هشام الجخ: "المكالمة" سبب غيابي والخلاف في مصر على السلطة

الشرق الأوسط
نشر
8 دقائق قراءة
هشام الجخ: "المكالمة" سبب غيابي والخلاف في مصر على السلطة
Credit: Hisham Aljakh

القاهرة، مصر (CNN)-- برر الشاعر المصري هشام الجخ، غيابه عن الساحة الإعلامية في الفترة الأخيرة، بسبب قصيدته الجديدة "المكالمة،" التي تتخوف بعض وسائل الإعلام استضافته بسببها.

وقال هشام الجخ، إنه لم يرفض الظهور في وسائل الإعلام، ولكن هناك وسائل إعلامية تتخوف من استضافته، بعد ظهور قصيدته الأخيرة "المكالمة،" التي يرى البعض إنها تنتقد الجيش المصري.

واجاب على الأسئلة التالية:

ما سبب الغياب عن الساحة في الفترة الأخيرة؟ 

- لست متغيبا عن الجمهور، وأنا موجود والشعر موجود والحقيقة موجودة، ولكن أنا لا أظهر بسبب قصيدتي الأخيرة "المكالمة،" هناك وسائل إعلام تطلبني للظهور بها، ولكن يشترط عدم إلقاء قصيدة المكالمة، وأنا أرفض ذلك.

 

لماذا يرفضون قصيدة المكالمة؟

- لا أعرف والإجابة عند من يرفض ظهوري، وسأبقى كما كنت، وسأتحدث عن وجع الناس في المقاهي والشوارع والميكروباص، لأن الناس عرفتني كما أنا، ولكن للأسف الشديد مصر لم تعد تهتم بوجع الناس، ولكنها أصبحت تهتم بوجع الكرسي.

 

ماذا تقصد؟

- أقصد أن الخلافات الموجودة حاليا على الساحة السياسية في مصر سببها الخلاف على المناصب، وكل جهة تسعى وراء أهدافها، "ده عاوز حته، وده بيتخانق على الحكم." الشاعر المصري، هشام الجخ

 

هل هناك أجهزة رسمية ترفض إلقاء قصيدة المكالمة؟

- لا توجد أجهزة أمنية تمنعني من إلقاء المكالمة، ولكن بعض الإعلاميين يخافون على برامجهم ظنا منهم أن إلقاء القصيدة قد تؤثر على مستقبل برامجهم، ولكنهم لا يعرفون أن الشاعر الأن لا يحاصر، الناس في مصر بعد 25 يناير لم تعد كما كانت قبله، والناس أصبحت منقسمه، فالناس بكل مشاعرهم إما مع فلان ويتعصبون ويتطرفون له، أو ضد فلان بتعصب واضح.

 

هل أنت غاضب من غيابك عن الساحة الآن؟

- لست غاضبا لأني كما قلت لم يعد ممكنا محاصرة الشعر، ولكن عندما كنت أهاجم الرئيس السابق محمد مرسي، من خلال الشعر لم أغب عن الساحة كما حدث في الفترة الأخيرة.

 

هل كنت من مؤيدي مرسي؟

- نعم، ومنحت له صوتي في جولة الإعادة، بعد أن انتخبت حمدين صباحي في الجولة الأولى، ولم أكن من عاصري الليمون، ولكني كنت مؤمن وأصدق ما أفعله، ولكن عندما أخفق واجهض مصر، بدأت أتحدث عن وجع الناس والشارع، فأصبحت ماجن وكافر وزنديق وحشاش.

 

ولكن البعض يأخذ عليك إنك تهاجم الجيش المصري في قصيدة المكالمة؟

- كما قلت من قبل، فالناس في مصر الأن أصبحت منقسمة ومتعصبة بشدة، ولا تريد أن تسمع إلا ما يحلو لها، ولا تسطيع تقبل الأخر، وأصبحت أسمع كلام من نوعية لا يصح أن تقول كلمة عسكر أو تهاجم الجيش، ولكن أقول لهؤلاء بشويش وبراحة وبهدوء.

 

ماذا دفعك لقصيدة المكالمة؟

- قصيدة المكالمة أخرجت الألم من صدور بعض الغاضبين على ما يحدث في مصر، وأخرجت فيها وجع الناس، والأن عندما تقول أن الناس تعبانة، أصبح كلاما غير مقبول، فانا لا أحب وسط البلد بالحجارة، وحشتني وسط البلد كما كانت، الأن أصبحنا لا نستطيع الكلام.

 

هل الناس تتعامل مع المكالمة كقصيدة شعر أم موقف سياسي؟

- المكالمة تعبر عما يجول بصدور الناس، والقصيدة عابرة للسياسة.

 

هل أنت محبط كما وضح في القصيدة؟

- لا أشعر بالإحباط، ولكن مؤمن أن القادم أفضل، والبلد رايحه على خير، ولكن للأسف الخناقات الحالية كثيرة والناس تدفع ثمنها في النهاية.

 

تقول في القصيدة "أن مصر تسلم ودنها لأي كلب" ماذا تقصد؟

- أنا ضد أن انزل كتالوج لشرح القصيدة، ولكن المكالمة تتدور بين أربعة أصوات، ليس بالضرورة أن يكون الصوت الذي يقول ذلك مصريا، ويمكن هذا الصوت كاره لمصر ويتحدث عنها بشكل سيئ.

 

هل أنت من مؤيدي 30 يونيو؟

- طبعا، وأنا من الناس الذين نزلوا في 30 يونيو، للمطالبة برحيل حكم الإخوان المسلمين مثلي مثل ملايين المصريين الذين نزلوا في الشوارع الميادين، والبعض تناسي أني من قلت قصيدة "أنا إخوان،" التي هاجمت حكم جماعة الإخوان، وأقيمت علي قضية ازدراء أديان ليس بسبب القصيدة بشكل مباشر، ولكن كان يضغط علي بطرق غير مباشرة.

 

لماذا لم تعد تذكر قصيدة "أنا إخوان؟"

- منذ سقوط حكم محمد مرسي، لم ألقي قصيدة أنا إخوان، لأنها ليست جدعنه، لأن الإخوان خارج السلطة، والرجولة أن تقول للوحش "انت وحش في عينه،" كما حدث مني مع الإخوان.

 

وهل قصدت أن تقول في قصيدة المكالمة للوحش "إنت وحش في عينه؟"

- عاوز أقول أن الناس تعبت، الهذيان الذي يحدث في قمة السلطة، ليس للناس علاقة به.

 

قيل إنك رفضت إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية؟

تنظيم الإخوان موجود في مصر منذ عشرات السنوات، ألم نعرف أن الإخوان تنظيم إرهابي إلا الأن فقط؟ وبدأ الإعلام يطلق عليهم التيار الديني، ثورة 30 يونيو ضد حكم الإخوان لأن الناس كانت عاوزه تأكل وتأمن، ولكن ما يحدث الأن هو خناقة على السلطة.

 

كيف؟

- هو قرار سيادي وحكومي لم يتخذه الشعب، لذا فهي خناقة السلطة، وليست خناقة الناس، الناس عاوزه حرية وكرامة وأكل عيش بكرامة.

 

ولكن الناس نزلت عندما طالبهم السيسي بالنزول في 26 يوليو لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل؟

- الناس نزلت بعد أن حمل الإخوان السلاح، أصبحوا جماعة إرهابية، وكل من يحمل السلاح ضد الدولة، فالشعب يصنفه كإرهابي.

 

هل ترى أن ثورة الشارع في 30 يونيو كان بسبب ضيق المعيشة فقط؟

- طبعا، الناس عاوزه تعيش حياة أفضل من أيام حسني مبارك، وعلشان كده نزلوا في 30 يونيو، وليس لسبب أخر، وأقول ذلك وقد كنت أيام مبارك "ولد تافه" من وجهة نظر النظام الأسبق، ولكن مع حكم مرسي أصبحت كافرا.

 

هل الجيش المصري عسكر؟

- في حاجة في اللغة اسمها "احتكار اللفظ،" بمعنى أن يتم استخدام لفظ ما في ظروف ما بشكل ما فيتغير معناه، ويتم احتكار اللفظ فتغير معناه، وتم استخدام لفظ عسكر إعلاميا عندما يتولى أحد قادة الجيش الحكم فهذا حكم عسكر، وأقول أيضا أن الجيش أفضل من الإخوان.

 

ما سبب كل هذا الغضب بداخلك؟

- لأن مصر وحشتني.

هل منعت من الظهور على المسارح الآن؟

- لم يحدث، ولكن هذا كان يحدث أيام الجامعة.

 

لماذا أنت متفائل؟

- لأن الشعر شيء والحياة شيء أخر، فالشعر لحظة، وأنا متفائل بطبعي، والبلد شافت كثير "وياما دقت على الراس طبول،" فالقاهرة حرقت من قبل، ولكن الناس بتفوق، بمثقفيها وناسها وجيشها، ومن الذي سيحمي مصر غير العسكر.