كيف يؤثر الدولار القوي سلبا على الاقتصاد الأمريكي؟

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يُريد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب دولارا أضعف، ولكن السياسة الاقتصادية الحالية ساعدت العملة الأمريكية على اكتساب المزيد من القوة، وهو أمر قد يكون سلبيا بالنسبة للعديد من الشركات الأمريكية الكبرى والصادرات بصفة عامة.

وارتفع الدولار بنسبة قاربت 4.5٪ منذ بداية عام 2018 مقابل العملات العالمية الرئيسية الأخرى، بما في ذلك اليورو والين والجنيه الاسترليني.

الدولار القوي هو علامة على اقتصاد قوي، لكنه يأتي أيضا مع عواقب محتملة، فاستمرار قوة الدولار قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في سوق الأسهم، كما يمثل الدولار القوي مشكلة لكثير من الشركات الأمريكية الكبيرة، لأنه يقلل من قيمة مبيعاتها وأرباحها الدولية.

وحذرت عدة شركات أمريكية كبرى، منها شركة الألعاب هاسبرو، وهارلي- ديفيدسون المُصنعة للدراجات النارية، وجيليت المالكة لبروكتر آند غمبل، وغيرها، من أن قوة الدولار تؤثر سلبا على نتائجهم المالية.

كما يمكن أن يتسبب الدولار القوي في مشكلات للشركات الأمريكية الكبيرة في الداخل، إذ يساعد في جعل المنتجات المستوردة أرخص، مقارنة بمنتجات الشركات المحلية.

على الجانب الآخر، أصبحت السلع الأمريكية الآن أغلى في الأسواق الدولية بسبب قوة الدولار، ما يشكل مصدر قلق لشركات الأجهزة التقنية العملاقة مثل آبل.

وقال جوناثان كورتيس ، مدير محافظ في صندوق فرانكلين للتكنولوجيا: " شركات التكنولوجيا الكبرى هي شركات عالمية تعتمد على الأسواق الدولية، وإذا ارتفعت أسعار الفائدة وتبعها الدولار، فإن ذلك سيقلل من القوة الشرائية للعملاء الأجانب".

وأقر كبير محللي الأسواق في TD Ameritrade، بأن الدولار القوي يمثل مشكلة، لكنه يعتقد أن الواردات الأقل تكلفة للمستهلكين وتجار التجزئة الأمريكيين قد تعوض الأرباح التي فقدتها الشركات متعددة الجنسيات، وأوضح أن تحسن قدرة المواطن الأمريكي الشرائية يُبقي الاقتصاد واقفا على قدميه.

قوة الدولار قد تأتي بنتائج عكسية

ويحذر البعض من أن قوة الدولار مقترنة بسياسات الحرب التجارية المستعرة حاليا مع الصين، يمكن أن تثضعف قوة أمريكا الاقتصادية.

وكتب بريان ليفيت، محلل استراتيجي أول في أوبنهايمر فاندز: "بصرف النظر عن الوضع الحالي، فمازال بوسع الرئيس دونالد ترامب التأثير في السياسة عن طريق بعض الإجراءات مثل الاتفاقيات التجارية بإصدار أوامر تنفيذية، فالتعريفات الجمركية وقوة الدولار يشكلان خطرا على النمو العالمي".

إذا استمر الدولار في الارتفاع ، فقد يؤدي ذلك إلى المزيد من الضغط ليس على الصين فحسب، بل على الأسواق الناشئة الهشة أيضا مثل تركيا والأرجنتين وإندونيسيا، وكل البلدان التي عليها ديونا بالدولار.

وكتبت كاتي نيكسون، كبير مسئولي الاستثمار في نورثن ترست ويلث : "مع اضطراب النمو الاقتصادي الأمريكي وتباطؤ النمو العالمي، قد يؤدي ارتفاع الدولار إلى المزيد من صعوبة الأوضاع المالية خارج الولايات المتحدة وتفاقم نقاط الضعف في الأسواق الناشئة".

قد تصل بنا قوة الدولار إلى التراجع في العديد من الاقتصادات الأخرى حول العالم، وهو ما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى التأثير سلبا على الولايات المتحدة أيضًا.

إذا ما هو موقف ترامب؟

تغيرت مواقف ترامب بشأن الدولار عدة مرات منذ توليه رئاسة أمريكا.

على سبيل المثال ، قال ترامب في يناير/كانون الثاني إنه يريد دولاراً قوياً، ليتناقض مع التعليقات التي أدلى بها وزير الخزانة، ستيفن منوشين، حول فوائد ضعف الدولار للولايات المتحدة.

ولكن في الآونة الأخيرة، أعرب ترامب عن أسفه لقوة الدولار، خاصة مع قيام البنك الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، وهي خطوة تعزز قيمة الدولار، وكتب على تويتر في يوليو/تموز أن أوروبا والصين "تتلاعبان" بعملاتهما.

وباستثناء التباطؤ الاقتصادي الكبير، فمن المرجح أن يرفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة مرة أخرى في ديسمبر/كانون الأول، وعدة مرات أخرى خلال عام 2019، وهذا من شأنه أن يزيد من قيمة الدولار.