التصوير بالرنين المغناطيسي للنساء ذات أنسجة الثدي عالية الكثافة يقلل من السرطان

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

وجدت دراسة جديدة أن تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي إلى جانب التصوير بالأشعة السينية العادية يمكن أن يكون وسيلة فعالة للنساء اللواتي لديهن أنسجة ثدي عالية الكثافة لمعرفة ما إذا كن مصابات بالسرطان.

فالنساء اللواتي لديهن أنسجة ثدي عالية الكثافة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. ذلك لأن كثافة الأنسجة تجعل من الصعب اكتشاف السرطان باستخدام التصوير الشعاعي للثدي التقليدي. بحيث تظهر الأنسجة الكثيفة بيضاء اللون عند تصوير الثدي بالأشعة السينية وبالتالي يصعب على أخصائي الأشعة أن يرى من خلالها عندما يقرأ نتيجة المسح. أما الأنسجة غير الكثيفة أو الدهنية والتي تظهر سوداء اللون، فمن السهل التمييز فيها ما بين الأنسجة السليمة والسرطان.

وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، تعتبر حوالي 1 من كل 10 نساء ذات أنسجة ثدي عالية الكثافة. أكثر من نصف النساء فوق سن الأربعين في الولايات المتحدة لديهن ما يعتبر ثديين كثيفين.

من غير الواضح لماذا النساء لديهن هذا النوع من الأنسجة. غالباً ما تكون موروثة، لكن هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على كثافة الأنسجة. عادة، تميل النساء اللواتي لديهن ثديين كثيفين للغاية إلى أن يكون لديهن مؤشر كتلة جسم أقل. كما أنهن أصغر سناً في أغلب الأحيان وقد يتناولن العلاج الهرموني لتخفيف أعراض انقطاع الطمث.

01:04
سرطان الثدي لدى النساء والرجال..أهم ما يجب أن تعرفه في دقيقة

وجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة The New England الطبية، أن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي بشكل إضافي للنساء ذات أنسجة الثدي عالية الكثافة، واللواتي كانت نتائج التصوير الشعاعي للثدي لديهن طبيعية، قد شهدن سرطانات أقل بكثير من النساء اللواتي تم فحصهن فقط باستخدام التصوير الشعاعي للثدي، خلال فترة العامين.

يتم أحيانا اكتشاف بعض أنواع السرطان في غضون 12 شهراً من فحص شعاعي للثدي، يظهر نتائج طبيعية، بحيث يحدث ذلك في الفترة الفاصلة بين التصوير المتفق عليه.

كان هناك انخفاض بنسبة 50٪ في هذا النوع من السرطانات التي تحدث خلال هذه الفترة بين النساء في مجموعة التصوير بالرنين المغناطيسي. بين أولئك اللواتي خضعن للخزعة، كان لدى 26٪ سرطان الثدي.

تم إجراء البحث على أكثر من 40000 امرأة في هولندا تتراوح أعمارهن بين 50 و75 عاماً، وقد تم اختيارهن بشكل عشوائي إما ضمن مجموعة تلقت فحصاً عادياً، أو ضمن مجموعة تلقت فحصاً إضافياً بالتصوير بالرنين المغناطيسي.

وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يعد سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء الأمريكيات، بغض النظر عن العرق، وذلك خلف سرطان الجلد. تم تشخيص سرطان الثدي لدى أكثر من 260000 امرأة في الولايات المتحدة، وتوفيت أكثر من 40920 امرأة بسببه في العام 2018.

توصي جمعية السرطان الأمريكية بتصوير الثدي بالأشعة كل عام ما بين 45 و54 عاماً، وطالما كانت المرأة بصحة جيدة. وتقول المنظمة إنه يجب إعطاء النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 45 عاماً خيار بدء تصوير الثدي بالأشعة السينية سنوياً في سن الأربعين.

يبدو أن غالبية السرطانات في هذه الدراسة وُجدت ضمن مجموعة التصوير بالرنين المغناطيسي، وقد تم اكتشافها في مرحلة مبكرة، بحيث يفترض أنها أكثر قابلية للعلاج. ومع ذلك، فإن الدراسة غير قادرة على تحديد ما إذا كان سيتم اكتشاف الأورام بطريقة أخرى من خلال الفحص المنتظم.

تشير افتتاحية مصحوبة بالدراسة إلى أن "العديد من الأطباء" يرسلون النساء ذات الثديين الكثيفين من أجل التصوير بالرنين المغناطيسي، ولكن "حتى الآن لم يكن واضحاً ما إذا كان هذا الاختبار الإضافي له أي قيمة."

بينما تظهر الدراسة أن التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن يخفض معدل الإصابة بالسرطان الذي يظهر خلال هذه الفترة الفاصلة للمرأة، إلا أن الافتتاحية لا تزال تشير إلى ما تسميه "معضلة".

وتشير الدراسة إلى أنه على الرغم من أن هذا الفحص الإضافي قد يكون مفيداً، إلا أنه لا يزال هناك خطر من أن تؤدي الاختبارات الإضافية إلى إعطاء المرأة إيجابية كاذبة، مما قد يعرضها لخطر وجود إجراءات قد لا تزيد في النهاية من فرص بقائها.

 

نشر