بين ثورتين..المرأة المصرية عرضة للتحرش وزواج القاصرات

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
بين ثورتين..المرأة المصرية عرضة للتحرش وزواج القاصرات
مندوبون في اجتماع لمنظمة العفو الدولية يضعون أقنعة على وجوههم تصور الملكة نفرتيتي المصرية ترتدي قناع الغاز، وذلك احتجاجا على أعمال العنف فضلا عن العنف الجنسي ضد النساء في مصر في 19 أغسطس/آب في العام 2013 في برلين، ألمانياCredit: Sean Gallup/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم من ظهور المرأة المصرية بشكل بارز في الحياة السياسية والشأن العام خلال الثلاث سنوات الماضية ومشاركتها بشكل قوي في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، والاستفتاءات والانتخابات، إلا أنها مازالت تعانى من بعض القضايا العالقة مثل التحرش وممارسة العنف ضدها فضلا عن انتشار ختان الإناث وزواج القاصرات في الخفاء في القرى والمحافظات المصرية.

وتواجه المرأة المصرية تحديات ترتبط بالمشاركة الايجابية في الحياة الحزبية، بعدما حققت مكاسب شكلية تتمثل من خلال تواجدها في الشارع، وأخرى قانونية تمثلت في وضع مواد في الدستور الجديد ترتبط برفض العنف ضد المرأة، وتوصية لوضع كوتا نسائية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، خصوصاً أن المصريين يقبلون على استحقاقات انتخابات رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والمجالس المحلية.

وقالت رئيسة المجلس القومي للمرأة السفيرة ميرفت التلاوي إن "المرأة المصرية خلال الثلاث سنوات الماضية، أصبحت تهتم بالسياسة والشأن العام وهو ما ظهر واضحا بالمشاركة الكبيرة لها بالاستفتاء على دستور، كما تم الاستجابة لبعض مطالبها خصوصا في المواد التي ترفض العنف ضدها."

وأضافت التلاوي في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن "ما قامت به جماعة الإخوان وبعض التيارات الإسلامية في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، من الدعوة لإلغاء تجريم ختان الإناث والحديث عن زواج القاصرات، وتسرب الفتيات من التعليم للزواج، وبعض أمور تخص حرية المرأة، قد يأخذ وقتا يمتد إلى عشر سنوات لإصلاحه."

وأوضحت التلاوي أن "المرأة المصرية شاركت في ثورة 25 من يناير لإسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، أما في ثورة 30 يونيه، فإنها شاركت بكثافة وكان صوتها عاليا، لأنها عانت الأمرين من الاضطهاد الذي وقع عليها." وأكدت أن "المرأة المصرية لن تعود إلى الوراء."

وقالت التلاوي إن "المرأة المصرية كانت تتعرض للتحرش والعنف الممنهج من الإخوان والهجوم على غير المحجبات حتى لا يشاركن بالتظاهرات المناهضة لهم، أما حاليا فقد تراجعت حالة التحرش نسبيا، ولكنها ما زالت مستمرة بسبب الاضطراب الأمني في البلاد، رغم أنه ليس ممنهجا مثل الذي كان يحدث خلال فترة حكم الإخوان المسلمين."

وذكرت التلاوي أن "المجلس يعمل على تدريب العديد من النساء لتأهيلهم للانتخابات القادمة، كما نعمل مع المسئولين لوضع نسب معقولة لتمثيلهم في البرلمان."

من جهتها، قالت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، إن "المرأة المصرية أصبحت أفضل حالا مما كانت عليه قبل ثورتي 25 من يناير و30 يونيو، حيث أكدت اشتراكها كعنصر فاعل ومؤثر في تقرير مصير البلاد، وحطمت المقولة التي تدعي أن مشاركتها في الحياة السياسية لا يناسب العصر."

وأضافت الشوباشي في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أنه "يجب على المرأة المصرية أن تأخذ حقوقها وفقا للكفاءة،" رافضة نظام الكوتا سواء في البرلمان أو في أي من المجالات الأخرى.وأشارت الشوباشي إلى أن "التمييز ضدها من جانب البعض هو اعتداء على حقوقها وإنسانيتها."

وأوضحت أن "المرأة المصرية ستتحرر وتحصل على حقوقها كاملة عندما يتحرر الرجل العربي." ولفتت الشوباشي إلى أن "المرأة المصرية كانت ترتدي الملابس القصيرة خلال ستينات القرن الماضي، ولكن لم تتعرض للتحرش، حيث لم يكن المجتمع آنذاك يسمح بذلك ولم نكن نشعر بالخطر، أما الآن فان الكثيرين من الفتيات لم يسلمن من التحرش وكأنهن مجرد سلعة لدى البعض".