حدود الكرامة الأردنية مع العراق: هدوء حذر وضعف حركة العبور اليومي

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون

الرويشد، الأردن (CNN)-- مع انتصاف نهار الـ25 من يونيو/ حزيران، بدت حركة المسافرين عبر معبر الكرامة الحدودي الأردني مع العراق شرقا في أدنى مستوياتها، ولم يلاحظ سوى عبور سيارتي عائلتين اثنتين خلال ساعات فقط، آثرتا مواصلة المسير على التحدث عن رحلتهما في الأراضي العراقية.

الهدوء الذي خيم على المركز الحدودي الذي يبعد 360 كيلومترا عن العاصمة الاردنية، عمان، خلال مشاهدات رصدها موقع CNN  بالعربية في جولة ميدانية نظمتها القوات المسلحة الأردنية لوسائل الإعلام، الأربعاء للاطلاع على الحالة الأمنية هناك، استطاعت أن تخرقه تحركات الآليات العسكرية الأردنية المحيطة بالمركز الحدودي، وبعض الشاحنات القادمة من الفلوجة والرمادي وأخرى مغادرة إلى بغداد وغيرها من المناطق العراقية.

وتقاطعت الروايات التي نقلها بعض سائقي الشاحنات العراقية عند الحديث إليهم، حول استمرار إدارة الشرطة العراقية لمركز طريبيل المحاذي للكرامة، إلا أنها تفاوتت في الحديث عن حجم التخوف من وجود "مسلحين" على الطرق الرئيسية، دون الجزم فيما إذا كاوا من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".

ويروي اسماعيل سويلم أحد سائقي الشاحنات قادما من الرمادي وتحمل شاحنته لوحة  "كاني دهوك" حول من شاهدهم في مركز طريبيل العراقي من قوات بالقول: "بالمعسكر هناك من كل الطوائف شيعة سنة جيش النظامي واكو مدرعات من الخمسة والخمسين.. رأيت آليات محروقة من المخرج السوري إلى طريق الكيلو 160 (الطريق الدولي غربي الرمادي)"

ويقول عن تلك الطريق: "160 بيها عسكر.. أما مسلحي العشائر يسيطرون في الرمادي ومن الفلوجة إلى عمان لا أحد له شغل بينا والمسافرون قلائل والشاحنات قليلة جدا."

وأضاف سويلم في رده على استفسارات صحفيين فيما إذا شاهد أية عملية انسحاب للجيش العراقي عشية الأربعاء قبل وصول إلى الحدود الأردنية: "جيت البارحة من الرمادي لم أصل بغداد.. الحدود العراقية عادية في طريبيل."

وأكد قائلا حول الجهة المسيطرة على المركز الحدودي: "الحكومة مسيطرة عليها ودوام عادي رسمي."

ومع استمرار تناول تقارير إعلامية تتحدث عن اقتراب تنظيم "داعش" من الحدود الأردنية السعودية وانتشار عناصرها في طرق الرئيسية شمال غرب العراق، أجاب: "داعش سولافة داعش هذه مضحكة ماكو داعش كلها عشائر ومسلحين في الموصل والفلوجة والرمادي.. هذه دعاية يسويها المالكي."

ورغم امتناع المسؤولين العسكريين الأردنيين عن الإدلاء بأية تصريحات تفصيلية خلال الجولة، إلا أن البعض منهم أكد بوضوح عدم تسجيل أي حالة لجوء لعراقيين من العراق، فيما كان قائد حرس الحدود العميد الركن صابر المهايرة قد صرح في بداية الجولة بأنه لن يسمح "لأي إنسان بالدخول إلى الأردن بالطرق غير الشرعية"، وأن حدود الأردن مع العراق "آمنة ومحمية."

لكن السائق سويليم، وآخرون تحدثوا عن مشاهداتهم لعائلات "نازحة" من البلدات العراقية إلى المناطق الشمالية، وعنهم قال سويلم: "اكو عوائل مهجرة من القصف السوري أكراد وبيهم عراقيين نحو 150.. يقولون أن بشار الأسد ضربهم."

ضمن تلك المشاهدات السريعة، تختلف أحاديث المغادرين من الأردن إلى العراق، حيث تبدو أكثر تخوفا بحسب ما أبداه السائق العراقي وليد الذي مضى على وجوده مكوثه في الأردن، متحدثا قبل أن يجتاز الحد الأردني بأمتار

ويقول وليد المحمل بشحنة من المنظفات لسي إن إن بالعربية فيما إذا كان متخوفا من الدخول إلى العراق: "أكيد طبعا متخوف.. عملت مخابرة مع الأهل وقالوا إنه الطريق يخوف.. يقولوا فيه مسلحين على الطريق."

وفيما قدر سائقي الشاحنات انخفاض حركة العبور للشحن إلى أقل من خمسين في المائة من  المعدل اليومي بحسبهم، لينسحب ذلك على العائلات أيضا، شوهدت المروحيات العسكرية الاستكشافية والآليات المنتشرة على طول الشريط المحاذي لمركز الكرامة.

وتحفظت السلطات الأردنية على الاقتراب من المركز الحدودي لوسائل الإعلام، حيث اكتفت بالسماح لها بمراقبة ورصد مشاهدتها بالقرب من البوابة الرئيسية للمركز، ورصد تحرك بعض الاليات العسكرية في المنطقة.

وتأتي تلك التعزيزات العسكرية، ضمن خطة الانفتاح على الحدود بحسب ما وصفها وزير الداخلية الأردني قبل أيام حسين المجالي، دون أن يكشف المسؤولون عن أعداد قوات حرس الحدود التي أعيد انتشارها على الشريط الحدودي المقدر بنحو 181 كم مع العراق.