الممثل المصري طارق لطفي: "الإخوان" ينتهجون طريقة "الحشاشين".. و"بعد البداية" يدور في زمنهم

منوعات
نشر
10 دقائق قراءة
الممثل المصري طارق لطفي: "الإخوان" ينتهجون طريقة "الحشاشين".. و"بعد البداية" يدور في زمنهم
Credit: TarekLotfy/MediaOffice

للاطلاع على الجزء الثاني من الحوار الذي يتحدث فيه طارق لطفي يتحدث عن أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي و"حلم قناة السويس" (اضغط هنا)

 

القاهرة، مصر (CNN) -- طارق لطفي، بطل مسلسل "بعد البداية" كان الحصان الأسود في "دراما رمضان 2015" بشهادة عدد كبير من النقاد، بعد نجاحه في مزاحمة كبار نجوم الدراما المصرية للحصول على لقب "أفضل ممثل".

CNN بالعربية كان لها لقاء مع "لطفي" بعد انتهاء "الماراثون الرمضاني" واطمئنانه على نجاح مسلسله بتقدم أكثر من قناة فضائية لشراء المسلسل كـ"عرض ثان" بعد الأصداء الإيجابية للعمل الذي يناقش قضية الأموال المهربة خارج مصر.

 

دعنا بداية نتحدث عن أسباب اختيارك لفكرة مسلسل تدور أحداثه داخل كواليس الصحافة المصرية لتخوض به سباق رمضان؟

لا أعتبر أن العمل يتوغل داخل العمل الصحفي بشكل كبير، هذا جزء من الأحداث فقط، أما الجزء الثاني هي علاقة الصحافة بالأمن، لكن يظل المحور الأهم في العمل هو مناقشة قضية الأموال المهربة خارج مصر.

 

ولماذا اخترت هذه الفكرة تحديداً رغم كل الأفكار التي عرضها عليك مؤلفون وشركات إنتاج؟

أولاً، اخترت هذا العمل تحديداً لأنه مكتوب بحرفية شديدة جداً، كما أنني لم أخض تجربة "التشويق والأكشن" من قبل، ثانياً، الجمهور لم يتخيل أن "طارق" سيقدم هذا النوع، حتى أن البعض كان يسأل هل سينجح إذا خاض هذه التجربة أم لا؟، ثالثاً، نحن هنا نتحدث عن قضية هامة جداً ألا وهي قضية الأموال المهربة خارج مصر، رابعاً، تعاملت مع المسلسل من البداية كنوع من أنوع التحدي، لكنني وفي الوقت نفسه لم أكن لأختاره لو أنني تعاقدت مع شركة إنتاج أخرى، لأن القائمين على الشركة المنتجة كان لديهم الحماس نفسه الذي كنت أشعر به، وكان لديهم استعداد لدفع أي مبالغ حتى يظهر العمل بالجودة الذي ظهر بها، وفي الوقت نفسه أيضَا لم أكن لأختار العمل نفسه لو لم يكن أحمد خالد هو المخرج.

 

ألا ترى أن المؤلف عمرو سمير عاطف استغل شغف المصريين بقضية الأموال المهربة ووظفها تجارياً في عمل درامي؟

بداية أرفض بشدة لفظ "تجارياً"، لأننا لم نطرح عمل تجاري بالمعنى الحرفي، بل قدمنا عملًا فنياً عن قضية غاية في الأهمية، والمسألة ليست استغلال شغف، بل قضية هامة تحتاج متابعة واستمرارية وجهد من الحكومة حتى تسترد هذه الأموال التي تم تهريبها.

 

هل تعتقد أننا سنسترد هذه الأموال؟

يجب أولاً أن نجد إجابات لبعض الأسئلة، مثل لماذا تم تهريبها من البداية ومتى تم تهريبها ولماذا تم وضعها بأسماء وأكواد في بنوك لم يعلن عنها؟

أنا شخصياً أعتقد أن عدم وجود إجابات واضحة لهذه الأسئلة يدل على وجود شبهه في هذه الأموال، قد يكون مصدرها فساد، أو أموال مسروقة، أو على أقل تقدير لم يدفع عنها ضرائب، لذا القضية بشكل عام هامة جداً خاصة في وقتنا الحالي، لأننا نعيش حالة اقتصادية صعبة، وهذه الأموال سيكون لها تأثير إيجابي على الاقتصاد حال استردادها، كما أنها وبعيداً عن كل ما ذكرت هي حق لنا بشكل أو بآخر كمواطنين مصريين.

 

بالعودة إلى المسلسل هل شخصية الصحفي "عُمر نصر" في مسلسلك "بعد البداية" هي قصة الصحفي المصري رضا هلال الذي اختفى عام 2003 واتهم البعض "نظام ما قبل 25 يناير" بالوقوف خلف اختفاؤه؟

ذكرت أكثر من مرة وأؤكد الآن مرة أخرى، لا يوجد أي علاقة، لكن قد يكون تشابه الوظيفة وأهمية حدث اختفاء شخص من على وجه الأرض هو ما أدى إلى اعتقاد البعض أن المسلسل قصة الكاتب الصحفي رضا هلال.

 

بمناسبة اختفاء رضا هلال في الواقع وعمر نصر خلال أحداث العمل الدرامي هل يشير المسلسل بشكل أو بآخر إلى قدرة وقوة الأجهزة الأمنية في مصر على التحكم في مصائر الأشخاص لمرحلة قد تصل إلى إخفاء شخص من على الأرض رغم أنه ما زال حياً؟

أبداً، والدليل إنك لو شاهدت أول حلقة بشكل جيد ستجد أن هناك صوراً بجوار خبر وفاة "عمر نصر" تشير إلى الزمن الذي تدور خلاله الأحداث.

 

هل تقصد زمن ما قبل ثورة يناير؟

لا، بل بعد ثورة يناير، وتحديدًا خلال فترة حكم الإخوان، لكننا أشرنا للزمن بشكل غير مباشر طوال أحداث المسلسل، لأن كل أجهزة الدولة تعرضت خلال هذه الفترة لضغوط شديدة لتحقيق مصالحهم الشخصية، وللأسف عدد قليل من رجال بعض الأجهزة انصاع بشكل أو بآخر، لكن بالطبع معظم الأجهزة قاومت لصالح البلد.

 

إذن ما سبب تغيير اسم المسلسل من "حسابات خاصة" إلى "بعد البداية" إذا كانت الأحداث تدور في زمن الإخوان؟

وجدنا أن الاسم الجديد أفضل، لأننا اعتبرنا أن الحادث الذي تعرض له "عمر نصر" وإعلان خبر وفاته هو نهاية تاريخ هذه الشخصية، وبداية جديدة في حياته هو نفسه لا يعرف عنها شيئا، لأنه تعرف خلالها على شخصيات جديدة، وأصبح له مستقبل جديد، لذا وجدنا أن الخبر في حد ذاته بمثابة نهاية، وما حدث بعد ذلك بداية جديدة.

 

ولماذا لم تقترح "بعد النهاية" كعنوان للمسلسل؟

"بعد النهاية" يعني أن كل شيء انتهى، لكن ما حدث هو بداية جديدة في حياته وليس شيء انتهى منه، هذا الاسم لا يتوافق مع الأحداث.

 

لماذا تراجعت عن تصريحك الذي ذكرت خلاله أنك "انتظرت البطولة 20 عاماً"، ثم أعقبت ذلك بتصريح "بعد البداية أنهى سطوة النجم وأعاد النص الدرامي لمكانته"؟

لم أذكر هذا التصريح أو ذاك، هذان تصريحان نسبا إليّ لم أذكرهما، الحقيقة أن سؤالاً وجه لي حول سبب تأخر البطولة المطلقة طوال الفترة الماضية، وكانت إجابتي أنها لم تتأخر بل جاءت في موعدها السليم، وأن الله سبحانه وتعالى هو صاحب التوقيت، ودللت على وجهة نظري بأن "ربنا" منحني إياها بهذا الشكل الممتاز الذي تفاعل معه الجمهور بشكل رائع.

 

هل تعتقد أن الجمهور أصبح يفضل المسلسلات التي تعتمد على الحركة والتشويق عن المسلسلات الاجتماعية خاصة مع نجاح هذه النوعية منذ 3 أو 4 سنوات مضت؟

أولاً، هي بالطبع أحد الأنواع الناجحة حالياً وأصبح لها جمهورها وأصبحت تجذب عدداً من المشاهدين، لكن لا أعتقد أن الجمهور يفضلها على حساب المسلسلات الأخرى، والدليل أن المسلسلات الاجتماعية التي عرضت خلال شهر رمضان نجحت أيضًا بشكل لافت، ثانيًا، ستجد أن مسلسل "بعد البداية" به أيضاً حالات إنسانية بجانب عناصر التشويق والإثارة، وناقشنا بعض المشاكل الاجتماعية.

 

ما تفاصيل مشروعك السينمائي الجديد "الحشاشين"؟

حلم أتمنى تحقيقه منذ 4 سنوات، وتحديداً بعد ثورة 25 يناير وظهور جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية المتطرفة، لأن الحاضر أحياناً ما يساعدك على تذكر ما سبق وقرأته في التاريخ، و"الحشاشين" باختصار هي أول جماعة اغتيال سياسي في الدين الإسلامي، ظهرت على حدود العراق وإيران وانتشرت حتى وصلت الشام وأثرت على مصر بشكل كبير، وكان يتولاها شخص يدعى حسن الصباح، ثم تولى أمرها بعد وفاته شخص يدعى الشيخ السناني، وهذه الجماعة حاولت اغتيال صلاح الدين الأيوبي 3 مرات، والفكرة الأساسية أن مؤسس الجماعة اعتمد على غسيل عقل أتباعه عن طريق الدين، لدرجة أنه بنى لهم جنة صناعية فوق جبل تتكون أرضيتها من الرخام الأبيض وبها أنهار من العسل والخمر وبها فتيات أطلق عليهم "حور عين"، وكان يحرق بها كمية كبيرة جدًا من مخدر الحشيش يوميًا.

 

لكنها فكرة مكلفة إنتاجياً جداً؟

وهذا سبب توقف تنفيذ المشروع حتى الآن لأن التكلفة يجب أن يتم توزيعها بين أكثر من شركة إنتاج، فكرة هذا الفيلم على سبيل المثال هي ما تجعلني على يقين من ضرورة دعم الدولة للفن، لأن تنفيذ هذا المشروع يعني أن الجمهور سيقرأ التاريخ من خلال عمل فني، ونشرح لهم من خلاله أن ما يحدث الآن سبق وحدث قديمًا من خلال جماعة أطلق عليها "الحشاشين".

 

هل تقصد أنهم كانوا ينتهجون طريقة داعش والإخوان؟

بالطبع مما لا شك فيه، لأنهم كانوا طامعين في الحكم، وضحكوا على الناس باسم الدين واستخدموا الاغتيالات للوصول إلى مطامعهم الشخصية، ومشكلة تنفيذ المشروع الحقيقية تكمن في صعوبة تكفل منتج واحد بتنفيذ هذا المشروع، خاصة أن العمل لن يحقق أي مردود مادي، لذا أرى أن هذا المشروع يجب أن تدعمه الدولة، والقوات المسلحة، وجهاز المخابرات، لأن هذا جزء من حربها ضد الإرهاب، كما يجب أن تدعمه وزارات الثقافة والإعلام والتجارة والسياحة، أي يجب أن تدعمه الدولة بكل أجهزتها لأنه قراءة في تاريخ قديم لكنه يحدث الآن.

 

ولماذا يردد البعض أن الفيلم غنائي إذا كانت قصته ليس لها علاقة بالغناء من قريب أو من بعيد؟

ليس غنائياً بالمعنى المفهوم، لكن فكرة الفيلم صعبة والمشاهد بها كثير من الدم، فاقترحنا تخفيف الأحداث، وتوصلنا إلى أن نقوم برصد 12 ساعة فقط من عمر الجماعة يتخللها بعض الأغنيات كنوع من التخفيف.