تفكر بتغيير مجال عملك؟ إليك بعض الاستراتيجيات

اقتصاد
نشر
6 دقائق قراءة

نشر هذا المقال بالتعاون مع موقع التوظيف الإلكتروني بيت.كوم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يعتبر تغيير مجال العمل خطوة مهمة وصعبة نوعًا ما، إلا أن التخطيط المناسب لها يُمكِّن الباحث عن عمل من بناء مستقبل يتوافق مع أهدافه الشخصية والمادية. ويقوم المهنيون بتغيير وظائفهم باستمرار، فالبعض ينتقل إلى وظيفة أخرى في نفس مجال عمله، في حين ينتقل البعض الآخر إلى وظيفة في مجال مختلف تمامًا عن مجاله.

وفي سبيل معرفة نسبة المهنيين الذين ينوون تغيير مجال عملهم، أشار استبيان إلى أن أكثر من أربعة من كل خمسة (83%) مهنيين في المنطقة قد سبق أن فكّروا بتغيير مجال عملهم، حيث أشار حوالي ثلثي المجيبين (64,2%) بأنه من السهل جدًا تغيير مجال العمل في منطقة الشرق الأوسط.

في الواقع، إن الراتب ليس دومًا السبب الرئيسي الذي يدفع المهنيين لتغيير مجال عملهم، فعندما سئل المهنيون عن السبب الذي يدفعهم لتغيير مجالهم، أشار معظمهم (57,7%) إلى رغبتهم في العثور على شغفهم، يليه الحصول على حزمة تعويضات أفضل (18,1%)، ومن ثم التعلم وتحدي أنفسهم بتجربة أمور جديدة (14,2%)، وأخيرًا العمل في المجالات التي لديها فرص أكثر (8,1٪).

من الطبيعي أن يبحث المهنيون عن وظيفة أخرى متعلقة بمجال اختصاصهم عند رغبتهم في تغيير وظيفتهم الحالية، فمن الممكن استخدام نفس المهارات والخبرات في أكثر من مجال. ويتمثل التحدي الأكبر المرتبط بتغيير مجال العمل في اكتساب المهارات والخبرة المطلوبة (76,4٪)، وإيجاد الوظائف المناسبة (9,5%)، ومعرفة معلومات حول قطاع العمل أو الدور الوظيفي الجديد (2,8%)، وإعادة كتابة السيرة الذاتية والرسالة التعريفية (1,3%)، في حين اختار 8٪ من المهنيين جميع هذه العوامل.

في الواقع، إن العديد من المهنيين الذين يغيرون وظائفهم يميلون للبقاء في نفس مجال عملهم، فقد صرح أكثر من نصف المجيبين (54,6%) أنه من الضروري العمل في نفس مجال تخصصهم، في حين قال 43٪ منهم أنهم لا يمانعون العمل في مجالات مختلفة.

ويعتقد غالبية المجيبون (63,8%) أنه من غير الضروري تلقي تعليمًا أو تدريبًا إضافيًّا قبل تغيير مجال العمل، في حين تعتقد نسبة 20,3٪ بأنه من المهم تلقي تدريبًا أحيانًا، أما نسبة 14,5٪ فقد صرّحت بأنه من المهم دائماً اكتساب مهارات جديدة قبل تغيير مجال العمل. ومن المعلوم بأنه عندما يتمتع المهنيون بالمهارات الضرورية لنجاح الشركات، يصبح تغيير الوظيفة مهمة أكثر سهولة وبساطة.

وعلى الرغم من زيادة عدد المهنيين الذين يفكرون في تغيير وظائفهم، إلا أن معظمهم يأخذون بعين الاعتبار بعض الأمور ويتبعون استراتيجيات دقيقة قبل القيام بهذه الخطوة، إذ يعتقد حوالي نصف المجيبين (47,1%) أنه من الأفضل البقاء في وظيفتهم لمدة عام على الأقل قبل الانتقال إلى وظيفة أخرى، فيما تعتقد نسبة 10٪ أنه من الأفضل البقاء لفترة تمتد من عام إلى عامين، في حين صرح 19,1٪ بأنه يُفضَّل البقاء في وظيفتهم لمدة تتراوح من عامين إلى ثلاثة أعوام قبل تغييرها، أما نسبة 18,8٪ فقد صرّحت بأن فترة بقاء المهنيين في وظيفة معينة غير مهمة.

ومن المثير للانتباه أن المهنيين في الشرق الأوسط عادة ما يقومون بتغيير مجال عملهم في المراحل الأولى من مسيرتهم المهنية، حيث يقوم 70,2٪ بتغيير مجالهم في السنوات الخمس الأولى، في حين يقوم 19,2٪ بتغيير المجال في المراحل المتوسطة (بين خمس وعشر سنوات)، أما الأشخاص الذين يشغلون مناصب إدارية عليا فيصعب عليهم تغيير مجال عملهم، حيث قال 7٪ فقط بأنهم يقومون بتغيير مجالهم بعد العمل فيه لمدة عشر سنوات.

استراتيجيات البحث عن عمل

يتطلب تغيير مجال العمل استراتيجيات وأدوات مخصصة لمساعدة المهنيين في عملية الانتقال. ويتفق معظم الباحثين عن عمل (85,5%) أنه يجب عليهم إعادة كتابة سيرتهم الذاتية عند تغيير وظيفتهم. وكي يتمكنوا من تغيير مجال عملهم بنجاح، أشار المجيبون إلى أنهم يحتاجون إلى مساعدة في كتابة سيرة ذاتية مهنية (53%)، والبحث عن فرص وظيفية جديدة (19٪)، ومعرفة السوق ومجال العمل (4٪).

وتتمثل أول خطوة يجب أن يتخذها المهنيون لتغيير مجال عملهم بنجاح في إنشاء سيرة ذاتية جديدة لمجال العمل المرغوب (81,4%)، واكتساب المهارات التي تنقصهم (6,4%)، والتأكد من أنّ خيارهم في تغيير مجال العمل هو خيار مناسب آخذين بعين الاعتبار خبراتهم السابقة (4,5٪)، وإجراء الأبحاث حول اتجاهات السوق والفرص المتاحة (5,3٪).

ووفقاً للمجيبين، فإن دور مواقع التوظيف عبر الإنترنت يتمثل في توفير الدعم للمهنيين عند تغيير وظائفهم من خلال مساعدتهم على إيجاد وظائف جديدة، وتعلم مهارات جديدة، والتعرّف على مجالات العمل، والحصول على سيرة ذاتية مهنية.