تامر حسني لـ CNN: "الرقص بالأسلحة" ظاهرة قديمة.. ولهذه الأسباب قررت عدم الغناء في "أهواك"

منوعات
نشر
18 دقيقة قراءة
تامر حسني لـ CNN: "الرقص بالأسلحة" ظاهرة قديمة.. ولهذه الأسباب قررت عدم الغناء في "أهواك"
Credit: Tamer Hosny/Media Office

غدا في الجزء الثالث.. تامر حسني يواصل حواره مع CNN بالعربية عن مشروعاته المستقبلية وأسرته ولماذا يرفض عمل ابنتيه في الفن!

القاهرة، مصر (CNN)-- في الجزء الثاني من حواره لـ CNN العربية، يعبر الفنان تامر حسني، عن رأيه في انتشار ظاهرة "الرقص بالأسلحة" في بعض الأحياء المصرية، وعن "الأسس الخاطئة" لاختيار الأفلام في المهرجانات المصرية، وهي القناعات التي توصل لها بعد تقديمه 7 أفلام سينمائية خلال مشواره، تخطى إيرادات بعضها حاجز عشرين مليون جنيه.

 

هل اهتمامك بفكرة الفيلم والصورة تشير بشكل أو بآخر إلى أن خطوتك المقبلة ستكون المنافسة في أحد المهرجانات السينمائية؟

في الحقيقة أتعجب من طريقة ترشيح الأفلام للمهرجانات، وتحديدا في مصر، وعادة ما أشعر أن التقييم يتم على أسس غير واضحة، خاصة أن معظم الأفلام التي تحصل على جوائز من مهرجانات مصرية لا تنجح تجاريا في دور العرض، كما أتعجب أيضا من الارتباط الشرطي بين ترشيح فيلم لا يفهمه العامة وبين حصوله على جائزة من مهرجان ما، ولا أعلم في الحقيقة هل من الضروري أن يتم تقديم فيلم يناقش فكرة كونية ليحصل على جائزة؟.

 

هل تعتقد أن الخطأ يقع على عاتق صناع هذه الأفلام أم على إدارة المهرجان؟

أشعر أن صناع هذه الأفلام أنفسهم لا يفكرون في مخاطبة الشريحة الكبرى من المشاهدين، بل يستهدفون فئة بسيطة، وهي الفئة التي نراها تصفق في نهاية الفيلم، وفي الحقيقة أتعجب "إنتوا بتصقفوا على إيه؟" هل توحدوا مع قصة الفيلم أم أنهم قضوا مدة الفيلم في فهم المعنى الخفي الذي يقصده المؤلف أو المخرج؟.

 

لكن ترشيح الأفلام لأي مهرجان تقوم به اللجنة المنظمة التي تختار الحكام؟

هناك ضرورة لتغيير أسس ترشيح الأفلام، وأرجو أن يتعامل البعض مع وجهة نظري بمثابة رسالة مني للقائمين على المهرجانات المصرية تحديدا، وأتمنى عليهم أن تنصب اختياراتهم خلال الفترة المقبلة على الأفلام التي تحمل خطا دراميا لطيفا يتوحد معه الجمهور، وهذا النوع صعب، خاصة أن العاملون في صناعة السينما يعلمون أن التأثير على الجمهور سهل جدا، ويكفي على سبيل المثال أن يموت "البطل" في نهاية الفيلم ليبكي المشاهد في قاعة العرض، لكن من الصعب جدا رسم ضحكة حقيقية على وجه المشاهد، بل والأصعب أن تجد فيلما يضحك على "إفيهاته" جمهور وطن بأكمله، سواء كان من المغرب أو الجزائر أو لبنان أو الإمارات أو مصر، لأنك ببساطة قد "تستتقل دم" من يحاول إضحاكك، لكن وفي الوقت نفسه لا أنكر أن لدينا فنانون ناجحون في إضحاك الجمهور المصري، لكن تظل أفلامهم غير مفهومة خارج مصر، لأنهم يستهدفون الجمهور المصري فقط.

 

وما مقاييس الفيلم الناجح من وجهة نظرك؟

"الشطارة الحقيقية" تكمن في حصول فيلم على جائزة من مهرجان، يتبعه نجاحا جماهيريا عند طرحه في دور العرض، وهما شرطان لن يتحققا للأفلام التي تخاطب جمهور النخبة، وهو ما يترتب عليه في النهاية عدم نجاح توزيع الفيلم خارجيا، لأن الشعب العربي كله جمهور واحد، ويجب المخاطبة بصيغة الجمع لا باستهداف جمهور معين.

 

وهل ترى أن اختيار فيلمي "الليلة الكبيرة" و"من ضهر راجل" للمنتج أحمد السبكي خطوة جيدة؟

ترشيح أي فيلم مصري لأي مهرجان دولي شرف كبير لمصر وللمصريين، وعلينا دعم أي فيلم يتم ترشيحه لأي مهرجان، وأتمنى أن تحصد هذه الأفلام الجوائز، كما أتمنى نجاحها بعد طرحها في دور العرض كي تكتمل الصورة، لكنني هنا أتحدث عن أسس وقواعد اختيار الأفلام في المهرجانات، خاصة أننا اعتدنا منذ الصغر على حصول أي فيلم لا تفهمه الشريحة الأكبر من الجمهور على جائزة، وهذا أمرا غير مفهوم في الحقيقة، هل يحصل الفيلم على جائزة لأنه عبر عن لجنة التحكيم أم لأنه عبر عن الجمهور؟ هناك أمرا غير منطقيا من وجهة نظري على الأقل.

 

بمناسبة "السبكية" كيف ترى الهجوم الذي تتعرض له أفلامهم ووصفها بأنها "تفسد الذوق العام للفن المصري"؟

بداية، أرفض بشكل قاطع أي فيلم يعكس صورة سلبية عن الشعب المصري أو العربي، وللأسف هناك عدة جهات إنتاجية وقعت في خطأ تقديم هذه النوعية من الأفلام، وكي أكون واضحا وصريحا فيما يخص أفلام "السبكية" تحديدا، أعترف أن هناك أفلاما أنتجتها العائلة لا أفضلها وانتقدتها كثيرا، لكن في الوقت نفسه لا يستطيع أحد إنكار إنتاجهم لأفلام جيدة نجحت بل وترسخت في عقول الجمهور، وما يخصني هنا في الحديث فيلمي الجديد "أهواك" مع "رنا" ابنة محمد السبكي، لأنها مدرسة إنتاجية جديدة كما ذكرت لك من قبل، والحمدلله نجح الفيلم وحقق أعلى إيرادات.

 

هل هذا يعني أنك من المؤيدين لفكرة عدم نقل الواقع إلى شاشة السينما حتى لو كان سبيلا لمناقشة مشكلة أو ظاهرة؟

أؤيد هذا الاتجاه بالطبع، خاصة أن مشاكلنا في الوطن العربي كثيرة، ولا يوجد مبرر واحد يجعلنا ننقل كل ما يسيء لنا إلى شاشة السينما أو التليفزيون، دعني أتحدث على سبيل المثال عن ظاهرتي البلطجة والرقص بالأسلحة، الجميع يعرف أنهما ظاهرتان موجودتان في بعض المناطق منذ سنوات طويلة، ولا يوجد ممثل اخترعها أو اكتشفها، لكن الجمهور دائما ما ينسبها للفنان الذي قدمهما لهم على الشاشة، خاصة أنني أؤمن جدا بأن أي ظاهرة ستظل مختفية وكامنة وغير منتشرة إلى أن يتم تقديمها على الشاشة لتتحول بعدها إلى "موضة"، أضف إلى ذلك أن الخط الدرامي لهذه الأفلام يخاطب نفسية المشاهد وهو ما يجعله يتعاطف مع الشخصية، ودائما ما يستند صناع هذه الأفلام على قتل البطل في نهاية الفيلم أو إلقاء القبض عليه باعتبار ذلك الدرس المستفاد من مخالفة القانون، وهذا خطأ كبير بالطبع، ليست هذه الطريقة المثلى لتوعية الجمهور، لذا، أطلب من أي فنان أو شركة إنتاج تقديم الإيجابيات كما يقدمون السلبيات، وبالمناسبة حديثي غير موجه لـ"السبكية" فقط، بل لجميع الجهات الإنتاجية، وهناك ضرورة ملحة لأن تظهر شركات أخرى تقدم أفكارا بديلة لتتعادل كفتي الميزان على الأقل.

 

وما رأيك في البرامج التليفزيونية التي تحتوي على هجوم ضد البعض؟

أرفض توجيه أي إساءة لأي شخص في أي برنامج تليفزيوني، سواء من مقدم البرنامج أو الضيف، هذا شيء لا أقبله تماما، مهما كان المبرر أو الدافع.

 

إذا عدنا لفيلمك "أهواك" مرة أخرى هل كنت تتوقع أن يكسر حاجز أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية؟

لم أكن أتوقع، لكن لا أنكر أنه كان حلما يراودني.

 

طبقا للأرقام أنت المطرب الوحيد الذي تجاوزت إيرادات كل أفلامه 10 مليون جنيه وتجاوز النصف الآخر حاجز الـ 20 مليون جنيه كيف تنعكس تلك الأرقام على خطواتك السينمائية مستقبلا؟

مسؤولية كبيرة بالطبع، وتتطلب مني دأبا شديدا بشكل مستمر، ودراسة كل خطوة بتأني، خاصة أنني أواجه نفسي، وأنت تعلم أنني قررت عدم خوض أي تجربة سينمائية جديدة عندما وصلت لحالة من عدم الرضا عن الجزء الثالث لفيلم "عمر وسلمى" رغم تحقيقه لإيرادات جيدة، وفضلت الابتعاد 3 سنوات حتى أعود بفكرة فيلم ترضيني.

 

هل اعتبرت تحقيق "تريلر" الفيلم لمليون ونصف مشاهدة على يوتيوب بعد طرحه مباشرة مؤشرا لنجاحه؟

التعليقات الإيجابية بعد طرح الفيلم كانت مؤشري الحقيقي للنجاح وليس عدد مشاهدات "التريلر" على "يوتيوب"، لأنني أتعامل مع الإيرادات باعتبارها سلاحا ذو حدين، هناك أفلاما على سبيل المثال حققت إيرادات كبيرة بعد طرحها، لكن كل التعليقات كانت سلبية، وهذا يحدث عندما يكون لدى فنان ما رصيدا ومصداقية، فيتهافت الجمهور على أي عمل جديد يطرحه، قبل أن يكتشف أن هذا العمل لم يكن على المستوى الذي كان ينتظره، لذا الأرقام "تُخض" ولا تدعو للاطمئنان، لكن التعليقات الإيجابية تطمئنني بشكل أكبر.

 

لماذا خلى الفيلم من الأغاني كما اعتدت في أفلامك؟

تحدثت كثيرا مع محمد سامي، وتوصلنا إلى قرار عدم الغناء في الفيلم استنادا إلى تقديمي لشخصية بعيدة عن الغناء تماما، وبلغنا محمد السبكي بقرارنا، وشرحت له ضرورة التجديد والابتعاد عن النمط السائد، "مش لازم يعني أبص للممثلة وأحب فيها وأنا بغني"، هناك نضوجا فنيا يجب أن يشعر به المشاهد، لكن ما أن سمع "السبكي" رأينا فوجئنا به يقول: "انتوا هاتخربوا بيتي، انتوا مش فاهمين حاجة"، فاجتمعت مع "سامي" مرة أخرى، وراجعنا ما قاله "السبكي" وترددنا في الحقيقة، لأننا على يقين من أن "السبكي" منتجا "شاطر" يفهم السوق جيدا، وقد يكون نحن على خطأ.

 

إذن كيف أقنعته بوجهة نظرك؟

تصادف وجودي و"سامي" مع بعض الأصدقاء في أحد الأيام، وطرحنا عليهم فكرة غنائي في الفيلم من عدمه، فاجتمعوا على ضرورة غنائي، وهنا شعرت بتردد أكبر لتوصلهم جميعا لرأي واحد، لكنني وفي الوقت نفسه، كنت أؤمن بوجهة نظري كفنان، وبالموهبة التي منحني الله إياها التي تجعلني أسبق أي متلقي، لأن هذا دوري كفنان، أن أسبق المتلقي، رغم أنني أؤمن أيضا في الوقت نفسه أن وجهة نظري قد تكون خاطئة في وقت ما بسبب حماس زائد، أو تقديم أكثر من فكرة جديدة في عمل واحد، وهو ما يؤدي إلى تطوير مبالغ به يشتت المشاهد، لكنني تحدثت مع هؤلاء الأصدقاء بهدوء واستندت في شرحي لهم على تجسيدي لشخصية "آدم" في المسلسل ثم سألتهم: "هل كنتم ستتوحدون مع شخصية آدم إذا قدم أغنية للتعبير عن موقف درامي ما خلال الأحداث؟ فجاءت إجاباتهم واحدة: "لأ طبعا هو مالوش أي علاقة بالغنا"، وهنا اقتنع الجميع، وقالوا لي "يبقى نشوف ونحكم"، وهذه الجملة أحترمها جدا، لأن هذا دليل على أنني أتحدث إلى متلقي لا يفضل التوقع ويميل أكثر إلى الحكم بعد المشاهدة، وهنا اتخذنا القرار بوجود أغنية دقيقتين خلال الدراما مثل أي عمل قد يتخلله أغنية، والحمدلله الأغنية لاقت نجاحا كبيرا.

 

محمود حميدة قدم لأول مرة خلال الفيلم أول شخصية كوميدية صريحة في مشواره الفني كيف جاء هذا التعاون؟

أستاذ محمود حميدة إضافة كبيرة للفيلم، لأنه فنان لديه الكثير من الموهبة، وكنت طوال الوقت أتخيله في شخصية كوميدية، لأنه يتمتع بخفة ظل كبيرة، وكما تعلم من وهبه الله بـ"حس كوميدي" يشعر بمن يشبهه، لذلك بمجرد اقتراح محمد سامي لاسم الأستاذ "حميدة" صفقت كثيرا، وقلت له: "أتمنى من كل قلبي أن يوافق على هذا الدور"، خاصة أن الشخصية صعبة لظهورها في النصف الثاني من الفيلم، لكنني كنت على يقين من أن فنانا كبيرا مثل محمود حميدة لا يشغله الكم بل الكيف، وبالفعل عندما قرأ الأستاذ "محمود" السيناريو أبدى سعادته بالفكرة وبالشخصية، ووقع على العقد، وبدأنا التصوير، وكانت أياما رائعة واستفدنا منه كثيرا بالنصائح التي قدمها لنا، كما وجهنا في عدة نقاط، واحتضننا جميعا، لذلك عندما أنهى تصوير مشاهده شعرنا بحزن لأننا سنواصل التصوير دون وجوده، وفي الحقيقة لقد تشرفت بالفعل بالتعاون معه.

 

كان تعاون غادة عادل معك أيضا أمرا غير متوقع ورغم ذلك تركتما أثرا إيجابيا لدى الجمهور كيف جاء ترشيحها للشخصية الرئيسية أمامك في الفيلم؟

هذا بالضبط ما كنت أتحدث عنه معك منذ قليل، وهو عدم التوقع، والأفضل المشاهدة أولا قبل الحكم على أي عمل، خاصة أن هذا الاندهاش أصاب أناس كثيرون وليس أنت وحدك، واختيار "غادة" نابع من ضرورة التجديد والتطوير، لأن جزء من دور الفنان أن يفاجئ المتلقي، والنجاح يأتي من عدم التوقع كما ذكرت لك، لذا لم يكن أحد ليتخيل ترشيح "غادة" للعمل معي في هذا الفيلم، لكن بعد مشاهدة الفيلم الكل أجمع أنها كانت الأنسب والأفضل لهذا الدور، والحمدلله كان اختيارا صائبا ووجهة نظر فنية صحيحة بالتعاون مع "سامي".

 

لكن غادة لم تكن المرشحة الوحيدة أليس كذلك؟

هذا صحيح، رشحنا أكثر من اسم، لكن "غادة" كانت مرشحة أيضا، ولعل سبب تأخرنا في عرض فكرة الفيلم عليها يعود لانشغالها بتصوير مسلسل "العهد"، وهو ما جعلنا مترددين لصعوبة انتهاء أي فنان من تصوير مسلسل والبدء مباشرة في تصوير فيلم، لكننا في النهاية توصلنا إلى عرض الفكرة عليها وانتظار ردها، وعندما زارها محمد سامي لشرح فكرة الفيلم، أعجبت جدا بالعمل، وفوجئت بمحمد سامي يخبرني هاتفيا بموافقتها، وقال لي "غادة هاتمضي بكرة"، فسألته هل هناك أي ملاحظات؟، فقال لي "بالعكس، دي مبسوطة جدا وقالت دي أحسن فكرة ممكن أقدمها مع تامر"، ولعل موافقتها كانت إشارة جديدة لي بالنجاح.

 

هل مناقشة الفيلم لفكرة وقوع سيدة مُطلقة في حب شاب كان مقصودا باعتبارها قضية لها بعد اجتماعي وبدأت تنتشر مؤخرا في مجتمعاتنا العربية؟

في الحقيقة هذا الخط الدرامي كان مقصودا، لأن هناك عددا كبيرا من المطلقات انفصلن عن أزواجهن في سن صغير، لدرجة أن البعض إذا شاهدها وابنتها في مكان ما يعتقد أنهما شقيقتان وليس أم وابنتها، وبعض هؤلاء المطلقات يفضلن عدم الزواج والتفرغ لبناتهن أو أبنائهن، وهذا تفكير إيجابي بالطبع، لكننا قررنا معالجة وجهة نظر المجتمع السلبية ضد المطلقات أو الأرامل بشكل كوميدي خفيف.

 

هل لك أن تشرح باستفاضة؟

البعض ينظر إلى هؤلاء المطلقات باعتبارهن يصلحن للزواج العرفي فقط، أو صداقة عابرة لفترة، لكننا في الفيلم أكدنا أنهن يستطعن الزواج مرة أخرى حتى لو من شاب لم يسبق له الزواج من قبل،  بل وقد تجد إحداهن شابا يبذل كل ما يستطيع لنيل رضاها وكأنها فتاة صغيرة، قد نكون ناقشنا القضية "بخفة دم" لكن مضمونها عميق جدا، خاصة أن نسبة المطلقات في مجتمعنا الشرقي ارتفعت كثيرا مؤخرا طبقا للإحصائيات، فقررنا إيصال رسالة إلى كل من تتشابه ظروفها الحياتية وظروف البطلة أن الحياة ممتدة ولم تنته، ولا يزال أمامها العمر لتعيش سعيدة مع الشخص الذي يستحقها، وهذا أيضا دور الفنان، أن يساهم في تغيير الأفكار الخاطئة  التي اعتدنا عليها في المجتمع، لا لشيء سوى أننا اعتدنا سماعها، وأنا شخصيا أرى أن الأنثى كائن غالي يستحق بذل مجهود لإرضائه.

 

سبق وزرت استديوهات يونيفرسال في الولايات المتحدة هل ترى أن هناك فجوة بين صناعة السينما في الولايات المتحدة والوطن العربي؟

عندما تعرفت إلى النجم الأمريكي آل باتشينو منذ بضع سنوات عن طريق أصدقاء مشتركين، جمعتني معه جلسة مطولة بعد حضور العرض الخاص لفيلمه الجديد آنذاك، بحضور "رون ميور"، رئيس استديوهات يونيفيرسال في الولايات المتحدة، وطلبت من "آل باتشينو" الاستماع إلى وجهة نظره في كيفية تطوير السينما المصرية، فقال لي: "على دول الشرق الأوسط أن تنتج أفلاما للعالم كما فعلت الهند إلى أن أصبح لديهم بولي وود"، وفي الحقيقة حزنت كثيرا لهذا، لأن حديثه هذا يعني أننا أضعنا سنوات من عمرنا في السخرية من الأفلام الهندي، وفي النهاية هذه الأفلام وصلت للعالمية ويتم تصديرها لمعظم دول العالم، بل وتحصد الجوائز في مهرجانات عالمية، بينما نكتفي نحن بترديد جمل تشبه "إنت فاكرني هندي ولا إيه؟" أو "إيه الفيلم الهندي اللي بتحكيه ده؟"، في الحقيقة هذه إحدى سلبيات مجتمعنا العربي، السخرية دون عمل أو تطوير، وللأسف لا يزال أمامنا وقتا طويلا للوصول إلى "تكنيك" "هولي وود" أو "بولي وود"، وفي هذا الاجتماع عرض عليّ رئيس استديوهات يونيفرسال التعاون في أي فيلم، من خلال تقديمه لكل المعدات والتقنيات الحديثة بمقابل مادي بسيط، إذا تصادف تصويري لفيلم في الولايات المتحدة، وأعتقد أن العرض لا يزال ساريا.