هل تأخر الأردن في استرداد سفيره المختطف بليبيا؟

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
هل تأخر الأردن في استرداد سفيره المختطف بليبيا؟
مبنى السفارة الاردنية بليبيا Credit: Getty images

عمان، الأردن (CNN)-- مع مرور نحو خمسة أيام على اختطاف السفير الأردني في طرابلس الليبية فواز العيطان، اتجهت تحليلات خبراء ومراقبين إلى ضرورة تمهل السلطات الأردنية في إنهاء الأزمة مع تفضيل اللجوء إلى الحل عبر القنوات الدبلوماسية، وسط ترجيحات بانتماء الجهة الخاطفة إلى تنظيمات مسلحة لا تحمل "فكر وعقيدة القاعدة."

ومع انسحاب دبلوماسيين آخرين إثر حادثة اختطاف العيطان، ما تزال المعلومات المسربة بشأن الخيارات الدبلوماسية والأمنية لحل الأزمة أردنيا غير محسومة، رغم تسرب معلومات عن إرسال قوات خاصة إلى ليبيا للتدخل في عملية تحرير السفير.

وفي قراءات مختلفة لمحللين من مختلف التخصصات في تصريحات لموقع CNN بالعربية، فإن الخبير في شؤون التنظيمات الاسلامية في العالم حسن أبو هنية، رجح أن تكون الجهة الخاطفة "لا تنتمي إلى تنظيم القاعدة،" قائلا: "إن شكل عملية الاختطاف وعدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة وعدم إعلان مطالب على غرار عمليات اختطاف سابقة، ترجح ذلك."

واضاف أبو هنية: "طريقة الاشتباك خلال عملية الاختطاف وترك سائق السفير وعدم تبني جهة مسؤوليتها عن الحادثة تضعنا أمام جماعة غامضة ونتائج غامضة." الخبير بشؤون التنظيمات الإسلامية، حسن أبو هنية

وإن كانت الجماعة تنتمي لأي من التنظيمات المتطرفة، فيشير أبو هنية إلى أنها "لا تتصف بالحرفية التي تتصف بها تنظيم كالقاعدة ما يعني زيادة الحذر في التعامل مع الأزمة."

في الأُثناء، يرى خبراء عسكريون أن الأردن لم يتأخر في إنهاء أزمة الدبلوماسي الأردني، وأن "التروي والصبر" بأعلى درجاته مطلوب في معالجة هذا النوع من الأزمات، مرجحين أيضا استمرار التفاوض عبر القنوات الدبلوماسية.

ويقول اللواء المتقاعد الدكتور فايز الدويري لموقع CNN بالعربية: "إن اللجوء إلى أي خيار عملية عسكرية، يتطلب ضمان تنجب هامش خطأ بما نسبته واحد في المائة.. وأن أي خيار عسكري يجب أن يكون مبينا على معلومات كافية ونحن نقف أمام حالة من شح المعلومات لأن ما رشح للان هو الحديث عن جماعة تتبع ثوار ليبيا وهذه عبارة ليست كافية."

ويؤيد الدويري حالة التعتيم التي تفرضها الجهات الرسمية الأردنية على القضية، نتيجة "الظرف الدقيق جدا"، وأضاف "الأردن يتابع ولا يريد الإشارة إلى معلومات تجنبا لأي انعكاسات على حياة السفير."

ولم يعتبر الدويري أن طول أمد الأزمة يعني فشل التعامل معها، وقال: "لدي خبرة في القوات المسلحة الأردنية 36 عاما ولا يوجد مجال للمخاطرة وما نسمع عنه من إرسال قوات خاصة أعتقد إنه من باب المناورة وتحت عنوان مبدأ عرض القوة.. أنا مع الحل الدبلوماسي والعملية ما تزال ساخنة فقد شهدنا عملية احتجاز دبلوماسيين أمريكيين في طهران في وقت سابق استغرقت 444 يوما."

ويقول الدويري، إن العامل النفسي في الأزمة عامل رئيسي وحاسم، وأضاف: "الضغط عنا كعامل نفسي يندرج في باب التحضير لمرحلة قادمة."

من جهته قال اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوار في تصريح لموقع CNN بالعربية: "إن السلطات الأردنية أمام ثلاثة خيارات لحل الأزمة.. الخيار الأول يتمثل بالإفراج عن السجين الليبي محمد الدرسي إذا ما صحت معلومات مطالب الخاطفين، أو اللجوء إلى تفاوض غير مباشر طويل الأمد مع طرف ثالث.. أما الحل الثالث، المتمثل في عمل عسكري يشكل أحد الخيارات بالضرورة، التي لا يجب الخوض فيها."

وتابع فائلا: "أعتقد أن الأردن الان محرج جدا خاصة ما إذا ثبت أن هناك بالفعل مطالبة بالإفراج عن السجين الليبي مقابل السفير.. مهما كانت الجماعة وانتماءاتها هي بالضرورة جماعة أشرار الوضع لي سهلا والصراع الدائر في ليبيا كما في سوريا ليس تقليديا."

إلى ذلك، يرى الدبلوماسي والوزير السابق محمد داوودية، أن هناك مؤشرات إيجابية عديدة للآن أحاطت بعملية الاختطاف، أولها أن "الهدف الأولي من العملية هو الاختطاف وليس الاغتيال."

وأضاف داوودية لموقع CNN بالعربية: "مارشح حتى الان ليس فيه مطالب تعجيزية إن صحت.. رغم أنني أرى أن المقايضة غير عادلة بين سفير أردني ومحكوم بجريمة إرهابية."

بل ويرى داووية الذي زامل السفير العيطان بالعمل الدبلوماسي في وقت سابق، أن التأخير للان يعني إطالة أمد التفاوض الدبلوماسي، قائلا: "للأردن طلائع استخباراتية ومسجات في كل العالم ومنها في ليبيا وهي تتقن ما يسمى بالقتال خارج الأسوار."

وأضاف: "الحالة الصحية للسفير العيطان محرجة بالأصل فهو يعاني من أمراض في القلب والسكري.. أرجح حتما العمل الدبلوماسي لكن العملية برمتها تحتاج إلى تروي وحسابات دقيقة."

وكان السفير الأردني قد اختطف على أيدي جماعة مسلحة الثلاثاء الماضي، فيما حملت الحكومة الأردنية الجهات الخاطفة مسؤولية سلامته في الوقت الذي أكدت فيه على أن لديها معلومات عن عملية الاختطاف وأن لديها خطة لا تريد الإعلان عنها حفاظا على سلامة العيطان.