نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قالت لويس غريست، والدة الصحفي الاسترالي بقناة الجزيرة، بيتر غريست، الذي تحاكمه السلطات المصرية مع اثنين من زملائه بالقضية التي يطلق عليها الإعلام المصري اسم "خلية الماريوت"، إنه يشغل وقته بقراءة ملصقات المحتويات على المواد الغذائية والقوارير، وقد صنع مع رفاقه شمسا من ورق الألمنيوم كي تنير غرفتهم.
وقالت غريست، التي ظهرت مع زوجها جوريس، والد بيتر، في مقابلة مع CNN، إنه تحدثت عبر الهاتف إلى ابنها قبل الجلسة الأخيرة التي عُقدت لقضيته مضيفة: "بدا بيتر بوضع جيد وكان يتحدث باندفاع وقال إنهم يعيشون أياما جيدة وأخرى سيئة كما نعيش نحن وسأل عن العائلة وأحوالها وناقشنا بعض الأمور لأنه لم يتح لنا الحديث معه منذ أكثر من شهر وقد شعرت بفرح غامر لأنني تمكنت من سماع صوته."
أما والده جوريس فقد قال: "ما سرني هو سماع بيتر يضحك، وهذا أمر لا يمكن لأي شخص فعله عشية جلسة قضائية لا يمكن التنبؤ بما سيحصل فيها، وأنا فخور جدا بهذا"
وأكدت لويس غريست أنه لا يسمح لابنها بأكثر من اتصال هاتفي أو اتصالين شهريا، بينما شدد جوريس على أهمية أن يكون المرء مستعدا نفسيا لمواجهة السجن إذ قال: "بحال لم يكن المرء منضبطا على المستويات الجسدية والعقلية والروحية فسيكون من الصعب عليه تجاوز هذا الأمر الذي يمكنه أن يدفع الناس بسهولة إلى الاستسلام والانهيار، ونحن نشعر بسرور بالغ لأن بيتر منضبط للغاية وقد تمكن من البقاء متماسكا وقويا."
وشرحت والدة غريست بعض ما يقوم به في سجنه قائلة: "المواد المقروءة كانت ممنوعة عنهم في (السجن) طوال الفترة الماضية ولم يسمح لهم بالحصول عليها إلا خلال الأسبوعين الماضيين ولكي يشغلوا أنفسهم كانوا يستخدمون كل ما يقع تحت أيديهم كمواد للقراءة، مثل ملصقات المواد الغذائية وملصق محتويات القوارير البلاستيكية."
وأضافت: "لقد صنعوا لوحة جدارية كتبوا عليها ’الحرية الآن‘ ولكنهم اضطروا إلى إزالتهم لأن إدارة السجن اعتبرتها شعارا ورفضت وجودها، ولكنهم تمتعوا بالمزيد من الإبداع وصنعوا من بعض أوراق الألمنيوم شمسا تمتد خيوط أشعتها إلى مسافة متر ووضعوها على الحائط لتواجه أشعة الشمس الحقيقية التي باتت عندما تشرق ترتد عن الأوراق لتنير الغرفة بكاملها، وهذا أمر رائع. وأظن أنه اخترعوا بعض الألعاب من القوارير وأغطيتها."
وعن أمنيتها المستقبلية قالت لويس: "نأمل من كل قلبنا انتهاء هذه القضية وخروج بيتر إلى الحرية، ولكننا نحاول ألا نتوقع الكثير.
"يذكر أن النيابة العامة المصرية كانت قد أمرت نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي بضبط ما وصفتها بـ"شبكة إعلامية" ضمت 20 شخصا بينهم أربعة أجانب، هم إنجليزيان واسترالي وهولندية من مراسلي قناة الجزيرة، بتهمة "ارتكاب جرائم تحريض واصطناع مشاهد وأخبار كاذبة"، الأمر الذي نفاه المتهمون والقناة، وسبق للرئيس المصري المؤقت، أن تعهد لعائلة غريست بتسريع محاكمته التي أثارت إدانات دولية واسعة وتزامنت مع حملة تشنها السلطات المصرية ضد جماعة الإخوان المسلمين.