السعي للكمال.. مشكلة؟

علوم وصحة
نشر
3 دقائق قراءة
السعي للكمال.. مشكلة؟
Credit: William Vanderson/Fox Photos/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك بأن العديد منا يهدف إلى تحقيق صفة الكمال في العديد من النواحي الحياتية، والأكاديمية، والوظيفية، والاجتماعية. ولكن، ماذا إذا كان الكمال الذي لطالما طاردناه بشوق مجرد سراب؟

هذا ما يؤمن به عالم النفس الاجتماعي توماس كوران، الذي قام بدراسة هذه السمة الشخصية لعدة سنوات. وحذّر كوران من تزايد مطاردة الأفراد لصفة الكمال خلال العقود الماضية، وذلك لعدة أسباب منها ضغوطات الأهل على أبنائهم وتغيرات أيديولوجية على مستوى المجتمع.

ووجد كوران في بحثه، الذي نشر في مجلة "Psychological Bulletin" الشهرية، أن السعي إلى الكمال يؤدي إلى نتائج سلبية على الصحة العقلية، وشرح قائلاً: "الكمال هو مزيجٌ من معايير شخصية عالية بشكل مفرط، وسلسلة تقييمات شديدة للذات."

وقامت الدراسة، المبنية على معلومات شملت أكثر من 40 ألف طالبة وطالبة أمريكيين وبريطانيين وكنديين، إلى قياس ثلاثة أنواع من الكمال هي:

الموجه للذات: "ويقوم خلاله المرء بفرض توقعات غير منطقية على نفسه،" وفقاً لما قاله كوران.

المحدد من قبل المجتمع: ووصف كوران هذا النوع بأنه بمثابة نقد "موّجه من الآخرين، إذ يعتقد الفرد أن الآخرين يحكمون عليه بقسوة، وأنه يجب عليه إظهار صفة الكمال بهدف أن يتقبله المجتمع."

الموجه للآخرين: ويفرض الراغبون في صفة الكمال من هذا النوع، معاييرهم تجاه غيرهم، وذلك عبر توجيه النقد لمن حولهم بشكل قاسي.

ووجدت الدراسة ارتفاع الأنواع الثلاثة من صفة الكمال لدى البشر بشكل بارز بين العامين 1989 إلى 2016، مع كون النوع الـ"محدد من قبل المجتمع" من الأكثر ارتفاعاً بنسبة 33 بالمئة.

ويؤكد كوران في بحثه على الدور الذي تؤديه منصات التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"انستغرام" و"سناب شات،" في زيادة السعي للمثالية، إذ يقول: "يعود الفضل إلى الشعبية التي تتمتع بها وسائل التواصل الاجتماعي في تمكين المستخدمين من بناء صورة مثالية أمام الآخرين."

وربط البحث بين الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي وزيادة الشعور بالقلق والاكتئاب، وحتّى ظهور الأفكار الانتحارية.

ونصح كوران بعدم الخوف من الفشل، وفي حالة حصوله، عدم التعاطي معه كأمر كارثي.