رأي: هل فعلاً تجعلنا صورة سيندي كروفود المليئة بالسيلوليت نتصالح مع شيخوختنا؟

منوعات
نشر
5 دقائق قراءة
رأي: هل فعلاً تجعلنا صورة سيندي كروفود المليئة بالسيلوليت نتصالح مع شيخوختنا؟
Credit: Ron Galelia/Wire Images/Getty Images

بقلم بيغي دريكسلير وهي مساعدة بروفيسور في جامعة كورنيل وباحثة سابقة في الجندرة في جامعة ستانفورد

(CNN) -- قبل عدة أيام، عندما نشرت الصحفية البريطانية شارلين وايت صورة على تويتر، غير معدلة "بالفوتوشوب،" لعارضة الأزياء الأمريكية المشهورة سيندي كروفورد، أشعلت عاصفة من الجدل حول شكل جسم المرأة، مع التقدم في السن.

وأظهرت الصورة كروفورد البالغة من العمر 48 عاماً، بطريقة شهوانية، ولكن ليست كاملة، وليس عليها إلا الملابس الداخلية السوداء، فيما تغطي خيوط "سيلوليت،" أو "تجاعيد،" بطنها وفخذيها. وغرّدت وايت "انحني إلى الأمام، مس سي."

وكان هذا التغيير، بالنسبة إلى الكثير من الأشخاص، موضع ترحيب من أحدث المشاهير التي خضعن لعمليات تجميل. وخلال العام الماضي، عندما ظهرت نجمات هوليوود مثل رينيه زيلويغر واوما ثورمان علناً بوجوه جديدة، انتشرت التكهنات بأنها خضعتا لجراحة تجميلية، وكان رد فعل الجمهور قاسياً.

لذلك ليس من المستغرب، أن يثني الناس على وايت لأنها نشرت علناً صورة كروفورد، وعلى كروفورد لامتلاكها الشجاعة، لإظهار جسمها تحت المجهر.

وقالت وايت لـCNN إن "المرأة تأتي بأشكال وأحجام مختلفة. أعتقد أنه من المهم أن نرى جميع أشكال الجسم على شاشاتنا ومجلاتنا، حتى يوجد لدى الناس انعكاساً حقيقياً، لما يبدو عليه الأشخاص..

ولم تكن الصورة من ماري كلير، كما اعترفت وايت، بل صورة غير منشورة من جلسة تصوير تابعة لماري كلير المكسيك وأمريكا اللايتينة في العام 2013، والتي يملكها ناشر مختلف. وشاركت وايت الصورة، بلا معرفة أو موافقة كروفورد.

والمفارقة هنا، بطبيعة الحال، تتمثل باستخدام وايت ملكية نسخة مملوكة لجسد كروفورد بالطريقة ذاتها التي انتقدت فيها الآخرين على القيام بذلك. وأضافت وايت لـCNN  : أريد أن يعلم الناس أن المجلات ليست مسؤولة عن شعورهم بالسعادة، عندما يتعلق الأمر بأجسادهم، ولكن المجلات أيضا لديها مسؤولية، عن إظهار مجموعة من الصور، وليس لأحد الحق أن يقول للأشخاص كيف يشعرون بأجسادهم."

ولكن، أليس هذا بالضبط ما فعلته وايت؟

أما ملابس كروفورد الداخلية، فأثارت الجدل حول كيف يمكن أن تبدو المرأة الحقيقية.

وإذا كانت وايت قد اجتهدت صحفياً، ألم يكن يجب أن تنتبه إلى شعور المرأة في الصورة بالارتياح، بنشر هذه الصورة الحميمية لها في جميع أنحاء العالم؟

ولا تعرف وايت كيف تشعر كروفورد حيال الصورة، ونحن ما زلنا لا نعرف (عارضة الازياء الشهيرة لم تعلق بعد على الصورة)؟ ولكن، خلال نشر الصورة، استخدمت وايت جسد امرأة لتلبية أجندة شخصية، مفادها أن المجلات يجب أن تنشر صوراً أكثر واقعية للنساء.

وقالت وايت في برنامج "صباح الخير يا أمريكا:" "غردت الصورة، لأنني وجدت أنه أمر رائع، أن نرى شخصاً جميلاً ويمثل رمزاً كبيراً مثل سيندي كروفورد بشكلها الحقيقي."

لا شك أن هذه الصورة قدمت الكثير من الشعور بالراحة للكثير من الأشخاص، أن امرأة من النماذج الأكثر شهرة في العالم تعاني من السيلوليت! وامرأة من الرموز النسائية الأكثر تميزاً، تكبر في السن مثلنا تماماً!

ولكن، من خلال الإشادة بنشر هذه الصورة، هل نعبر عن احترامنا لعملية الشيخوخة، فقط عندما تعكس شيخوختنا، أو عندما تظهر بعض عيوبنا. بعد كل ذلك، ما أحببناه، هو أن سيندي في الواقع لا تبدو بكل ذلك الجمال. هي جميلة، بالتأكيد، ولكن نحن في الواقع، نحتفل بعيوبها.

أما نشر هذه الصورة، والردود التي تلتها، لا تعكس أبداً الشعور بالإلهام. والرسالة الوحيدة التي تكشف عنها الصورة، تتمثل بأن الطريقة الوحيدة للإحتفال بشيخوخة جسم المرأة، بأن نكون شهوداً على عيوبه.

لذلك، دعونا نسمي الأشياء بأسمائها. نحن لا نحب صورة كروفورد لأنها "حقيقية،" بل لأنها تجعلنا نشعر بشكل أفضل حيال أنفسنا.

ولكن، ليست قوة، أن نستخدم عيوب الآخرين لتبرير عيوبنا. نحن نستخدمها لأنها تجعلنا نشعر بشكل أفضل، الأمر الذي بالطبع، لا يمكن أن يكون أقل جاذبية.

* المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي CNN