؤوس ببعضها البعض، توجد بعض المشاريع الإستثمارية المهمة.

وكلف هذا المشروع الأنيق حوالي نصف مليون دولار.

وقال صاحب "ذا غاردنز" اسماعيل قاسم: "لدينا الكثير من الدعم من الجهات الراعية، من بينها مختلف الشركات العالمية والمتعددة الجنسيات والتي ترى فرصة لتقديم علاماتها التجارية وتجاربها بطريقة أكثر ربحية،" مضيفاً أن "ليس هناك وقت أفضل لإفتتاح ناد ليلي وجذب الناس إلى تجارب ايجابية مثل هذا الوقت بالتحديد."

ويتم حجز المكان بالكامل في "ذا غاردنز" كل ليلة، فيما قاسم وباقي الشركاء في المشروع يتمتعون بشعور دائم بالتفاؤل بشأن المستقبل.

وأشار قاسم إلى أن "هذه التجارة مربحة جدا وايجابية، اذا تمكنت من جذب الزبائن،" موضحاً أن "الأمر لن يستغرق عاماً أو عام ونصف للحصول على عائدات الاستثمار لأصحاب المشاريع."

ويجذب هذا النجاح انتباه الأشخاص الآخرين في سوق صناعة الترفيه والحياة الليلية.

وقد افتتحت على الأقل خمسة من منشأت الترفيه والنوادي الليلية أبوابها في المدينة مؤخراً، ما يعتبر علامة على تقدم وازدهار هذا السوق بعد مرور ثلاث سنوات من اليأس.

وتجدر الإشارة إلى أن الأزمة الاقتصادية بدأت مع الثورة في العام 2011 والتي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وأثار انتخاب الرئيس الإسلامي، محمد مرسي، في العام 2012 الشعور بالخوف من احتمال عدم قدرة هذا السوق على البقاء على قيد الحياة. واستمر مرسي فقط عاماً واحداً في منصبه، قبل أن يطيح به انقلاب عسكري في العام 2013.

وخلال ذلك الوقت كله، استمر الاقتصاد الهش على حاله، بسبب حالة العنف وعدم اليقين.

ولكن ليس في كل مكان كانت المعاناة هي ذاتها، إذ افتتح الملهى الليلي "ألشيمي" (الخيمياء) وهو مكان أنيق معروف بتقديم المشروبات الراقية، في ذروة الإضطرابات في العام 2012. 

وقال صاحب "ألشيمي" أليكس رزق، إن الشروط الذكية لطالما كانت موجودة لإزدهار الحانات والمطاعم، مضيفاً: "هناك الكثير من المستثمرين الذين يبحثون عن بدائل لإبقاء الثورة على قيد الحياة، فضلاً عن الأسعار الأقتصادية والتي هي أساسا منافذ للمطاعم والمقاهي والحياة الليلية." 

ويؤمن رزق أن "الأمر يتلخص بميل الناس إلى الاحتفال ونسيان حياتهم اليومية قليلا."

وبناءاً على النجاح الأولي، يخطط رزق وشركاؤه لافتتاح ملهى ليلي جديد قريباً، فيما يتطلع قاسم إلى افتتاح ثلاثة أماكن جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة، أي ما يعادل الملايين من الدولارات في الاستثمار.

ولكن هذه هي مصر، حيث تعم الفوضى السياسية والاقتصادية، فيما يبقى الشعور بالتفاؤل يسيطر على المستثمرين وقدرتهم على إنجاح المشاريع الإقتصادية التي تسعى إلى الترفيه والتسلية.

وقال قاسم "بالطبع نحن متفائلون ولكن لسنا حمقى، وإذا وجدنا أن هذه المشاريع ليست مربحة، فلن نستثمر فيها."