100 مليون فتاة يعجزن عن القراءة..وأكثر من نصفهن عربيات

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعجز أكثر من مائة مليون فتاة في البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان ذات الحد الأدنى من الدخل المتوسط عن قراءة جملة بسيطة بسبب التفاوت الكبير المسجل عالمياً بين الجنسين في مجال التعليم، وذلك بحسب ما ورد في "ملخص قضايا الجنسين" الذي يحلل بيانات جاءت في أحدث طبعة من تقرير "اليونيسكو" العالمي لرصد التعليم للجميع.

ويمنع هذا التفاوت 50 في المائة من الفتيات غير الملتحقات بالمدارس، و البالغ عددهن 31 مليوناً، من الانتفاع يوماً بالتعليم المدرسي.

وأشار التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع لعامي 2013-2014 بعنوان "التعليم والتعلّم: تحقيق الجودة للجميع"، إلى أن ضمان التحاق الأطفال بالمدارس لا يكفي في حد ذاته إذ يجب أيضاً ضمان اكتسابهم للمهارات اللازمة من خلال التعليم.

ويعجز اليوم 175 مليون شخص من الشباب في البلدان ذات الدخل المنخفض و البلدان ذات الحد الأدنى من الدخل المتوسط عن قراءة جملة بسيطة بسبب تردي جودة التعليم، مع الإشارة إلى أن الإناث يشكلن نسبة 61 في المائة من هذا المجموع.

وذكرت المديرة العامة لمنظمة "اليونسكو،" إيرينا بوكوفا، لشبكة CNNبالعربية أن "من غير المقبول أن يتم إهمال الفتيات، خصوصاً أولئك اللواتي ينتمين إلى الأسر الفقيرة، إذ يجسد التعليم أحد أفضل السبل لبناء مستقبل أفضل ومساعدتهن على الخروج من حلقة الفقر المفرغة. ويجب أن تضمن الحكومات الانتفاع المتكافئ بالتعليم لمعالجة هذا الاختلال الفظيع في التوازن".

وأوضحت بوكوفا: "يجب أن يكون هناك مقاربة واضحة لذلك، وقيادة سياسية في المنطقة، للإعتراف بأهمية تعليم الفتيات، وانخراطهن في المجتمعات والدورة الاقتصادية في بلدانهن." وطالبت بوكوفا الحكومات بتحمل مسؤولية سياساتها العامة، فضلاً عن المجتمع المدني والقطاع الخاص.

ودعا التقرير إلى وضع قضية المساواة بين الجنسين في مقدمة الأهداف الإنمائية العالمية الجديدة لفترة ما بعد عام 2015 حتى يحصل جميع الأطفال على فرص متساوية في الانتفاع بالتعليم الجيد.

ورغم من إحراز بعض التقدّم، إلا أن البيانات أشارت إلى أن 60 في المائة من البلدان فقط تمكنت حتى العام 2011من تحقيق التكافؤ بين الجنسين في التعليم الابتدائي، وأن 38 في المائة من البلدان فقط استطاعت ضمان التكافؤ بين الجنسين في التعليم الثانوي.

وتُعد الفتيات في البلدان العربية أشد الفئات حرماناً من التعليم. وتبلغ نسبة الإناث من الأشخاص غير الملتحقين بالمدارس 60 في المائة في المنطقة العربية.

وترتبط الحاجة إلى توظيف المزيد من المعلمات لتعليم الفتيات بأسباب ثقافية في الكثير من الأحيان، كما ترتبط بضرورة تقديم مثال يُحتذى به إلى الفتيات لتشجيعهن على البقاء في المدرسة. وقدّم التقرير العالمي لرصد التعليم توصيات لتمكين الفتيات من اللحاق بالركب، ومن بين أهمها: وضع تعليم الفتيات في مقدمة الأهداف التعليمية الجديدة لفترة ما بعد عام 2015، ووضع أفضل المعلمين في الأماكن حيث يعيش الدارسون الأشد احتياجاً إليهم، وتدريب المعلمين لضمان مراعاتهم لقضايا الجنسين، وضرورة أن تكون المناهج الدراسية شاملة للجميع.

وأضافت بوكوفا أن "نتائج هذا التقرير كانت صادمة. ونريد أن ندق الجرس عالياً." وأشارت إلى أنه "إذا أبقينا على هذا الاتجاه، فيما يرتبط باكتساب الفتيات من البيئات الفقيرة التعليم الأساسي في الوتيرة التي تعمل من خلالها الآن، فإن الأمر سيتحقق في العام 2086، أي بعد 70 عاما من الآن."

وأوضحت بوكوفا أن الاستثمار في تعليم الفتيات والنساء يعتبر أمرأً مهماً، وذلك ليس لمنفعة الأفراد فقط، بل لصالح المجتمع أيضاَ. فإذا حصلت جميع النساء على التعليم الابتدائي والثانوي، لتراجعت حالات الزواج والوفاة لدى الأطفال بنسبة 49 في المائة و 64 في المائة، على التوالي. ولو حصلت كل النساء على التعليم الابتدائي فقط، لتراجعت وفيات الأمهات بنسبة الثلثين. ومن شأن التعليم أيضاً أن يساعد على حماية النساء من مآسي الفقر. وأكدت بوكوفا أن "تعليم الفتيات يعني تعليم العائلة كلها، وهذا أمر يجب ملاحظته. وأعتقد أنه يجب معرفة أن تعليم الفتيات هو واحد من أفضل الاستثمارات في التعليم، وكسر حلقة الفقر، والتأثير على التنمية المستدامة."

وأوضحت بوكوفا أن "وما يقلقنا أكثر هو أن العالم العربي منذ العام 1999 ولمدة 15 عاما، لم يقم بأي خطوات، فيما يتعلق بالجنسين."

وأشارت بوكوفا إلى أنه يجب إعطاء أهمية خاصة للفتيات في سن المراهقة اللواتي يذهبن إلى المدرسة، ومساعدتهن على سهولة الانتقال من هذه المرحلة العمرية، وخلق بيئة لتشجيعهن على الذهاب إلى المدرسة.

نشر