عدنان يوسف لـCNN: تركيا ومصر تتقدمان وخفض الإنفاق بالخليج ليس حلا.. "البركة" تتوسع وهذه توصياتي للسعودية

اقتصاد
نشر
8 دقائق قراءة
عدنان يوسف لـCNN: تركيا ومصر تتقدمان وخفض الإنفاق بالخليج ليس حلا.. "البركة" تتوسع وهذه توصياتي للسعودية
Credit: Al BARAKA

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال عدنان يوسف عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية، إحدى أكبر المجموعات المصرفية الإسلامية بالمنطقة، إن نتائج المجموعة المعلنة مؤخرا لعام 2015 كانت فوق الميزانية رغم الأوضاع الاقتصادية العالمية، مؤكدا مواصلة التوسع في المغرب وإندونيسيا والتطلع لدول أخرى بمقدمتها الهند والصين وبنغلاديش، كما دعا لسبل أفضل لمعالجة الأوضاع في الاقتصاديات الخليجية تتجاوز الحد من الإنفاق، مشيرا إلى وجود الكثير من القطاعات التي يمكن للسعودية مثلا التوسع بها.

نتائج جيدة للبركة ونظرة للمستقبل

وحول نتائج البركة خلال 2015، والتي سجلت ارتفاعا في أرباح المجموعة بنسبة 4 في المائة لتبلغ 286 مليون دولار، بينما بلغ مجموع الدخل مليار دولار أمريكي لأول مرة قال يوسف إن النتائج "لم تشكل مفاجأة" له رغم التذبذب بأسعار النفط والعملات قائلا: "بالعكس.. النتائج كانت تقريباً فوق الميزانية بحوالي 7 في المائة ووفقاً لخطتنا والمشروع الذي أسسناه في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2014."

وشدد يوسف على أنه رغم المعطيات الموجودة بالنسبة لأسعار النفط والدولار والأوضاع الجاري في المنطقة فإن بداية 2016 والمسار العام خلال تلك السنة سيكون جيدا، معربا عن أمله باختتام أرقام العام عند حوالي 312 مليون دولا مع زيادة 48 فرعا في العام 2016، فهذا يدل على اننا نتجه نحو الاستمرار بالتوسع بمعدل 50 فرع كل سنة، اليوم كسرنا حاجز 600 فرع."

ولفت يوسف إلى استمرار خطط التوسع في المغرب وفق المقرر خلال 2016، مع توقع نيل موافقة البنك المركزي المغربي في مارس/آذار المقبل، إلى جانب التوسع نحو إندونيسيا أيضا، إلى جانب متابعة النظر في خطط دخول أسواق الصين والهند وبنغلاديش والتطلع لدخول دول آسيا الوسطى من خلال الوحدة التركية للمجموعة.

عدنان يوسف لـCNN: سأمثل بنوك العرب والمسلمين لنصح قادة دول العشرين

وعن الأسواق الرئيسية التي تشهد تقلبات، وخاصة تركيا ومصر، رأى يوسف أن ما يجري فيهما لن يؤثر على نتائج المجموعة موضحا: "أكثر تمويلاتنا في تركيا تكمن في سوق التجزئة والشركات الصغرى والمتوسطة، فلذلك نتوقع في 2016 أن يكون هنالك نمو جيد.. أما بالنسبة لمصر، فقد بدأت عجلة الاقتصاد تنمو ببطء ولكنها تتحرك، ويظهر ذلك بنتائج البنوك، إذ كان بنك البركة بالمراكز الأولى في الأرباع والودائع، كما كانت البنوك الأخرى في مصر كلها تقريباً في وضع سليم جداً."

ونفى يوسف تأثر مجموعة البركة بما يجري في السوق المصرية بالنسبة لخروج بعض الشركات الأجنبية لصعوبة التحويلات ونقص الدولار في السوق قائلا إن أكثرية الارتباطات الخاصة بالبنك في مصر ليست قائمة مع شركات أجنبية، بل مع شركات متوسطة وصغيرة محلية.

وحول ما سبق ليوسف أن أشار إليه عن تركيز المجموعة خلال 2015 على متابعة التشريعات والامتثال للقوانين الدولية مثل قانون الضريبة الأمريكية وقوانين غسيل الأموال والإرهاب وادارة المخاطر ومدى تحولها لمصدر ضغط على المؤسسات الكبرى قال يوسف: "نعم هناك ضغط، لأننا أمام حلقات متصلة ففي أي مكان سنواجه متطلبات موجودة في الأسواق العالمية وعلى كل بنك مواكبة الأنظمة الموجودة في الدول الغربية والتقيد باللوائح الدولية لناحية وجود الاسم على لائحة الإرهاب أو قوائم المقاطعة."

الأوضاع الاقتصادية العربية

على مستوى المنطقة، كان ليوسف تصريحات بارزة أيضا، إذ انتقد ضعف الأداء الحكومي بعد خفض التصنيف الائتماني البحريني، و قال لـCNN بالعربية، إن أسلوب انتظار المشاكل ريثما تحل نفسها بنفسها غير صحيح شارحا وجهة نظره بالقول: "عندنا نظرة خاطئة للأمور تجعلنا نربط المشاكل بالكرامة الشخصية، أما في الغرب، وفي دولة مثل أمريكا، فإن اقتصادياتهم رغم قوتها تتعرض لأزمة في كل 6 أو 7 سنوات وهم لا يخفونها لأنهم معتادون على إدارة الأزمات، لديهم القدرة على تفعيل اجهزة الدولة والمتخصصين في ابراز المشكلة والتوجيه في تصويبها، وهذا الأمر نفتقده في المنطقة العربية والخليج."

ولفت يوسف أيضا إلى مشكلة الإعلام الذي يقوم بتضخيم الأمور بسبب التطرق لمواضيع دون تخصص واضح ودون الحصول على معلومات صحيحة قائلا: "هذا حصل سابق أثناء مشكلة سوق العقارات في دبي وابتدأ الاعلام والقنوات بنشر الكثير من السلبيات.. الأمر نفسه يحصل في البحرين بالخلط بين الدين العام والخاص وتقديم معلومات خاطئة، ما أساء لسمعة البحرين في الأسواق العالمية مع أن علينا ألا ننسى أن البحرين سوق مالية مهمة جداً."

يوسف لـCNN: أزمة الصين ستنتقل لأمريكا اللاتينية والنفط دون 50$ خطير

وعن الحلول المتنوعة في الدول الخليجية لمواجهة تراجع أسعار النفط وحديث البعض عن حلول "تحت تأثير الصدمة" كخفض النفقات والمسارعة لبحث تنويع الاقتصاد قال يوسف: "جميع هذه الدول لديها مصدر واحد وهو النفط، وسياسة خفض النفقات سياسة قصيرة الأجل ولن تجدي نفعا لأكثر من سنة أو سنتين ولكننا تعودنا في العالم على تكرار الأزمات كل فترة، ولذلك علينا بدور الخليج تشجيع دراسة الموارد المالية والمشاريع، فقيمة الدين ليست مهمة بحال استخدم في مشاريع انتاجية. نعم ربما سأكون في فترة صعبة علي ولكن المردود سيكون كبيرة في السنوات القادمة مثل خلق وظائف وايرادات للدولة، أما إذا كان قرضا استهلاكيا فستكون الورطة أكبر."

وعن طريقة تعامل السعودية مع الأوضاع الاقتصادية التي توجهها وكذلك الحديث الإعلامي عن أزمة اقتصادية عميقة في المملكة وعن احتياطيات قد تنفد خلال سنوات قليلة قال يوسف: "لو سئلت هذا السؤال من قبل لطرحت نظرة مختلفة عما هو موجود. المفروض أن تقسّم الأموال الواردة بزمن الارتفاع القياسي لأسعار النفط بحيث تدخل في الاحتياطيات العادي، وكذلك في احتياطي آخر يخصص لمواجهة تذبذب الميزانية، وبالتالي عندما تنخفض أسعار النفط ونلجأ لتلك الاحتياطيات للحفاظ على الموازنة لا يقال إن الدولة أنفقت من احتياطها الأصلي."

وحول رأيه بما نقل عن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول حقبة من "التاتشرية" مقبلة على الاقتصاد السعودي لإصلاح الامور من جذورها قال يوسف إن لدى المملكة قدرات كبيرة يمكنها استغلالها لتنويع مصادر دخلها كتحويل الحج إلى مصدر رئيسي للخدمات الاقتصادية قد تكون عوائده أفضل من النفط نفسه، وكذلك تطوير السياحة والمدن الاقتصادية كمدينة الملك عبدالله المجاورة لجدة، والتي أعرب يوسف عن إعجابه الشديد بمستوى تطورها وسرعة العمل فيها.

وأكد يوسف جاهزية البنوك الإسلامية للإمكانية طرح الحكومات الخليجية لأي صكوك سيادية لتمويل ميزانياتها قائلا: "نحن جاهزون ولدينا السيولة المطلوب، فهنالك الآن بنوك بالإمارات تتحدث عن شح العملة الأجنبية وليس عن العملة المحلية، الأمر الثاني أن البنوك كسرت بعض القيود على التسهيلات للشركات الكبرى بضمان مبالغ كبيرة، لكن لم تكن هنالك سندات او صكوك للاختصاص بمثل هذه السيولة، اليوم أطلقت الدول صكوكها وسيتوجه جزء منها للصكوك."