أربيل..سهم ناري يتحرك بسرعة قياسية في سماء السياحة العربية

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تنطلق مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق بسرعة قياسة مثل السهم الناري في سماء السياحة العربية. وقد تكون أربيل من بين الدول العربية القليلة التي تسعى إلى توظيف كل طاقتها الإستثمارية والإقتصادية والإجتماعية والتاريخية والثقافية لخدمة السياحة أولا وأخيراً، خصوصا بعدما فازت بلقب عاصمة السياحة العربية للعام 2014.

أما أهم ما قد يجذب السياح إلى هذ المدينة العربية فيتمثل بتمتعها بالأمن والإستقرار، الأمر الذي يناقض الإضطراب الذي تعيشه العديد من البلدان العربية والتي كانت محطة جذب للسياح ومن بينها لبنان وسوريا ومصر وتونس.

وقد يشهد لأربيل تفوقها خصوصاً في قطاع الضيافة، إذ شهدت المدينة بناء 120 فندق سنوياً، أي ما يعادل فندق واحد كل ثلاثة أيام.

وفي هذا السياق، قال رئيس هيئة السياحة في إقليم كردستان العراق، مولوي جبار وهاب للموقع CNN بالعربية على هامش معرض سوق السفر العربي الذي أقيم في دبي خلال أيار/مايو الحالي إن "ملامح القطاع السياحي تنضج تدريجيا في ظل الاهتمام المتزايد لتشجيع تدفق الاستثمارات."

وقد يشبه البعض المدينة بنموذج إمارة دبي، أو إسطنبول من حيث السياحة، في ظل استعدادها إلى استقبال مشاريع تنموية ضخمة، أشهرها مشروع "إمباير سيتي" الذي سيتم الإنتهاء من أعماله في العام 2017.

وأضاف وهاب أن "لدينا خطة استراتيجية للعام 2025 تتمثل بجعل إقليم كردستان واجهة سياحية عالمية كمنطقة تتميز بجمال الطبيعة وأصالة التراث. ونأمل في جذب سبعة مليون سائح في العام 2025 وتحقيق إيرادات بحوالي مليارين دولار."

ويذكر أن أربيل تمكنت من جذب 3 مليون سائح في العام 2013. وتعليقاً على هذا النمو، قال وهاب: "نأمل في تغيير نوعية السياح (وحالياً هم من تركيا، وإيران، والخليج، ومن وسط وجنوب العراق) واستقطاب سياح من دول الخليج والدول الأوروبية، فضلاً عن زيادة عدد أيام الإقامة للسياح."

وستعتمد خطة استراتيجية التسويق السياحي على تخصيص مبالغ طائلة من الأموال لدعم القطاع الخاص، والعمل على تطوير العلامة التجارية للسياحة في الإقليم، وتطوير البنى التحتية والموارد البشرية.

وبينما يشهد قطاع الضيافة نموا كبيرا في أربيل حيث يوجد 510 فنادق، أوضح وهاب أن "الخطة تهدف إلى تطوير البرامج والخطط السياحية حتى تكون مناسبة وملائمة لحاجات السياح الجدد خصوصاً أن هناك نقص بتشغيل الأيدي العاملة المطلوبة".

وأوضح مولوي أن النمو السنوي في القطاع يبلغ حوالي 45 في المائة سنوياً، بينما تشكل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي 8 في المائة. أما حجم الإستثمارات في القطاع السياحي فوصل إلى أكثر من 6 مليار دولار، وخلال الثلاثة الأشهر الأولى من العام 2014، بلغت الاستثمارات حوالي 750 مليون دولار.

وأكد وهاب أن الإستثمارات الخليجية واللبنانية تشكل النسبة الأكبر من حجم الإستثمارات في قطاع السياحة.

وتتميز أربيل بالمواقع الأثرية والدينية مثل "معبد لالش" لأتباع الديانة اليزيدية، وكنيسة القديس مار متى التي تعود إلى العام 317 ميلادي بالإضافة إلى قلعة أربيل منذ 6000 سنة، وأكثر من ألف موقع أثري آخر.

وتعتبر أربيل مدينة الفصول الأربعة، فيها كل أنواع السياحية التاريخية والأثرية والطبيعية والعلاجية، فيها كل مقومات التكاملية السياحية التي قد تتوافر في بلدان أخرى في العالم.

وقال وهاب إن "الشعب الكردي شعب مسالم ويحب الضيف، وهي إحدى النقاط الإيجابية والقوية لدينا ما يشجع السياح على المجيئ إلى أربيل وإقليم كردستان عموما."

واعتبر وهاب أن قانون الإستثمار الموجود في كردستان مشجع جداً، وأحد العوامل الرئيسية التي حفزت الإستثمار خلال السنوات الأخيرة في إقليم كردستان، لافتاً إلى أن القانون تعاد صياغته في البرلمان حتى يتمتع بزخم وحيوية أكبر وحتى يكون تأثيره أكبر على دخول الإستثمارات إلى كردستان.

وأكد وهاب أن نظراً لوجود الأمان والإستقرار السياحي كان هناك مفاضلة من قبل السياح للمجيئ إلى كردستان نظرا لوجود اضطرابات في بلدان أخرى، مشيراً إلى أن "أكبر المشاكل التي نعانيها تتمثل بالربط بين العراق والوضع في كردستان العراق، ونحن نحاول دائما ايصال رسالة أن اقليم كردستان العراق هو إقليم آمن ويتمتع باستقرار سياحي ويختلف عن مشهد العنف في العراق."