ضربات جوية أمريكية تهدد "تنظيم الدولة الإسلامية"... لكن لماذا الآن؟

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
ضربات جوية أمريكية تهدد "تنظيم الدولة الإسلامية"... لكن لماذا الآن؟
Credit: JIM WATSON/AFP/Getty Images

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- دفعت موجة العنف الديني لمليشيات "تنظيم الدولة الإسلامية" منذ سيطرتها على مناطق بالعراق في يونيو/حزيران الفائت، بالولايات المتحدة إلى وصفها بـ"الإبادة الجماعية" حسبما ورد في تصريحات المسؤولين الأخيرة.

واستخدم الرئيس الامريكي، باراك أوباما، المصطلح لدى تفويضه الجيش الأمريكي بتنفيذ هجمات جوية مستهدفة ضد مسلحي "الدولة الإسلامية" بعد سيطرتها على مدينة قراقوش ودفع سكانها الأيزيديين وغالبيتهم من المسيحيين، للفرار من مناطقهم، قائلا: "اعتقد أن أ/ريكا لا يمكن أن تغض الطرف.. يمكننا التحرك بحرص ومسؤولية لمنع إبادة جماعية محتملة."

وبجانب المدنيين، تنشر أمريكا عددا من المستشارين العسكريين الذين يدعمون القوات العراقية في التصدي للمليشيات المسلحة، ويعني تقدم تلك المليشيات المتشددة في شمال العراق تعريض أمن وسلامة المجموعات الأمريكية للخطر.

وطمأن الرئيس الأمريكي شعبه بأنه لن يرسل قوات برية إلى العراق ولن تجر بلاده إلى حرب ثانية هناك، ويبدو أن لإدارته أسباب مقنعة دفعته لاتخاذ قرار توجيه ضربات جوية إلى "تنظيم الدولة الإسلامية"، إن اقتضت الضرورة، ومن بينها:

 

وقف أزمة إنسانية أو "إبادة جماعية" محتملة

خير "تنظيم الدولة الإسلامية" الاقليات المسيحية لدى سيطرته على مدينة "قراقوش" إما بالإسلام أو مواجهة القتل، وأشار مصدر بارز في الإدارة الأمريكية إلى لجوء المسلحين المتشددين لذبح ضحايا وتعليق رؤوسهم فوق أعمدة في سياق حملة لبث الرعب في النفوس، كما نشر على الانترنت مشاهد لعمليات إعدام قام بتنفيذها.

أدت سيطرة المسلحين المتشددين على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، لتشريد الآلاف من مناطقهم، أضيفت أليهم أفواج جديدة  من النازحين الايزيديين.

وعادة ما يلتف الشعب الأمريكي حول قيادته عندما يتعلق الأمر بـ"وقف إبادة جماعية"، وهو الوصف الذي استخدمه بدوره وزير الخارجية، جون كيري: حول الأحداث الأخيرة ضد الأيزيديين بقوله: إنها :" لأعمال بشعة وضرب من العنف المستهدف تحمل جميعها علامات تحذيرية من إبادة جماعية."

 

2.  حماية المصالح الأمريكية وموطنيها وحليف محوري

لأمريكا مصالحها الشخصية التي تعمل لحمايتها، من أبرزها، وكما لخصها الرئيس أوباما، في كلمته فجر الجمعة: سنقوم بكل ما هو ضروري لحماية شعبنا، ودعم حلفائنا ساعة الخطر."

ويوجد 245 عسكريا أمريكيا، بينهم 90 مستشارا عسكريا، بجانب العاملين في القنصلية الأمريكية في مدينة أربيل بإقليم كردستان، التي تعتبر واحدة من أكثر مناطق العراق استقرارا، بجانب تعاونها الوثيق مع الشريك الأمريكي.

خاضت قوات البيشمرغة مواجهات ضد المليشيات المسلحة وأبدت استعدادها للدفاع عن "أربيل" ، وسط شكوك أمريكية نظرا لما يتمتع به التنظيم المتشدد من قدرات على التحرك السريع والقتال بحرفية وفق مسؤول أمريكي بارز.

 

3. اضرب "تنظيم الدولة الإسلامية".. وأخيرا تتحرك الولايات المتحدة لمواجهة المتشددين

لم تحدد واشنطن ذلك كهدف، ما دفع بجناح الصقور لانتقاد أوباما بعدم تبني المزيد من الخطوات في هذا الإتجاه، وقال السيناتور الجمهوري، جون ماكين، بعد كلمة أوباما التي أشار فيها إلى تفويضه الجيش شن ضربات جوية بالعراق: أضعف داعش"، الاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية.، في حين شدد نظيره، السيناتور ليندسي غراهام، على ضرورة وقف تقدم مليشيات التنظيم.

واقترح المشرعان تسليح كل الأطراف التي تقف بمواجهة "داعش" حتى في سوريا، وتصفية قيادات التنظيم . واكتفت إدارة أوباما بدعوة العراقيين لتشكيل حكومة جديدة تضم كافة الاطياف، والجيش العراقي لمواجهة تهديد "داعش."

 وأكد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، إن الكفاءة العسكرية لمقاتلي "تنظيم الدولة الإسلامية" تتطلب "مستوى من التطور العسكري في ردنا عليهم."