أفلام سينمائية بالمليارات تخضع لرقابة مشددة على متن رحلات الطيران

اقتصاد
نشر
3 دقائق قراءة
أفلام سينمائية بالمليارات تخضع لرقابة مشددة على متن رحلات الطيران
Credit: MIKE CLARKE/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- يوجد فرق بين متعة مشاهدة أفلام السينما على الأرض وفي صالات السينما تحديداً، وبين مشاهدتها على متن رحلات الطيران.

ويقوم شخص مسؤول في غرفة تحكم على متن الطائرة، بفرض رقابة شديدة على محتوى الأفلام السينمائية التي تعرض أثناء الرحلة، وذلك بتحرير الترجمة، وحذف المشاهد غير اللائقة.

وتقوم شركات الإنتاج السينمائي ببيع أفلامها، بعد عرضها في الصالات، إلى وكلاء موزعين، الذين يقومون بدورهم ببيعها إلى شركات الطيران، للعرض على متن رحلاتها.

وتعتبر فكرة إخضاع الأعمال السينمائية، التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، إلى رقابة شديدة على متن الطائرات، أمراً في غاية التعقيد.

ومن الطبيعي أن تتجنب معظم شركات الطيران عرض أفلام عن الكوارث الجوية، وتمتد الرقابة إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث تخضع الأفلام إلى سياسات رقابية تتسم بالشدة، قد تصل إلى حد إزالة شعارات شركات الطيران المنافسة.

وتم تسليط الضوء على سياسات الرقابة في بعض البلدان، بعد قضية دور النشر في ماليزيا، التي قامت بتظليل وجه الخنزير باللون الأسود، في مقالة صدرت في صحيفة "انترناشونال نيويورك تايمز" الأمريكية. وكذلك قيام جهات الرقابة في دبي بحذف مشاهد تطول مدتها حوالي 45 دقيقة، من فيلم "ذا وولف أوف وول ستريت."

وتختلف الضوابط الرقابية من شركة طيران إلى أخرى، وحسب المنطقة التابعة لها، وقالت جوفيتاه توه، المدير التنفيذي في إحدى شركات توزيع الأفلام لشركات الطيران، في هذا الصدد، إن "الشركات الأوروبية تسمح بعرض مشاهد العري، ولكن لا تتسامح مع مشاهد العنف والدم."

وأضافت توه أن "شركات الطيران من منطقة الشرق الأوسط ضد عرض أي مشاهد ذات المحتوى الجنسي بكافة أشكاله، أو ذكر كلمة خنزير في الترجمة، ولكن متسامحة للغاية مع مشاهد العنف."

كما أشارت إلى أن شركات الطيران تميل بالمجمل إلى الابتعاد عن الأفلام ذات المحتوى الجنسي والسياسي والديني، وأفلام الرعب، فضلاً عن مشاهد الإرهاب.

وأكدت توه أن قيام شركات الطيران بفرض الرقابة، يأتي من خلال فهم التركيبة الديموغرافية للمسافرين، عن طريق تحليل بياناتهم على مدى عدة سنوات.

وتسعى شركات الطيران إلى بذل كافة الجهود من أجل تجنب ما حدث لشركة "يونايتد أيرلاينز" في فبراير/ شباط من العام 2013، عندما تم تحويل رحلة دنفر بالتيمور إلى شيكاغو، بعد أن اشتكى أحد الركاب من عرض المحتوى غير اللائق على شاشات الطائرة.

تجدر الإشارة إلى أن بعض شركات الطيران تنفق مبلغ يصل إلى 20 مليون دولار سنوياً، على الخدمات الترفيهية في الطائرة، وتبلغ تكلفة جهاز العرض في كل طائرة ما قيمته 5 ملايين دولار.

وبحسب مصدر بإحدى الشركات الكبرى في هذه الصناعة، رفض الكشف عن هويته، فإن شركات الطيران أنفقت على العروض الترفيهية، ما يقارب 3 مليارات دولار عام 2012، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى حوالي 10 مليارات دولار بحلول العام 2030.