كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: استفتاء كردستان وصراعات جديدة في المنطقة

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد
كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: استفتاء كردستان وصراعات جديدة في المنطقة
رجل كردي يعلق لافتة تحث على اجراء استفتاء حول الاستقلال في اربيل عاصمة منطقة كردستان في شمالي العراقCredit: SAFIN HAMED/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

لم تكد المنطقة تتنفس الصعداء بعد إثر الحرب العنيفة التي تخوضها دول المنطقة مع تنظيم داعش الإرهابي في كل من سوريا والعراق، حتى بدأت صراعات جديدة تلوح في الأفق حسب توقعات المراقبين. حيث يستعد إقليم كردستان العراقي لإجراء استفتاء حول الاستقلال في 25 سبتمبر، وذلك رغم كل الانتقادات التي وجهتها الولايات المتحدة وحكومة العراق المركزية وإيران وتركيا لتأجيل إجراء الاستفتاء في هذا الوقت.

لكن المشكلة هي أن مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق يصر على إجراء الاستفتاء، حيث صرح مؤخرا لمجلة (فورين بوليسي) الأمريكية ان الاستفتاء أمر طبيعي وأنه " حق شرعي لشعبنا، وبعد ذلك سنتفاوض على نتائج الاستفتاء بطريقة سلمية وذلك عبر الحوار ".

ولكن ما أسماه أمراً طبيعيا كان يثير الكثير من القلق في العديد من دول المنطقة، وبشكل خاص إيران والعراق وتركيا، كما أن آثاره ستمتد لتشمل المناطق الكردية في الدول الأخرى أيضا.

ان المناطق الكردية الموجودة في إيران وتركيا غالبا ما تكون مناطق حساسة ومناطق اشتباكات في بعض الأحيان بين الانفصاليين او المطالبين بالحقوق الكردية وبين الحكومات المركزية، وأي خطوة يقوم بها أكراد العراق قد تحرك على الأرجح الاكراد في المناطق الأخرى.

وبسبب وجود صراع طائفي مستمر في العراق بين الشيعة والسنة، ورغم وقوف الأكراد على الحياد حيال ذلك الصراع، فإن تحرك الأكراد نحو الاستقلال قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تقسيم العراق الى 3 أجزاء: دولة سنية، دولة شيعية، ودولة كردية.

وصرح مسعود برزتني لتلفزيون (بي بي سي ) البريطاني أنه لا يريد الدخول في صراع عسكري مع الحكومة العراقية المركزية حول استقلال كردستان، لكنه أكد أنه سيقاتل أي جهة تسعى لمواجهة مسلحة من أجل كركوك.

قبل أسبوعين من موعد الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان، بدأت حدة التوترات تتصاعد بين جماعة الحشد الشعبي شبه العسكرية، حيث قام متظاهرون مدعومون من الحشد بإنزال علم كردستان في 10 سبتمبر عن الدوائر الرسمية في بلدة مندلي شمال شرق بغداد، وذلك بعد تصويت الحكومة المحلية للانضمام الى استفتاء الاستقلال الكردي.

ذلك التطور جعل الأحزاب الكردية تعقد اجتماعا طارئا برئاسة قائد البشمرغة في بلدة خانقين القريبة لبحث تطورات الوضع.

ويعتقد بزراني أن إيران تستطيع التوسط للوصول الى حل بين الأكراد والحكومة العراقية المركزية، لكن ذلك قد لا يحدث، ويمكن للعلاقات بين اربيل وطهران حتى أن تنقطع مع اقتراب الوقت المحدد لإجراء الاستفتاء، وذلك لأن إيران وتركيا تقومان بالتهديد بإقفال حدودهما مع إقليم كردستان العراق إذا تم إجراء الاستفتاء بالفعل.

ان الدولة الوحيدة التي تدعم استقلال إقليم كردستان بشكل علني هي إسرائيل. وترى الدول الإقليمية ان إسرائيل تفعل هذا لأنها تعتقد أن مثل هذا الأمر سيشكل الكثير من الضغوط على إيران وحلفائها الشيعة، وأنه قد يزيد التوترات في الداخل الإيراني.

لا شك أن الأكراد تعرضوا لأنواع  مختلفة من الظلم والاضطهاد من قبل الحكومات في إيران وسوريا وتركيا والعراق في السابق، وكانت هذه الحكومات تتهمهم بالقيام بأنشطة انفصالية وإرهابية عندما كانوا يطالبون بحقوقهم.

يمكن لهذه الدعوة إلى الاستقلال من قبل إقليم كردستان العراق أن تجعل الحكومات تعيد النظر في جرح الأكراد الذي لم يندمل بعد، بحيث تتم معاملتهم على أسس المواطنة المتساوية وبسلام إذا كانت هذه الدول تريد تحقيق الازدهار لشعوبها.