تحليل: يمكن لترامب معاقبة إيران.. لكن أوروبا ستصرخ

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة
تحليل: يمكن لترامب معاقبة إيران.. لكن أوروبا ستصرخ
Credit: afp/getty images

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- مع وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى سدة الحكم في بلاده تبرز التساؤلات حول نواياه تجاه إيران والاتفاق النووي معها، فقد سبق له أن أكد نيته إعادة النظر في الاتفاق ومعارضته لرفع العقوبات عن طهران، فما هي الخيارات المتاحة أمام الإدارة الأمريكية الجديدة؟

انتخاب ترامب جاء في ذروة المحاولات الأوروبية لعقد صفقات تجارية واستعادة الروابط الاقتصادية مع إيران بعد الاتفاق النووي الذي عقدته طهران مع الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن ومعها ألمانيا. ولكن الرئيس الأمريكي المنتخب لديه موقف واضح حياله، فهو يعتبره أسوأ صفقة تفاوضت عليها واشنطن في تاريخها.

وسبق لترامب أن قال صراحة خلال حملته الانتخابية إن الاتفاق مع طهران سيعيد إليها 150 مليار دولار من أموالها المجمدة دون أي بديل على الأطلاق مضيفا "التاريخ سيذكر أنها واحدة من أسوأ الصفقات". ورغم أن البيت الأبيض لم يفرج عن جميع تلك الأموال الإيرانية إلا أنه أكد في وقت سابق أن طهران استردت 50 مليار دولار من أصولها في الخارج.

وفي ظل عدم توضيح ترامب لخططه حيال الاتفاق مع إيران، نكون أمام السيناريوهات التالية:

1 – انسحاب أمريكا من الاتفاقية

المسؤولون الإيرانيون من جهتهم حضوا ترامب على احترام تعهدات سلفه باراك أوباما. الرئيس الإيراني حسن روحاني كان قد شدد على أنه ليس بوسع أي حكومة الغاء الاتفاق أحاديا. ويرى محللون أن أمريكا بوسعها الانسحاب من الاتفاق ولكن ذلك سيضع سياسة العقوبات التي قد تعود إليها في مواجهة مباشرة مع أوروبا والصين وروسيا.

وقال جون ويتكر، الشريك في مكتب "كليد أند كو" البريطاني للمحاماة: "لدى إدارة ترامب نظريا القدرة على وقف التعاون الأمريكي في الاتفاق النووي، ولكن عمليا، سيكون للأمر تداعيات قاسية على سائر الأطراف، وخاصة الاتحاد الأوروبي.

02:56
ترامب يدخل عش دبابير الشرق الأوسط بقبائله وسنته وشيعته

2- ترامب يترك باب التخمينات مفتوحا

بعد سنوات من العزلة الاقتصادية بدأت إيران تستفيد من تخفيف القيود الاقتصادية عليها، وقد ارتفع إنتاجها النفطي بواقع مليون برميل يوميا وقد وافقت طهران على شراء طائرات من بوينغ وإيرباص وعقدت اتفاقية بقيمة ملياري دولار مع توتال الفرنسية وCNPC الصينية لتطوير حقل كبير من الغاز.

ومع ذلك، ورغم الإقبال الأوروبي على الفرص في إيران، إلا أن الشركات الأمريكية ماتزال مترددة لأن هناك الكثير من العقوبات الأمريكية التي مازالت تجعل من الصعب إجراء صفقات مع إيران وهذا الأمر مرشح للاستمرار، خاصة مع وصول ترامب إلى السلطة.

ويقول ويتكر: "هناك قدر كبير من الشكوك، وطالما بقيت حالة عدم الاستقرار هذه فإن الاستثمارات ستتقلص وتختفي، ولا يقتصر ذلك على الشركات الأمريكية، بل أيضا الشركات الأوروبية المطلوب منها الالتزام بالعقوبات الأمريكية."

3 – الكونغرس يتدخل مجددا

الجمهوريون في الكونغرس يعارضون بقوة الاتفاقية الموقعة مع إيران، وسبق لرئيس مجلس النواب، بول راين، أن تعهد ببذل "كل ما بوسعه" من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي. والآن، ومع وجود غالبية مريحة في مجلس النواب ووقوع مجلس الشيوخ بقبضة الجمهوريين سيحاول الحزب إفشال الاتفاق من خلال فرض قيود ورقابة إضافية على إيران، بل وحتى عقوبات جديدة عليها.

وقالت إلي جيرانمايا، الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في حديث مع CNN: "إذا لم يكن بوسع ترامب استخدام حق الفيتو بوجه تلك القيود أو لم يكن يرغب بفعل ذلك فهذا سيشكل تهديدا صريحا للاتفاقية."

وترى جيرانمايا أنه ليس بوسع إيران حاليا سوى الانتظار والترقب لما ستكون عليه الأمور مع العمل في الوقت نفسه على تقوية العلاقات مع روسيا وأوروبا والصين. وتحذّر الباحثة السياسية من أن أي فشل في الاتفاق قد يعيد إيران إلى المربع الأول بحيث تدرس كل خياراتها المتاحة، بما في ذلك إعادة العمل ببرنامجها النووي وإيصال شخصيات متشددة إلى الحكومة، ما سيتعارض مع المصالح الوطنية لأوروبا وأمريكا، على حد تعبيرها.