بطل صورة سيلفي لـCNN: الفيلم شديد الإنسانية.. والأفلام القصيرة جزء من الضريبة للمجتمع

منوعات
نشر
9 دقائق قراءة
بطل صورة سيلفي لـCNN: الفيلم شديد الإنسانية.. والأفلام القصيرة جزء من الضريبة للمجتمع
Credit: FACEBOOK/ TAREK ABDELAZIZ

القاهرة، مصر (CNN)-- نال فيلم " صورة سيلفي " جائزة الفيلم القصير في مهرجان الإسكندرية الدولي الأخير، بمشاركة النجم السينمائي طارق عبد العزيز، وهو ما دفع البعض للتساؤل حول موعد عرض الفيلم في دور العرض، كما طالب البعض الآخر بضرورة الاهتمام بالأفلام القصيرة، خاصة بعد الإشادة الواضحة من النقاد، ورأى بطل الفيلم، طارق عبد العزيز، أن نجاح الفيلم يعود للحالة الإنسانية الواضحة فيه، بحسب ما قاله لـCNN بالعربية.

وطالب طارق عبد العزيز، النجوم الكبار في السينما المصرية، بالمشاركة في الأفلام القصيرة، التي يرى أنها نوعا من الضريبة تجاه المجتمع، وقال إنه لم يتوقع فوز الفيلم بجائزة في مهرجان الإسكندرية الدولي، ولكنه كان يتوقع أن ينال إعجاب الجمهور والنقاد.

وتحدث عبد العزيز، عن فيلم اشتباك، وأهم مراحله الفنية في حواره الذي جاء كالتالي:

هل توقعت فوز صورة سيلفي بجائزة الفيلم القصير بمهرجان الإسكندرية الدولي؟

كان لدي شعورا بأن الفيلم سينال إعجاب الجمهور والنقاد، ولكن لم أتوقع أن يفوز الفيلم بجائزة مهرجان الإسكندرية الدولي، وعندما شارك الفيلم في المهرجان، كان هدفي من ذلك أن يشاهده الجمهور، لأنه في النهاية فيلم قصير قد لا تتاح له فرصة العرض اللائق في دور السينما، ولم يكن الهدف من صناعة الفيلم من البداية أن يكون فيلم مهرجانات.

ماذا دفعك لقبول المشاركة في فيلم قصير؟

الفيلم فكرته شديدة الإنسانية، وهي الحالة التي نعيشها جميعا، وعندما عُرضت علي فكرة فيلم "صورة سيلفي" وافقت على المشاركة في العمل فورا، لأننا نحتاج لتدفئة بعضنا البعض، وهو فيلم لكل الناس على اختلاف جنسياتهم ودياناتهم، فهو فيلم مناسب للمسلم والمسيحي، وللهندي والمصري، وأردت من وراء المشاركة في الفيلم أن أعطى مثلا حيا لعمل فيلم يمس جميع الناس، ودائما نقول إننا نريد فيلما لكل الناس، ولكن لا نأخذ خطوات جادة تجاه هذه الفكرة.

معروف عنك المشاركة في الأفلام القصيرة، فلماذا تحرص على ذلك؟

بالفعل شاركت من قبل في حوالي 9 أفلام قصيرة، فبعد مشاركتي في فيلم "أصحاب ولا بيزنس"، أبلغت جميع الناس في الوسط الفني أني موافق على المشاركة في الأفلام القصيرة، ومنها أفلام مشاريع التخرج للطلبة، كنوع من مساندة هؤلاء الشباب، وأشارك في تلك الأفلام بدون مقابل مادي، بشرط أن تعجبني الفكرة بنسبة 50 %، أما في الأفلام القصيرة الأخرى فلا بد وأن تعجبني الفكرة بنسبة لا تقل عن 70 %، وفي تلك الأفلام أترك نفسي تماما لصاحب الفيلم، ولا أتدخل في عمله على الإطلاق.

ما دفعني للعمل في الأفلام القصيرة، يعود إلى فيلم شاركت فيه عام 2007، كان اسمه "صندوق خشب" مع كلية الإعلام جامعة القاهرة، ولكن هذا الفيلم لم يشاهده في وقته سوى طلبة الكلية ومن شاركوا فيه، ولم تتح له فرصه العرض للجمهور، وفي عام 2011، بعد أحداث الفتنة الطائفية أمام مبنى ماسبيرو، إبان فترة الثورة، تم عرض الفيلم بشكل جيد، لأنه كان يتحدث عن علاقة مسلم ومسيحي، ووقتها نال هذا الفيلم إعجاب الجمهور، وأرى أنه ساهم في وأد الفتنة الطائفية في مصر وقتها، وكان له تأثير على المسلم والمسيحي، وهذا الفيلم جعلني أتأكد من أهمية الفيلم القصير.

هل الأفلام القصيرة تأخذ حقها من الاهتمام من الجمهور والنقاد؟

أتمنى أن أكون جزءا من البناء في طريق الاهتمام بالأفلام القصيرة، بعد فوز الفيلم بجائزة في مهرجان الإسكندرية، وكان حضوره واضحا وقويا، ويوجد نجوم كبار شاركوا في أفلام قصيرة ولكنهم لم يهتموا بها بالشكل اللائق، وتناسوها في زحمة الأفلام التجارية، ولدى أمل في مشاركة النجوم الكبار أمثال النجم أحمد حلمي في الأفلام القصيرة، لأن مشاركتهم ستخلق شعبية لتلك النوعية من الأفلام.

توجد أفلام قصيرة جيدة جدا لشباب واعد، ولكن هذه الأفلام لا تحوذ على الاهتمام المناسب، ولا بد أن نساعد الشباب على إخراج مواهبهم، وهذا سيحدث عندما تزيد عدد الأفلام القصيرة، ومساعدة الشباب لابد وأن يكون بالعمل معهم وليس بالكلام فقط.

هل مسؤولية عدم الاهتمام بالأفلام القصيرة تقع على عاتق النجوم أم على المنتجين؟

المسؤولية تقع علينا جميعا، سواء نجوما أو منتجين، والأفلام القصيرة تعتبر نوعا من الضريبة تجاه المجتمع، والضرائب ليست أموالا فقط، ولا يجب أن يفكر كل إنسان في نفسه فقط، وأرى أن المشاركة في فيلم قصير جيد، أفضل بكثير من المشاركة في فيلم كوميدي تجاري سيء، ووزارة الثقافة عليها دور كبير في هذا المجال، وأتمنى أن يأتي يوم ونخصص ساعة ونصف في دور العرض للأفلام القصيرة، تُعرض قبل عرض الأفلام التجارية، مثلما يحدث في أوروبا، ولدينا أفلام قصيرة أكثر بكثير من الأفلام التجارية.

هل ترى أن الجيل الجديد يقدم رؤية جديدة للسينما؟

علينا أن نتحمل مراهقة الشباب في بداية مشواره العملي، وبمرور الوقت يكتسب الخبرة ويتحسن المستوى، فعلى سبيل المثال، محب وديع، الذي عملت معه فيلم "صورة سيلفي" قدم ما يقرب من 120 فيلما قصيرا على مستوى جيد جدا، ولديه رؤية سينمائية واضحة، فلم يعد لدينا رفاهية الرمزية في السينما، ونحتاج لسينما مباشرة تلائم جميع الثقافات في المجتمع خاصة البسيطة منها، وهو ما يتوافر في الأفلام القصيرة.

لماذا أهديت جائزة الفيلم للنجم الراحل خالد صالح؟

لأنه كان سيفرح جدا بهذه الجائزة لو كان موجودا بيننا الأن، كما أنه كان صديقي الصدوق، وهذا أقل شيء يمكن أن أقدمه لخالد صالح.

هل تدخلت في اختيار اسم الفيلم؟

مع الجيل الجديد لا أتدخل في شيء، وأترك نفسي لصناع الفيلم، لأن هذا الجيل لا يحتاج أن نفرض عليه شيئا، وكنت أرى من البداية أن اسم الفيلم مناسب جدا لقصته، ولم أغير شيئا في الفيلم، سواء في الكتابة أو الإخراج.

شاركت في فيلم "اشتباك"، برأيك لماذا أثار الفيلم كل هذا الجدل؟

السبب الحقيقي وراء الجدل الذي حدث حول فيلم اشتباك يعود الى أن البعض هاجمه قبل أن يشاهده، كما أن التليفزيون المصري عرض تقريرا عن الفيلم خلال مشاركته في مهرجان "كان"، هاجمه بشدة قبل أن يعرض من الأساس، والتليفزيون المصري قال كلاما عن الفيلم يدخلنا جميعا السجن، لدرجة أن البعض رفض مشاهدة الفيلم حين عرض في مصر.

هل وجود اسم المخرج والكاتب محمد دياب على الفيلم السبب في هذا الهجوم؟

أتصور أن وجود دياب سبب في ذلك، لأن دياب محسوب على ثورة يناير، رغم أنه في وقت الثورة أشاد بها الجميع، وهناك قطاع ممن أشاد بالثورة عاد وانقلب عليها، فمن قال تحيا الثورة وقتها، عاد وقال تسقط تسقط.

لماذا تحرص على المشاركة في المسلسلات الإذاعية مع النجم محمد هنيدي؟

عملت في مسلسلات إذاعية كثيرة مع هنيدي وغيره، ولكن محمد هنيدي لدينا تناغم كبير وواضح، وأستمتع بالعمل معه، لأنه يدقق في أعماله بشكل كبير، فهو رقيب على نفسه قبل الآخرين، وأشعر بالاطمئنان معه.

بعد 19 فيلما و26 مسلسلا وعدد من الأفلام القصيرة وفوازير ومسرحية، ما هي أهم مراحل حياتك الفنية؟

أرى أن الفترة الأخيرة هي الأهم في حياتي الفنية، والتي عملت فيها أفلام ساعة ونصف، وفبراير الأسود، واشتباك، وهناك فيلم "جوز هندي" لم يعرض بعد.

هل طريقة اختيارك لأعمالك الآن تغيرت؟

لم تتغير طريقة اختياري لأعمالي، ولا يوجد لدي ما أخجل منه، رغم أن الإنسان في بدايته يكون مرتبكا، ولكن أنا لا أعمل في السينما كمحترف، ولكن أتعامل معها بإنسانية، وأحب أن أستمر في حالتي الإنسانية تلك.