الصخر الزيتي الأمريكي شوكة في خاصرة أوبك.. هل نشهد حرب أسعار جديدة في سوق النفط؟

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة
الصخر الزيتي الأمريكي شوكة في خاصرة أوبك.. هل نشهد حرب أسعار جديدة في سوق النفط؟
Credit: Shutterstock/CNNMoney

لندن، بريطانيا (CNN)-- بدأت خيارات منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تنفد.

إذ انخفض سعر النفط الخام بنسبة 13 في المائة خلال الأسابيع الأخيرة إلى أقل من 46 دولاراً، مما يشير إلى أن جهود المنظمة الرامية إلى هزيمة النفط لم تحقق أهدافها المرجوة.

وكانت أوبك إلى جانب المنتجين الرئيسيين الآخرين يتمتعون بأسعار أعلى منذ اتفاق خفض الانتاج في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهي استراتيجية تهدف إلى تخليص الأسواق العالمية من وفرة المعروض. الآن، يبدو أن التأثير يتلاشى.

واستجابت المنظمة للهبوط الحاد في الأسعار من خلال اقتراح تمديد التخفيضات إلى ما هو أبعد من الموعد النهائي الأصلي المحدد في منتصف العام. وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، لوكالة فرانس برس: "إنني على ثقة من أن الاتفاق سيتم تمديده إلى النصف الثاني من العام وربما إلى ما بعد ذلك."

ولكن مع زيادة إنتاج الأمريكيين، قد لا يكون تمديد التجميد كافياً لتحقيق الاستقرار في الأسعار أو رفعها. ومن المقرر أن يجتمع وزراء الطاقة من الدول الأعضاء في أوبك في 25 مايو/ أيار الجاري.

تمديد التخفيضات

وافقت أوبك والمنتجون الرئيسيون الآخرون على خفض الإنتاج فقط بعد انخفاض الأسعار إلى 26 دولاراً في عام 2016. واستغرق التوصل إلى اتفاق جميع اللاعبين الرئيسيين شهراً من المفاوضات.

لفترة من الوقت، بدا أن الاستراتيجية تعمل، مع صعود الأسعار إلى أكثر من 54 دولاراً للبرميل في وقت سابق من هذا العام. وهو سعر مناسب لأوبك إذ هو سعر عالٍ بما يكفي لتتمتع بلدان أوبك بميزانية مريحة، ولكن منخفضة بما فيه الكفاية للحفاظ على المنتجين الرئيسيين الآخرين على هامش.

لكن لدى "أوبك" مشكلة جديدة - وهي مشكلة لا تستطيع السيطرة عليها بسهولة: منتجو الصخر الزيتي الأمريكي.

إذ عاد منتجو النفط الأمريكيون إلى السوق بقوة، مضاعفين عدد الحفارات العاملة خلال العام الماضي. وقد أجبرتها سنوات من انخفاض الأسعار على أن تصبح أكثر كفاءة.

ويقدر المحللون في "UBS" أن المنتجين الأمريكيين يمكنهم الآن كسب المال طالما ظلت الأسعار فوق 40 دولاراً للبرميل. وهذا يعد انخفاضاً كبيراً من الأسعار التي كانوا بحاجة إليها في 2014 والتي كانت 65 دولاراً للبرميل.

والمشكلة هي: يمكن لمنظمة "أوبك" وغيرها من المنتجين الرئيسيين الموافقة على تمديد عمليات خفض الإنتاج، ولكن إذا بقيت الأسعار فوق 40 دولاراً، فإن المنتجين الأمريكيين سيواصلون ضخهم. وهذا يعني أن العرض الزائد من المرجح أن يظل مشكلة في المستقبل المنظور.

الضغط على الأميركيين

يمكن لأوبك أن تتراجع عن مسارها وتزيد الإنتاج في محاولة للضغط على المنتجين الأمريكيين في السوق.

وقال توم بوغ، خبير اقتصاد السلع في مؤسسة "كابيتال إكونوميكس": "إذا قرروا عدم تمديد التخفيضات ورفعوا من الإنتاج، فمن المحتمل أن نرى انخفاض الأسعار." وأضاف بوغ أن مثل هذه الاستراتيجية ستفاجئ المستثمرين، تخفض بالأسعار إلى أقل من 40 دولاراً للبرميل.

إلا أن هذه الاستراتيجية فشلت بشكل فادح المرة الأخيرة التي استخدمتها أوبك بقيادة السعودية. إذ ضخت المجموعة دون قلق حول السعر في عام 2014، وكانت عمليات المنتجين الأمريكيين خاملة.

ولكن كان لذلك أيضاً أثر كارثي على الميزانيات الحكومية لأعضاء أوبك، ما أجبرهم على انتهاج تدابير التقشف.

وفي حين أن العديد من دول الخليج نفذت منذ ذلك الحين إصلاحات للحد من اعتمادها على النفط، إلا أن المنتجين الرئيسيين الآخرين بما في ذلك روسيا ونيجيريا لن يرغبوا في المخاطرة بحرب أسعار أخرى.

لا تفعل شيئاً

يتوقع المستثمرون الآن من منظمة أوبك وحلفائها تمديد عمليات خفض الإنتاج.

وقال بوغ: "لقد وضعوا أنفسهم بين خياريان كلاهما سيء، لأنهم تحدثوا الآن عن تمديد الاتفاق كثيراً. فإذا لم يفعلوا ذلك، يمكننا أن نرى انخفاض الأسعار إلى 40 دولاراً تقريباً من جديد."

وفى حالة عدم التوصل الى اتفاق، يمكن للمنظمة أن تقرر التشويش على ذلك، على أمل أن يؤدي الطلب القوى في النصف الثاني من العام إلى خفض بعض وفرة الإمدادات.

فعل لا شيء من شأنه أن يرقى إلى تحول كبير في السياسة، ولكن ربما يكون ذلك أمراً يستحق المحاولة.

وقال بوغ: "أعتقد أن [أوبك] تدرك الآن تماماً أنها لا تملك النوع من التأثير الذي كانت تستخدمه منذ 10 سنوات، وأن الصخر الزيتي الآن هو المنتج البديل في السوق."