قمة عمّان: "مصالحات أولية" وتمسك بمبادرة السلام

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
قمة عمّان: "مصالحات أولية" وتمسك بمبادرة السلام
Credit: GETTY IMAGES

منطقة البحر الميت، الأردن (CNN)-- نجحت توقعات مراقبين داخل أروقة القمة العربية المنعقدة في منطقة البحر الميت، بشأن عقد لقاءات ثنائية بين أطراف تدور بينها خلافات سياسية، من أبرزها السعودية ومصر، حيث شهد افتتاح قمة مجلس الجامعة العربية على مستوى القادة، لقاء قمة ثنائية، تّتوج بدعوتين لتبادل الزيارات بين زعيمي البلدين.

وكانت التكهنات قد ذهبت خلال انعقاد الجلسة، إلى انسحاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء كلمة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ليتبين لاحقا، خروجه للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وبقي وزير الخارجية المصري سامح شكري في الجلسة.

ونقلت مصادر دبلوماسية لموقع CNN بالعربية عن تناول اللقاء الثنائي لأبرز القضايا المشتركة، منوهة إلى أن الملك سلمان قد وجه دعوة إلى السيسي لزيارة السعودية وهو ما رحب الأخير به.

رقميا، سجلت قمة عمّان البحر الميت، سابقة في إطلاق حسابات لها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اشترك 148 ألف معجب و154 ألف متابع على صفحتها الرسمية على فيسبوك، فيما تابع حسابها على تويتر أكثر من 10 آلاف متابع.

وكان لتدشين الملك عبد الله الثاني أول حساب شخصي له، أيضا إضافة جديدة إلى قمة عمان، بدأها قبل 3 أيام بعبارة " هنا عبد الله بن الحسين. أب لأسرة وخادم وطن. بسم الله وعلى بركة الله"، وهو الحساب الذي يتابعه حتى اللحظة، نحو 117 ألف متابع. 

ولم تقتصر التوقعات على عقد هذا اللقاء الثنائي المرتقب، بحسب مصادر في الجامعة العربية، بل عقدت لقاءات ثنائية جمعت كل من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وكذلك لقاء بين الأخير والملك سلمان بن عبد العزيز.

بهذه اللقاءات وصف مشاركون بقمة عمّان، بأنها "قمة التوافقات والمصالحات الأولية"، فيما كان الإجماع العربي واضحا ضد الاحتلال الاسرائيلي لصالح القضية الفلسطينية، والتمسك بمبادرة السلام العربية بكل بنودها، ردا على أي محاولات لتعديلها، تحت "لاءات ثلاثة"، لا لتطويرها لا لتعديلها ولا لتغييرها، بحسب مصادر فلسطينية، تطابقت مع تصريحات سابقة لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.

وعزز التوافق على ما اتفق عليه في قمة عمّان، كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جلسة الافتتاح، التي دعا فيها الدول العربية إلى مساندة فلسطين ووقف أية احتفالات في ذكرى وعد بلفور، التي قال إن على بريطانيا أن تعتذر للشعب الفلسطيني، فيما أشار إلى أنه تم تحديد منتصف مايو/أيار المقبل موعدا لإجراء الانتخابات المحلية في فلسطين.

وكان لكلمة الرئيس اللبناني ميشال عون رغم تعثره بقوة قبل لحظات من التقاط الصورة التذكارية للقادة العرب، وقع جديد، حيث تحدث بلغة الرئيس الذي يحضر للمرة الأولى باسم لبنان بعد سنوات من الخلافات السياسية التي حالت دون ذلك.

وعلى هامش القمة أيضا، التقى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، مبعوث الرئيس الأمريكي ومفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي.

وقال محمود عفيفي المفوض المتحدث باسم الأمين العامة للجامعة العربية في بيان صحفي اطلعت السي إن إن بالعربية عليه، نقلا عن ممثل الإدارة الأمريكية، سعيها إلى إجراء حوارات جادة مع جميع الاطراف العربية لإنهاء الازمات في الشرق الأوسط.

المفاجأة التي شغلت أروقة قمة عمّان المنعقدة في منطقة البحر الميت، غياب ملك المغرب محمد السادس دون إعلان مسبق، كما لم يصدر أية تصريحات رسمية من الجانب الأردني حول إلغاء المشاركة أو أي تفاصيل أخرى.

وأثير الجدل حول مشاركة محمد السادس، لغيابه عن القمم العربية منذ قمة الجزائر في 2005، ولم تتضح الأسباب التي ألغت المشاركة التي تأكدت قبل انعقاد الاجتماع بيوم من مصادر أردنية مطلعة.

وكان لافتا مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب إلى المحكمة الجنائية الدولية، حيث طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش في وقت سابق بمنعه من المشاركة وتوقيفه، فيما دعا في كلمته إلى ضرورة المشاركة في إعمار السودان. وكان مسؤولون أردنيون أكدوا أن مشاركة البشير هي بموجب ميثاق الجامعة العربية.