كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: من هو المرشد الأعلى التالي في إيران؟

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

المرشد الأعلى في إيران يهز استراتيجية الجمهورية الإسلامية ويبدو أن ذلك سيؤدي إلى تحول سياسي مهم في النظام.

في الوقت الذي ينشغل فيه الإيرانيون بالاحتجاج يومياً بسبب رواتبهم غير المدفوعة وبمشاركة شرائح واسعة من الشعب، بما في ذلك العمال والمعلمين، وفيما يقف المئات من المواطنين في مناطق أخرى في طوابير طويلة بانتظار الحصول على حصصهم من لحوم الأبقار والدجاج المجمدة، فإن المرشد الأعلى للجمهورية آية الله خامنئي مشغول أيضًا في إجراء بعض التغييرات النهائية.

التغييرات أو التعديلات التي ينشغل بها المرشد الأعلى لها علاقة بمستقبل الجمهورية الإسلامية، وهي تضمن أنه في حال غيابه، فإن مؤيديه والموالين له سيتولون المسؤولية عن التسلسل الهرمي للسلطة في البلاد.

من أهم الأمور التي حرص خامنئي على القيام بها تعزيز مكانة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس القوي، وزيادة وجوده في المشهد السياسي. فقد ظهر الجنرال سليماني وهو يجلس إلى جانب المرشد الأعلى أثناء استقباله بشار الأسد خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس السوري إلى طهران منذ أسبوعين تقريبا. وبعد ذلك، عندما التقى الرئيس الأسد مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، شارك الجنرال سليماني، الذي كان يرتدي ملابس مدنية هذه المرة، في اللقاء الذي غاب عنه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

نحن نعرف أن السلطات الإيرانية رفضت قبول استقالة ظريف، واعترف جميع أعضاء القيادة الإيرانية، بما في ذلك الجنرال قاسم سليماني، بحقيقة أن السيد ظريف هو وزير الخارجية المناسب للجمهورية الإسلامية.

لكن هذه الأحداث التي لم يسبق لها مثيل برهنت للمجتمع الدولي والدول الإقليمية أن محمد جواد ظريف هو وزير خارجية إيران في شؤون الاتحاد الأوروبي والغربية، أما الجنرال سليماني فهو بمثابة وزير خارجية إيران في الشؤون العربية والإقليمية.

الجنرال إسماعيل غاني، نائب قاسم سليماني، اعترف علناً بأن فيلق القدس هو الذي رتّب حضور الرئيس الأسد إلى طهران. الجنرال إسماعيل غاني قال للصحافة الإيرانية يوم 6 مارس / آذار أنه "تم إبلاغ من كان يجب أن يعرف بزيارة الرئيس الأسد إلى إيران، أما الذين لا ينبغي أن يكونوا على علم بذلك، لم يتم إبلاغهم. لقد كان ذلك عملاً حساساً."

يعني ذلك أن ظريف كان واحداً من المجموعة التي لم تكن تحظى بما يكفي من الثقة لإطلاعها على زيارة الأسد إلى إيران أو، بعبارة أخرى، لم يكن من الضروري أن يعرف أمراً يتعلق بالشؤون الإقليمية إذا لم يكن مكلفًا بالتدخل فيه. هذا تصريح خطير من أحد جنرالات الحرس الثوري الإيراني يوضح فيه أن الحكومة لا تستطيع التدخل في الشؤون الإقليمية.

وفي حدث آخر لا يقل أهمية، عيّن آية الله علي خامنئي إبراهيم رئيسي رئيساً للسلطة القضائية في إيران، بينما تم تعيين الرئيس السابق للقضاء، صادق لاريجاني، رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام. كلا الرجلين معروفان بأفكارهما المتطرفة وهما قريبان من الحرس الثوري وجديران بالثقة من المرشد الأعلى.

مع التغييرات الأخيرة في السلطة القضائية ومجلس تشخيص مصلحة النظام وإعلان الحرس الثوري الإيراني أنهم أحضروا الرئيس الأسد إلى طهران دون الحاجة إلى إبلاغ وزير الخارجية، فإن مستقبل إيران يتجه أكثر إلى أيدي المتشددين.