مخرج فيلم "اشتباك": الفيلم لا يحمل رسائل سياسية وتوم هانكس أنقذ الفيلم مرتين

منوعات
نشر
9 دقائق قراءة
مخرج فيلم "اشتباك": الفيلم لا يحمل رسائل سياسية وتوم هانكس أنقذ الفيلم مرتين
Credit: Courtesy of Eshtebak Facebook

القاهرة، مصر(CNN)-- أثار فيلم "اشتباك"، الذي عرض في مهرجان كان، لمخرجه ومؤلفه، محمد دياب، حالة كبيرة من الجدل المتباين داخل مصر، إذ هاجمه التلفزيون المصري قبل عرضه، فيما أشاد به النقاد، وحقق نجاحا كبيرا في بداية عرضه بدور السينما بمصر.

يرى مخرج الفيلم، محمد دياب، أن "اشتباك" تعرّض لمؤامرات عدة بمجرد عرضه في مهرجان كان، وأنه واجه النقد قبل أن يعرض في مصر، حتى أن موزعه انسحب قبل أيام قليلة من عرضه دون أن يوضح السبب، بحسب ما قاله لـ CNN بالعربية.

وقال دياب إن فيلمه لا يحمل أي رسائل سياسية، بل إنه يحمل رسالة شديدة الإنسانية، وإنه تعمّد الابتعاد عن أي كلام سياسي، حتى أنه أضطر لكتابته 14 مرة، ولم يقلق من اعتذار عدد من النجوم عن عدم المشاركة.

وفيما يلي نص الحوار مع مؤلف فيلم "اشتباك" ومخرجه محمد دياب:

كيف ترى رد الفعل حول الفيلم بعد عرضه في مصر؟

كنت واثقا من أن الفيلم سيثير حالة من الجدل، لأن كل من سيشاهده وينتمي لفصيل سياسي معين سيرى أن الفيلم ظلم الفصيل الذي يدافع عنه، ولكن الفيلم يحمل رسالة إنسانية، ولا يتحيز لأي فصيل سياسي، وهذا ما حاولت إيصاله، فالفيلم يظهر مصر بعيدا عن أي انتماءات سياسية، لذلك اختلفت الآراء حوله، فالبعض يرى أنني أدافع عن وزارة الداخلية، والبعض الآخر يرى أنني متعاطف مع الإخوان المسلمين، وهناك من يرى أنني أدافع فقط عن ثوار 25 يناير، هذه الحالة كنت أتوقعها، ولكن من يفهم الفيلم جيدا سيرى أنني لا أتحدث في السياسة، ولكنني أتحدث عن الإنسانية والانقسام المجتمعي. الفيلم لا ينصر تيارا دون آخر، بل يفضح الهستيريا التي أصابت المجتمع، فقد تم العمل على مدارعام ونصف العام، حتى أبعده عن أي مشهد سياسي.

هل كتبت الفيلم أكثر من مرة كما قيل؟

منذ أن عُرضت علي فكرة الفيلم، وأنا أعلم أنه سيحدث حالة جدل كبير حوله كما قلت من قبل، ولكن إعجابي الشديد بالفكرة جعلني أركز أكثر على تقديم عمل متميز، فقمنا بإعادة كتابة السيناريو ١٤ مرة لنجعله خاليا من السياسة، وأن يحدث توازنا بين جميع التيارات، ليكون في النهاية فيلما إنسانيا أكثر من أن يكون سياسيا، ونستطيع عرضه في أي دولة بها نزاعات وتفرقة بين أهلها.

كم بلغت ميزانية الفيلم؟

ميزانية الفيلم تجاوزت حوالي 13 ملايين جنيه، وهناك جهات إنتاجية في تركيا وفنزويلا قامتا بشراء الفيلم لعرضه عندهما، فالفيلم كسب قبل عرضه في مصر.

هل واجهت صعوبات خلال التصوير؟

بالفعل كانت هناك صعوبات، فقد واجهت الموت وفريق عملي، بسبب مشاهد المظاهرات، خاصة بمنطقتي كرداسة والمريوطية، كما أن المنتج الفني تعرض للخطف بسيارته، وتم الاعتداء عليه بسبب أن البعض كان يعتقد أنها مشاهد حقيقية، ولم يشاهد الكاميرا لأنها كانت بداخل عربة الترحيلات فقط، وهناك من تعرض للإصابات، ولكن الحمد لله الفيلم انتهى تصويره بشكل أفضل بكثير مما كنت أتوقعه.

ما هو أصعب مشهد تم تصويره؟

مشهد فوق كوبري، واستمر تصويره يوما كاملا، وكان لابد من إنهاء التصوير في يوم واحد، لأن الظروف لا تسمح بالعمل أكثر من مرة واحدة، ولولا حماس الفنانين لما تم التصوير بالشكل المطلوب.

هل توقعت مشاركة الفيلم في مهرجان كان؟

كنت أطلب من المشاركين في الفيلم أن يجتهدوا خلال التصوير لصنع عمل جيد، حتى أن الممثلين توقعوا دخول الفيلم مهرجان كان قبل توقعي الشخصي، وفريق العمل كان يعمل منذ البداية، أملا في المشاركة في المهرجان، ولم نتخيل أن يتحقق الحلم، ولكن اود أن أشير الى أن العمل ليس فيلم مهرجانات كما يظن البعض، ولكنه ممتع ومغري وسريع الأحداث، وسيضحك الجمهور في كثير من مشاهده.

ورغم أن مشاركة الفيلم في مهرجان كان شرف كبير، إلا أني فخور بعرضه في مصر أكثر من فخري بمشاركته في كان، لأن العرض في بلدي له مكانة خاصة، واستقبال الجمهور له في مصر بالشكل الذي حدث أهم من عرضه في أي مهرجان.

كيف استقبلت مشاركة الفيلم بمهرجان كان؟

شعرت بالنجاح والانتصار، وشرف كبير أن يشارك الفيلم بأكبر مهرجان في العالم، لكن ما حدث ليس نتيجة لمجهودي فقط، بل نتيجة تعب وإرهاق فريق العمل بأكمله.

كيف كان الاستقبال في مهرجان كان؟

الاستقبال كان حافلا في مهرجان كان، واحتفى به عدد من النجوم العالميين، مثل النجم الكبير توم هانكس، الذي أعتبر انه أنقذ الفيلم مرتين، مرة عندما أرسل لي رسالة يشيد فيها بمستوى الفيلم، وأن الفيلم يغير الصورة النمطية التي يراها المواطن الأمريكي عن منطقتنا العربية، كما كتب على صفحته الشخصية على فيسبوك يقول "لو عندك فرصه تشاهد فيلم اشتباك للمخرج المصري محمد دياب فلازم تشوفه.. لازم... الفيلم هيحطّم قلبك ولكن هينوّرالطريق للجميع."

ما أسعدني أيضا، أن الفيلم تم اختياره ضمن أفضل 10 أفلام في المهرجان، وأطلقوا عليه جوهرة كان، كما اختارته رابطة النقاد الفرنسيين ضمن الأفلام الخمسة التي تقدم لها دعم في الدورة الـ 69، وقامت 20 دولة غربية بشراء حق عرض الفيلم، منها أمريكا، وبريطانيا، والبرازيل، وإيطاليا، وتركيا، والبرتغال، كما سيتم عرضه في 200 دار عرض بفرنسا بدءا من 14 سبتمبر / أيلول المقبل، بالإضافة إلى الدول العربية.

لماذا اعتذر عدد من النجوم عن المشاركة بالفيلم؟

لا أنكر أن هناك من تخوف من المشاركة في "اشتباك"، لأنه فيلم محير، وكانوا متخوفين من ردود الأفعال، ولكن هناك عدد كبير اعتذر لانشغاله بارتباطات فنية أخرى، فالفيلم كان يحتاج لتفرغ لفترة طويلة.

ألم تقلق من اعتذار النجوم وكيف اخترت أبطال العمل؟

لم أقلق من اعتذار عدد من النجوم، ولكن كنت متخوفا من أن يخرج المشاهد وهو لا يعرف أبطال العمل بسبب العدد الكبير للفنانين، وكان هذا سبب اعتذار عدد من الفنانين، خاصة أن عدد مشاهد بعضهم قليلة، لكن الفيلم ترك انطباعات جيدة لدى الجمهور، ويوجد أحد الشخصيات داخل العربة كانت له ٣ مشاهد فقط، ووضعت شروطا يجب توافرها أثناء اختيار أبطال العمل، أهمها أن يكون الممثل لائقا على دوره، بالإضافة الى التفرغ التام للفيلم، لأني قمت بتدريبهم لمدة عام على عربة ترحيلات، وبعدها ٦ شهور داخل سيارة خشبية بنفس الحجم.

قيل أن جهاز الرقابة الفنية اعترض على الفيلم؟

ما لا يعرفه الكثيرون أن الرقابة أشادت بالفيلم، ولم تعترض على أي مشهد، ولم تحذف شيئا من السيناريو، ولكن بسبب الهستيريا والمؤامرة التي خرجت ضد الفيلم أثناء عرضه في مهرجان كان فرضت الرقابة جملة قبل بداية الفيلم تصبغه بصبغة سياسية، وأنا أهرب من السياسة داخل الفيلم، مضمونها بأن "الإخوان رفضوا الانتقال السلمي للسلطة بعد ثورة 30 يونيو"، ولم أكن أريد أن أوجه المشاهدين لشيء، وكنت أفضل أن يظل الفيلم برسالته الإنسانية دون أي كلام سياسي.

لماذا تشعر بأن الفيلم يتعرض لمؤامرة؟

لأن البعض كتب عن الفيلم وانتقده  دون أن يشاهده، واتهموني بأني أمثل خطرا على مصر، ولا أعلم السبب، فقد كانت هناك محاولات لإفشال الفيلم، فالموزع هشام عبد الخالق، انسحب قبل العرض بيومين دون الكشف عن الأسباب، كما أن التلفزيون المصري شن هجوما عنيفا على العمل رغم مشاركته في مهرجان كان.

كيف تعاملت مع هجوم التلفزيون المصري على الفيلم؟

للأسف الشديد حدث هجوم حاد على الفيلم دون سبب واضح بالنسبة لي على الأقل، وهاجمني التفزيون المصري بعنيف، وكنت وقتها في فرنسا، لدرجة أن بعض أصدقائي نصحوني بعدم العودة إلى مصر، ولم أفهم ماذا يحدث، ولكني تعاملت مع الأمر بهدوء شديد، ولم ألتفت لكل ما قيل.

أخيرا.. لماذا قدمت الفيلم بهذا الشكل بالتحديد؟

لأنه لا يوجد أخطر من حالة الانقسام الموجودة الآن في المجتمع، فهناك أسر لا تكلم بعضها بسبب حالة الانقسام المجتمعي، والاستقطاب خطر على المجتمع، ولو كان "اشتباك" آخر فيلم لي، سأكون راضيا جدا.

هل لديك أعمال جديدة؟

أولا أحتاج الآن إلى علاج نفسي بسبب فيلم "اشتباك"، كما أن هناك فكرة لفيلم خيالي، أحضر له لبدء العمل قريبا.