وسيم يوسف: صيام تارك الصلاة صحيح ويوضح.. ماذا قال ابن باز وآل الشيخ بفتواهم؟

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال وسيم يوسف، خطيب مسجد الشيخ زايد في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، إن صيام تارك الصلاة صحيح، لافتا على أن ترك الصلاة ذنب عظيم ولكنه لا يبطل الصيام.

جاء ذلك في البرنامج الذي يقدمه يوسف على قناة أبوظبي، ونشره على صفحته بتويتر، حيث رد على سؤال حول قبول صيام تارك الصلاة قائلا: "طالما هو مسلم فصيامه صحيح، حتى وإن كان لا يصلي فصيامه صحيح، مسألة ترك الصلاة تكاسلا ذنبه يسجل عليه وكبيرة من الكبائر وذنب عظيم لكن لا يعني ذلك أن صيامه غير صحيح، على هذا (الصوم) يؤجر وعلى هذا (ترك الصلاة) ينال إثما.."

ووجه يوسف سؤالا للمتصل المستفسر، قائلا: "اريد أسألك سؤال لو أن رجلا صام رمضان وهو يلبس الذهب، هل صيامه صحيح أم لا؟ صيامه صحيح، لكن لبس الذهب ينال به وزرا.. سؤال ثان: امرأة متبرجة وصائمة؟ صيامها صحيح ولا لأ؟ تؤثم على التبرج ولكن صيامها صحيح، وكذلك تارك الصلاة من تركها تكاسلا ينل ما ينل من ترك الصلاة لكن صيامه صحيح.."

وفي تغريدة منفصلة استشهد وسيم يوسف بفتوى لكبير المفتين في إمارة دبي، نشرتها صحيفة الإمارات اليوم، الصادرة عن مؤسسة دبي للإعلام، قائلا: "الشيخ أحمد عبد العزيز الحداد كبير المفتين بدبي :’تارك الصلاة صيامه صحيح‘".

عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي السعودية أجاب في رد نشر على موقعه الرسمي: " الصلاة أهم أركـان الإسلام بعد التوحيد، فـالذي لا يصلي أخشى أن لا يقبل صومه؟ لأن جماعة من أهل العلـم يرون أن ترك الصلاة كفر، فلا أظن صحة صوم من لا يصلي، الصلاة أهم من الصيام".

عبدالعزيز ابن باز، مفتي المملكة العربية السعودية الأسبق، أجاب على سؤال حول هذه القضية نشرت على موقعه الرسمي، حيث قال: " هذه مسألة عظيمة قد تنازع أهل العلم فيمن ترك الصلاة كسلاً وتثاقلاً لا عن جحد الوجوب، فقال جمع: إنه لا يكفر بذلك وقد أتى منكراً عظيماً أعظم من الزنا وأعظم من الربا وأعظم من سائر المعاصي، قالوا: لكن لا يكفر كفراً أكبر، بل يكون فيه كفر وفيه شرك، ولكن لا يكون كفراً أكبر، وهذا هو المشهور من مذهب مالك والشافعي و أبي حنيفة وجماعة، وقال آخرون من أهل العلم: يكفر بذلك إذا ترك الصلاة عمداً وإن لم يجحد وجوبها، وهذا هو المعروف عن الصحابة والمنقول عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال التابعي الجليل عبد الله بن شقيق العقيلي: (كان أصحاب النبي ﷺ لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة) يعني: كفر أكبر؛ لأن هناك أعمال فيها كفر لكن أصغر، مثل الحلف بغير الله، ومثل البراءة من الأنساب، وما أشبه ذلك، لكن مراده رضي الله عنه أنهم يرونه كفراً أكبر، هذا هو الظاهر من سياق كلام عبد الله بن شقيق العقيلي ، وأعظم من هذا ما ثبت في صحيح مسلم عن جابر عن النبي ﷺ أنه قال: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، هذا صريح والكفر معرف بالألف واللام، الكفر والشرك، ومتى عرف الكفر والشرك بالألف واللام فالمراد به الكفر الأكبر والشرك الأكبر، وثبت في المسند والسنن الأربع بإسناد صحيح عن بريدة بن حصيب الأسلمي  عن النبي ﷺ أنه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، وفي المسند وسنن الترمذي عن معاذ عن النبي ﷺ أنه قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله فبيت سقط عموده هل يبقى؟ ما يبقى البيت إذا سقط عموده، وثبت أيضاً في الصحيحين أن الرسول ﷺ قيل له لما ذكر الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها وتعرف منهم وتنكر، قال الصحابة: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وفي لفظ آخر: حتى تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان، فجعل ترك الصلاة كفراً بواحاً فيه البرهان، فهذا هو القول الأرجح أنه متى تركها تكاسلاً عامداً كفر كفراً أكبر لا يصح صومه ولا غيره من عباداته، فمن صام ولم يصل فلا صوم له نسأل الله العافية، أما إذا جحد وجوب ذلك جحدها وقال: ما علينا صلاة، أو استهزأ بها استهزأ بالصلاة واستهزأ بالمصلين فهذا كفره أكبر عند جميع العلماء، إذا استهزأ بها ولو صلى أو جحد وجوبها كفر إجماعاً عند جميع أهل العلم؛ لأنه مكذب لله ورسوله عليه الصلاة والسلام. نعم.."