دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما تُصاب بمغص، قد يكون أول شيء يخطر على بالك هو البحث عن دواء في أقرب صيدلية. ولكن، عندما تكون في البحرين، قد تُنصح بشرب ماء المرقدوش الذي استخدم لآلام البطن منذ مئات الأعوام. ومن ماء الكرفس إلى ماء اللقاح، ما السبب وراء تصدّر مياه الأعشاب، التي تشتهر بها البحرين، وتُصدّر إلى كل دول الخليج العربي، التراث الطبي الشعبي؟
ورغم مرور آلاف الأعوام، إلا أن الأعشاب لا تزال تتصدّر مكانة مهمة في تراث الطب الشعبي. ونستطيع أن نرى ذلك في أماكن مثل "مصنع الجسر" البحريني، الذي بدأ في صناعة مياه الأعشاب الصحية منذ تأسيسه على يد إبراهيم الجسر في عام 1978.
وفي حديثها مع موقع CNN بالعربية، قالت مديرة الموارد البشرية في "مصنع الجسر" وحفيدة مؤسسه، حنان فيصل الجسر، إن مياه الأعشاب تتمتع بمكانة مهمة في المجتمع البحريني، مضيفة أن "البحرين هي أول من أنتجت مياه الأعشاب".
كما أنها أوضحت أن "مياه الأعشاب تُعتبر موروثاً بحرينياً عريقاً، يُعتمد عليه لعلاج العديد من الحالات الصحية".
وأما عن السبب وراء إقبال الشعب البحريني على هذه المياه، فقالت الجسر إن الأمر يعود إلى كون مياه الأعشاب خالية من المواد الكيميائية والمواد الحافظة، وإذا لم تمنحك هذه المياه، فإنها لن تضرك، بحسب ما قالته.
ويُنتج المصنع 25 منتجاً، ويُعد ماء اللقاح، وماء اللبان، وماء الورد من أكثرها شعبية بين الأشخاص، وفقاً لما ذكرته الجسر.
وتتضمن فوائد ماء اللقاح، تقوية عضلات القلب، والمساعدة في عملية الهضم. وأما ماء اللبان، فهو مفيد لإزالة البلغم، وعلاج السعال والكحة، إضافةً إلى تقويته للشعب الهوائية.
وتتضمن المنتجات أيضاً ماء الحيج المفيد لتفتيت حصى الكلى، وعلاج اضطرابات ومشاكل الكبد، وماء الدارسين الذي يستخدم كمقوي جنسي ومضاد للفيروسات.
وفي داخل المصنع الذي تفوح منه رائحة الأعشاب القوية والمنعشة في الوقت ذاته، تتم معالجة الأعشاب التي يتم استيرادها سواء من البحرين أو الدول المجاورة لها، وتُطبخ، وتُقطر، للحصول على مياه الأعشاب.
ومن ثم تأتي مرحلة التعبئة بواسطة صفوف طويلة من الآلات، لتصل العبوات إلى المرحلة الأخيرة وهي فحصها في مختبر المصنع قبل إرسالها إلى وزارة الصحة.
وإضافةً إلى شعبيته في البحرين، أكدت الجسر أن لمياه الأعشاب مكانة مهمة أيضاً في الخليج والعالم العربي.