حساب "فيسبوكي" مزّور يثير البلبلة.. الدراما التركية المدبلجة للسوريّة "باقية وتتمدد"

منوعات
نشر
3 دقائق قراءة
حساب "فيسبوكي" مزّور يثير البلبلة.. الدراما التركية المدبلجة للسوريّة "باقية وتتمدد"
Credit: dubai tv

دمشق، سوريا (CNN)- أثيرت موجة من ردود الأفعال الغاضبة بين أوساط بعض الفنّانين السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيّام الثلاثة الماضية، حول ما قيل عن مصادقة مجلس الشعب السوري على قرار يحظر دبلجة المسلسلات التركيّة إلى اللهجة السوريّة.

ولم يتوقف الجدل رغم تكذيب جريدة "السفير" اللبنانية للخبر، عندما بادرت بالاتصال بنائب البرلمان الشيخ أحمد شلاش، باعتبار أن المصدر الوحيد للمعلومة، تدوينة منسوبة له في حسابٍ "فيسبوك" يحمل اسمه، لكنّه أكدّ للجريدة بأن الحساب "مزيّف"، وهكذا قرار "لم يبحث خلال الجلسة البرلمانيّة الأخيرة."

اللافت بالأمر أنّ تداول التدوينة المزيفّة لـ"شلاش" كان أوسع نطاقاً من انتشار تكذيبها، وما بني عليها من أخبار، قوبلت بموجة من السخريّة والاستغراب، وربما ما ساهم في ذلك، حساسيّة الموضوع بالنسبة لمئات الفنّانين والفنيين السوريين الذين يعتاشون على الدوبلاج في سوريا.

وازدهرت صناعة دبلجة الدراما التركية للهجة السورية قبل نحو 11 عاماً، حينما بدأت تأخذ حيزاً متنامياً من ساعات بث المحطات العربيّة.

ورغم دخول أعمال درامية أخرى لاتينية وهنديّة وكوريّة وإيرانية على الخط ذاته، لكّن التركي منها يبقى الأكثر رواجاً، لدرجة أن "دول بيتكلموا تركي"؛ أصبحت نكتة رائجة في مصر تشير إلى السورييّن، وهذا ما التقطه النجم المصري أحمد مكي، في خامس أجزاء مسلسله الكوميدي الشهير "الكبير أوي."

ربمّا انقلب الحال في سوريا مؤخراً، من حالة الاتهام لشركات الدوبلاج بسحب البساط من الدراما السوريّة، وتقليل فرص عرضها على المحطّات العربيّة، عبر العمل على توسيع انتشار المسلسلات التركية المدبلجة، والذي كان محور جدلٍ خلال  سنوات ما قبل الحرب في أوساط الفنّانين السوريين.

واتهمت تلك الشركات بفتح الأبواب على اتساعها لـ"الغزو الثقافي التركي للعالم العربي"، إلى حالة خشية من توقّف باب رزق مستمر تعتاش عليه مئات العائلات، وسط الأضرار الكبيرة التي لحقّت بصناعة الدراما السوريّة في السنوات الأخيرة، جرّاء المصاعب التسويقية بفعل تحكّم محطّات العرض الكبرى متذرّعة بدعوى مقاطعة الأعمال التي تصوّر  بسوريا (رغم فشل المقاطعة)، وانتشار أعمال "البان آراب"، ونزوح قطاعٍ كبير من القائمين على هذه الصناعة إلى لبنان، ودولة الإمارات، ومصر.

لكن لا شيء يدعو للقلق بهذا الخصوص، أقلّه في المدى المنظور، فالدراما التركية المدبلجة للسوريّة باقية وتتمدد، مادامت تحافظ على رواجها في المحطّات العربية الكبرى، والخبر الذي أشرنا إليه بدايةً، ليس إلا زوبعة في فنجان، رغم أنّ هناك مَنْ لازال يعبر عن قلقه من الفنانين السوريين متكئاً على المقولة الشهيرة "ما في دخان بلا نار."