وليد جنبلاط "وجد الحل" لمشكلة الحشيش في لبنان.. الى أين يا بيك؟

منوعات
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير مروان أبو عواد
وليد جنبلاط "وجد الحل" لمشكلة الحشيش في لبنان.. الى أين يا بيك؟
الزعيم الدرزي وليد جنبلاطCredit: GETTY IMAGES

هذا المقال بقلم مروان أبو عواد، محرر صفحات التواصل الاجتماعي لموقع CNN بالعربية، والآراء الواردة أدناه لا تعكس بالضرورة وجهة رأي شبكة CNN.

لن ينسى اللبنانيون فضلك عليهم يا وليد بك اذا ما استطعت أن تشرّع لهم حشيشة الكيف "الماريغوانا" في مثل هذه الظروف التي يعيشونها، فقد تكون هذه النبتة الوحيدة القادرة على جعلهم ينسون، ولو للحظات، كم المصائب التي يواجهونها كل يوم.

الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أحد أبرز اللاعبين السياسيين في لبنان اليوم، أطلق يوم السبت سلسة تغريدات عبر حسابه الشخصي على تويتر، قال فيها إنه وجد الحل لمشكلة الحشيش في البقاع، مطالبا بعقد جلسة تشريعية فوق العادة للبرمان لتشريع زراعة الماريغوانا في لبنان، على غرار ما تعتزم كندا القيام به.

النائب جنبلاط، وعلى طريقته الساخرة،  قال إن هذه الجلسة يجب أن تعقد بأسرع وقت حتى قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، واقترح تعيين نوح زعيتر (بإشارة ساخرة إلى زعيتر، أحد أبرز المطلوبين بتهمة الاتجار بالمخدرات في البلاد) قنصلاً فخرياً في كندا لتسويق هذا المنتج، الذي وصفه بالذهب الأخضر. وحرص جنبلاط على وصف زعيتر بأنه "نسيبه" بسبب زواج نجله من فتاة تنتمي للعائلة نفسها.

ما من شك أن العائد المادي لهذه التجارة مجز جداً، ولبنان بأمس الحاجة لمصادر جديدة من الأموال تغذي خزينته، لكن ماذا لو حصل ما يطالب به جنبلاط؟ هل البلاد بوضع أمني واجتماعي يسمح باقرار قانون كهذا؟ هل لدى لبنان القدرة على ضبط الاستهلاك الطبي لهذه المادة من قبل المواطنين؟

شاهد هذا الفيديو: كيف تعمل الماريغوانا في الدماغ؟

لقد شرّعت العديد من الولايات الأمريكية استخدام الماريغوانا مؤخراً، كما أعلنت كندا على لسان رئيس وزرائها الأسبوع الماضي انها تعتزم القيام بالشيء نفسه. وهناك العديد من البحوث الواعدة حول الاستخدام الطبي للماريغوانا التي يمكن أن تؤثر ايجابا في عشرات الآلاف من الأطفال والبالغين، بما في ذلك علاج السرطان والصرع ومرض الزهايمر. وفيما يتعلق بالآلام التي نواجهها، يمكن للماريجوانا ان تقلل كثيرا من حوادث تعاطي الجرعات الزائدة من المسكنات، التي تعتبر من أكثر أسباب الوفاة في بعض البلدان.

لكن لبنان بكل تأكيد غير قادر اليوم على استيعاب وتطبيق هكذا قانون في ظل الشلل الذي يعيشه على كافة المستويات. فهناك العديد من الأشخاص الذين يموتون على أبواب المستشفيات التي ترفض ان تستقبلهم، وآخرون يعانون من أمراض عادت تنتشر في البلاد بعد ان اعتقدنا أننا انتهينا منها. فهل نزيد عليهم أشخاصا جدد يعانون من جرعة زائدة من الحشيش الذي سيصبح تناوله بكمية محددة، مشروعاً؟

إن أرجحية إساءة استخدام الماريغوانا أعلى من الكوكايين والميثامفيتامين، ويمكن أن يترتب على استخدامها الإدمان النفسي أو البدني الشديد، وفقا للإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات. لذا فإن تأمين البنية التحتية وتأهيل المواطنين لاستيعاب الفائدة المرجوة من هذا الأمر، يجب أن يسبق حتى التفكير بعقد جلسة لتداول امكانية تشريع هذا النوع من المخدرات.

قد يهمّك أيضاً.. شاهد: ما الأسوأ.. الماريغوانا أم الخمر؟

تغريداتك يا حضرة النائب التي تحتوي الكثير من الألغاز كعادتك، يتابعها اللبنانيون ويتفاعلون معها بشكل كبير، واذا كانت هذه المرة قد جاءت على سبيل المزاح، فقد أعلنتَ في السابق عن تأييدك لهذا الأمر بشكل واضح. لذا فقد يكون من الأفضل أن نعمل اليوم على إقرار قانون للتأمين الصحي على سبيل المثال والتمثّل بما قامت به الولايات المتحدة على هذا الصعيد، بدلاً من أن نقفز خطوات غير محسوبة تجعل أحدهم يسألك، مستخدماً عبارتك الشهيرة: الى أين؟ .. مع الكثير من الرموز التي تعجّ بها تغريداتك.

نحن بكل تأكيد ضد التقوقع ومع أن نواكب العصر والتقدم السريع الذي يشهده العالم على صعيد الطب، لكن الطريق لحل أزمة الحشيش التي يعاني منها لبنان لن تكون بتشريعه في ظل الوضع الذي نعيشه اليوم. فقبل ان نصل الى هذا المستوى، قد يكون من المفيد ان تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها وأن لا يبقى هناك أماكن ممنوع عليها دخولها، وبخاصة تلك التي يتزعمها زعيتر الذي أشرت اليه.

فليكن انتخاب رئيس للجمهورية وتحييد لبنان عن خطر الجماعات التكفيرية التي تحيط به أولوية! فلنجعل من لبنان واحة سياحية آمنة يتمنى ان يقصدها كل سائح، ولنجعل منه وطنآ صالحا للعيش لأبنائه بدلا من أن يهربوا منه. فحتى لو كانت هذه كلها أمنيات نحلم بها، لكن التغريد حولها له الأولوية على المطالبة بتشريع استخدام الحشيش في الوقت الراهن!