كيف تسببت أوبك في رفع أسعار النفط الأمريكي 40% منذ بداية العام؟

اقتصاد
نشر
3 دقائق قراءة

نيويورك (CNN ) - ارتفعت أسعار النفط في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 40 ٪ منذ عشية عيد الميلاد، وذلك بفضل التخفيضات الضخمة في الإنتاج لدى دول منظمة "أوبك".
وبلغ تعافي أسعار النفط من المسار الهبوطي العام الماضي، علامة فارقة أخرى الأربعاء. وسجل سعر الخام الأمريكي 60 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني، قبل أن ينخفض بنسبة ضئيلة للغاية الخميس ليتداول عند 59.7 دولار.

يأتي ذلك فيما ارتفعت أسعار خام برنت بنحو 28% فقط منذ بداية العام الجاري، ليسجل حاليا 68 دولارا للبرميل مقابل 53 دولارا عشية عيد الميلاد.

ويعكس الانتعاش الكبير لأسعار النفط، في الغالب، فعالية الاستراتيجية التي تنفذها "أوبك" بقيادة المملكة العربية السعودية، إذ اتفقت أوبك مع حلفائها بقيادة روسيا، العام الماضي، على تخفيضات حادة في الإنتاج استجابة لتخفيض الإمدادات الذي نشأ جزئياً عن طريق زيادة الإنتاج الأمريكي.

قال مات سميث، مدير أبحاث السلع في كليبرداتا: "المشاعر الإيجابية من تخفيضات إنتاج أوبك تفوق التأثير الهبوطي لطفرة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة". 

وانخفض النفط الخام إلى 42.53 دولار للبرميل عشية عيد الميلا، بينما انتعشت الأصول الخطرة الأخرى، ولا سيما الأسهم الأمريكية،  منذ ذلك الحين، ولكن ليس بنفس درجة ارتفاع النفط.

وأظهرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأربعاء، انخفاض مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية بمقدار 9.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، ما دفع أسعار النفط في الولايات المتحدة للصعود.

وأعاقت المملكة العربية السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، الشحنات إلى الولايات المتحدة، التي لديها بيانات المخزون الأكثر دقة في الوقت المناسب، بهدف إقناع تجار النفط والمحللين بأن التخفيضات فعالة. وقال سميث: "السعودية توقف التدفقات".

وأعلنت أوبك وحلفاؤها، الإثنين، أنهم سيلغون اجتماعًا مخططًا الشهر المقبل لمناقشة تخفيضات الإنتاج، ما يعد علامة على أن التخفيضات ستظل سارية المفعول لفترة أطول من الوقت.

العام الماضي، كانت دول أوبك قد كثفت الإنتاج بعد أن أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، لكن إدارة ترامب منحت الإعفاءات لكبار العملاء في إيران وأضعفت من تأثير العقوبات.

ويمكن لارتفاع الأسعار أن يثير غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هاجم منظمة أوبك مرارًا وتكرارًا لهندسة أسعار النفط المرتفعة.

وقال سميث: "من المدهش أنه لم يقم بتغريد أي شيء حتى الآن. الكل ينتظر ذلك".