المديرون وأصحاب المشاريع أكثر عرضة للاكتئاب والانتحار

اقتصاد
نشر
3 دقائق قراءة
Anthony Bourdain
Credit: Drew Angerer/Getty Images

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN) -- تعد حالات الانتحار الأخيرة، التي قام بها كل من أنتوني بوردان، أحد أشهر الطهاة الأمريكيين ومقدم البرامج الشهير، وكذلك كيت سبيد، مصممة الأزياء الشهيرة، في يونيو/حزيران الماضي، تذكيراً محزنا بأن النجاح لا يضمن السعادة.

وأظهرت الدراسات أن من بلغوا القمة في مجالات عملهم هم الأكثر إصابة بأعراض الاكتئاب أو الاكتئاب السريري الكامل، فأرباب الأعمال وأصحاب المشاريع مهددون بهذه الأمراض، التي قد تؤدي إلى الانتحار، نظراً للضغوطات الهائلة التي يتعرضون لها بسبب طبيعة عملهم، وهي نفس السمات التي جلبت لهم النجاح في المقام الأول.

يقول عالم النفس بيتر بيرسون، إن :"النوبة الاكتئابية تنشأ من مصادر خارجية، كالخسارة الشخصية والأزمات الصحية أو مشاكل في العمل، كما يمكن أن يحفزها التعارض بين القيم الشخصية وإجراءات الشركة التي تعمل بها".

تتفاقم الضغوط التي يواجهها كبار المديرين التنفيذيين بالشركات في عصر وسائل التواصل الاجتماعي الذي نعيش فيه، والتي تتبع أسلوب تضخيم التوقعات وزيادة الضغط على الأفراد أمام جمهور أوسع، بحسب الطبيب النفسي ستيفن بيرجلاس.

وتقول مارلين بودر يورك، الطبيبة النفسية، إن العديد من المديرين التنفيذيين يواجهون صعوبة في التعويل على الآخرين، والكثير منهم واثقون من قدرتهم على إدارة أمورهم بأنفسهم، وآخر ما يريدونه هو ظهورهم في موقف ضعف أمام الموظفين والمستثمرين.

واكتسب الاكتئاب الذي يتعرض له صفوة المديرين التنفيذيين اهتماماً أكبر في وادي السيليكون مؤخرا، حيث يمكن أن تطغى التوقعات العالية لأداء الشركات ورؤوس الأموال المتزايدة للشركات الناشئة وتشكل ضغوطاً كبيرة على مدراء الشركات وكبار التنفيذيين.

وأفادت دراسة حديثة بأن نحو 50 بالمائة من رواد الأعمال يعانون من حالة نفسية صعبة، وأن 30 في المائة منهم لديهم تاريخ مع الاكتئاب.

ووفقاً للطبيب النفسي ستيفن بيرجلاس، يشعر الكثيرون بأنهم سيكونو في موقف مخز إذا ما اعترفوا باصابتهم بالاكتئاب، فما زال الشعور بالخجل ينتابهم لأن الاكتئاب ينظر إليه على أنه ضعف، ويتعمدون إنكار الإصابة به أكثر من تعاطيهم للمخدرات.

وتابع بيرجلاس قائلاً:" ما ينكره هؤلاء الذين لا يعترفون باصابتهم بالاكتئاب أنه يعد مرضاً مثله مثل السكري، وقد يتطلب الحصول على أدوية وعلاجاً نفسياً، وطالما يستخدمون الأنسولين فلماذا يتجنبون العلاج النفسي؟، على حد تعبيره. 
 

نشر